مدن الإسلام تاريخ دمشق

مدن الإسلام: تاريخ دمشق

المغرب اليوم -

مدن الإسلام تاريخ دمشق

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

في «تاريخ مدينة دمشق»، أول دراسة شاملة لمدينة إسلامية ولسكانها الأكثر شهرة، قال ابن عساكر (المتوفى 1176) إن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تنبأ بجرأة بمستقبل انتشار الإسلام، مع إرسال الجيوش العربية إلى سوريا، والعراق واليمن، حيث قال أحد مرافقيه (من الصحابة): «يا رسول الله اختر لي واحدة». أجاب النبي (صلى الله عليه وسلم): «اذهبوا إلى سوريا».
إذا أخذنا الروايات الأولى، فإن دوافع المحاربين المسلمين الأوائل كانت واضحة ومباشرة. وقد وصف مؤرخ القرن التاسع البلاذري (أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري) الذي اعتبر كتابه «غزوات المدن» رواية نهائية (موثوقة) على مدى قرون، دعوة الخليفة أبي بكر الصديق العرب إلى الانتفاض في «حرب مقدسة» تكسبهم «الغنائم». كتب البلاذري «إن الذين حملوا السلاح كانوا مدفوعين بالأمل في المكافأة الإلهية».
وصل 5000 من المحاربين العرب بقيادة خالد بن الوليد، وهو من الصحابة والعقل العسكري وراء توحيد شبه الجزيرة العربية، إلى البوابة الشرقية لباب شرقي عام 634 واستعدوا للمعركة. كانوا واثقين من النصر. بدأت سلسلة من المدن البيزنطية في سوريا آنذاك بالسقوط.
مرهقاً من العقيدة اللاهوتية للحكم البيزنطي، مدركاً ربما للقب الإسلامي للقائد العربي سيف الله المسلول، اختار المجتمع المسيحي في عهد منصور بن سرجون، وهو جد عالم اللاهوت القديس يوحنا الدمشقي، عدم قتال الغزاة. فتم التفاوض على شروط الاستسلام مع خالد بن الوليد، الذي تعهد مقابل ضريبة الاقتراع، بالحفاظ على «أمن أرواحهم وممتلكاتهم وكنائسهم... طالما أنهم يدفعون الجزية، فلن يصيبهم سوى الخير». كان الوضع مقبولاً لدى أهل دمشق، الذين فتحوا الأبواب للعرب لعلمهم أنهم سيكونون مسؤولين عن ضريبة الجزية المفروضة على جميع شعوب المدن التي تم فتحها.
وُصِف سقوط دمشق في أيدي العرب المسلمين بأنه «حدث فائق الأهمية» منهياً قرابة الألف عام من السيادة الغربية والمسيحية. ومع ذلك لم تحدث في أعقابه أي ثورة مربكة. في حين أن مكان الاجتماع الرئيسي في الهواء الطلق انتقل من «أغوار» رومانية إلى مسجد، حافظت معظم جوانب الحياة على استمرارية العيش اليومي. كتب المؤرخ هيو كيندي عن كيف ينبغي فهم أسلمة دمشق والمدن الشرقية الأخرى، شارحاً أنها لا تُقرأ من منظور بضع سنوات أو حتى بضعة عقود، بل من منظور نصف ألفية.
إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الإسلام تاريخ دمشق مدن الإسلام تاريخ دمشق



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:37 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يوجه رسالة تهنئة لـ هنا الزاهد "جميلة وقلبك جميل"
المغرب اليوم - تامر حسني يوجه رسالة تهنئة لـ هنا الزاهد

GMT 05:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 20-12-2024 والقنوات الناقلة

GMT 22:28 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن تطلب من إسرائيل عدم قصف مطار بيروت

GMT 08:50 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد أولاد يرفع غلته التهديفية لأربعة أهداف

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 07:17 2016 الأربعاء ,18 أيار / مايو

حقيقة الإعلامي أحمد موسى الخفية

GMT 14:51 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

رانيا فريد شوقي تنشر صورة مع أختها في الانتخابات

GMT 11:31 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

رفوف مخصصة للنظارات

GMT 04:03 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

زهير فضال يقدم موسمًا متميزًا مع "ديبورتيفو ألافيس"

GMT 10:40 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

بيجو تكشف النقاب عن "308 GTi" هاتشباك القوية

GMT 16:10 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة ياسمين صبري تكشف عن مشروعاتها المقبلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib