مفكرة القرية أشكال الظل
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

مفكرة القرية: أشكال الظل

المغرب اليوم -

مفكرة القرية أشكال الظل

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

لم يكن أيٌّ منَّا يملك لعبةً مصنعةً. أي لعبة. لذلك علينا أن نخترع. أن نتخيل. وأن نجعل من الأشياء أشياء أخرى. كل حسب مهارته. من قضبان التوت، ومن القصب، ومن الورق. نصنع سيارات وطائرات وخيولاً ونسابق الريح حتى المساء. وكان حلول المساء مزعجاً، يرغمنا على العودة إلى البيوت.

وكان وصول المساء إلى الساحة يعلن عن نفسه من خلال تغير ظلنا على الأرض. يروح يطول وتبهت كثافته، ويظل يلازمنا كأنه يشاركنا مسابقات النهار، إحدى ألعاب اليوم. في الشتاء، لم يكن هناك ظل. لأنه لم تكن هناك شمس. وكان عتم. والغروب يحل ساعة يشاء، تحمله غالباً سحب ملبّدة، داكنة، وتبعث الخوف مما تحمل في عبابها.

لم نكن نحبّ الشتاء، وأكثر أولاد الضيعة ليس لديهم ما يكفي من ثياب الدفء. ولا من يملك شيئاً من ألعاب الداخل. وكنا نفتقد خصوصاً إلى لعبة الظل. نمازحه، نهرب منه، نعود إليه، يطول، يقصر، نقلده، يقلدنا، نخادعه، يخادعنا، يبدد الوقت معنا، ويسلينا.

ذات يوم قمنا إلى الساحة، فوجدنا أن ثمة من سبقنا إليها. رجال غرباء ومعهم آلات وحبال حديدية ضخمة، وكانوا يعملون بانهماك شديد، ولا يلتفتون إلى أحد. ثم ازداد عدد الفضوليين من أهالي الضيعة. وبدأ الهمس يعلو. إنها الكهرباء، وهؤلاء «المعلمون» يمدّونها بدءاً بالساحة. شعرنا بفرح. لكن الأكثر معرفةً بيننا حذّر من أن الكهرباء سوف تخرّب علينا لعبة القامة والظل. سوف تضيء الساحة ويتلاشى الفارق بين الغياب الطبيعي والنور الاصطناعي. هذه لعبة أخرى نفقدها.

ودار نقاش، وكان بعضنا حفاةً. وقال صبي عنيد ومتفلسف ومتكبّر إن الكهرباء شيء عظيم. وسوف يكون في إمكاننا أن ندرس ونكتب فروضنا على أضواء الساحة. بل ثمة ما هو أهم من ذلك بكثير يا أولاد. سوف نتمكن من التحدث إلى البنات من خلف الشبابيك. ولتذهب الظلال حيث تشاء، فمن هو الأهم، قال الفيلسوف، الظل أم الحقيقة.

لم نكن ندرك أن ثمة متغيراً أكثر عمقاً في عالم الساحة ودنياها: نحن! نحن، الواقع، كنا ننمو ونكبر. ولم نعد نلتفت إلى الظل، نداعبه ويلاعبنا. وصار الحفاة منا، يسمعون ملاحظات جارحة: تدبروا الأمر. لا تأتوا حفاة إلى المدرسة. وذات ليلة قررت أن أحصي أملاكي وموجوداتي قبل النوم: قصب، وبزر مشمش، وطائرة ورق، وكمشة حصى ملونة بدل «الكلل» المرمرية، وكتاب عتيق لتعليم الإنشاء، وقلم «كوبيا» بنفسجي الحبر. ولم يفتني أن أعدد ظلي ضمن الممتلكات. لكن على أي درجة؟ على أي طول، على أي وقت؟ الضحى أم الزوال أم العصر؟ إنه مثلي، تماماً، يتغير مع الشمس، أحياناً يسير جنبي، أحياناً يسير خلفي، أحياناً. لكنه نادراً، أو أبداً، ما يهتم بالتفاصيل. فهو، مثلاً، حاف على الدوام. كما أنه مثال صاحبه، لا يغني. ويحلم كثيراً، خصوصاً في صحوه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القرية أشكال الظل مفكرة القرية أشكال الظل



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib