غابت بعذر شرعي

غابت بعذر شرعي

المغرب اليوم -

غابت بعذر شرعي

سمير عطاالله
بقلم : سمير عطاالله

غابت الأمم المتحدة عن قمة البريكس في جنوب أفريقيا ولم يحضر حتى عتابها. غابت مثل الرؤساء «السابقين» الذين لا يعود أحد ينتبه إلى حضورهم أو إلى غيابهم. لا يعني ذلك أنها انتهت اليوم أو غداً، فهي تملك، بطبيعة الأمر؛ الواقع، وتبلّد البيروقراطيات، عناصر البقاء. لكن زمنها كمؤسسة دولية وحيدة، انتهى.

يتجه العالم إلى إقامة تجمعات متوسطة أسهل قيادة وأكثر فعالية، بدل الجماعات الكبرى التي قامت بعد الحرب ولم تحقق الأهداف التي قامت من أجلها. ويبدو هذا التحول جلياً في الاهتمام الذي توليه الأمم لمؤتمرات مثل «بريكس» و«مجموعة السبع» و«مجموعة العشرين»، مقارنة بالرتابة التي تطغى على معظم المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، أو لحركة عدم الانحياز، وغيرها من كتل نجمت عن حركات الاستقلال.

لم تعد الدول الكبرى «تلعب» سياساتها في نيويورك. لاحظ أن الصين تكاد تتذكر أهمية ذلك المسرح الدولي الذي طالما سعت إليه. وروسيا ترسل إلى مجلس الأمن سفيراً من رابطة المتقاعدين. وبريطانيا وفرنسا تحافظان على الحد الأدنى من عراقة الدبلوماسية الإمبراطورية.

مشاكل العالم تسير في عجلة لا تحتمل بطء النظام القديم. مجموعة العشرين ولدت بسرعة لكي تستطيع مواجهة الأزمة الاقتصادية الهائلة التي ضربت العالم. فماذا ينفع في مثل هذه الحال، موقف أو مشاعر دولة في حجم ميكرونيزيا (113.000 نسمة)؟ وللمناسبة فإنها الدولة التي رشح لبنان سفيرتها لدى الأمم المتحدة لرئاسة «اليونيسكو» ضد وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة!

فلنعد إلى الدول. ثمة عالم جديد يفرض نفسه. عالم غير احتفالي ولا وقت لديه للدعابات غير خفيفة الظل. هذا العالم أفاق فرأى الصين «تملأ البحر سفنا»، والهند في مقدم دول التكنولوجيا، و«بريكس» في جوهانسبرغ، فكان أن دعيت السعودية ومصر إلى الانضمام على وجه السرعة إلى طليعة العالم العربي.

لأول مرة تبدو خريطة القوى في العالم الجديد بهذا الوضوح. لم تعد هيمنة الغرب هي السائدة، ولا الأكثر تقدماً، ولا الأكثر ثراء. لكنه أيضاً لا يزال القادر على منع روسيا من الحضور ومن «معاقبة» من يشاء، كما لا يزال خوض حرب كبرى ضد روسيا من دون عقوبة.

الجديد الوحيد في العالم الجديد أن القديم قد شاخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غابت بعذر شرعي غابت بعذر شرعي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 16:36 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
المغرب اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 01:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 24 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 01:40 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

زين الدين زيدان يرفض عروض التدريب بعد رحيله عن ريال مدريد

GMT 20:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فيسبوك يضيف "عدد المشاهدات" للصور والنص في المنشورات

GMT 02:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم زياش أكثر من سجل للمنتخب المغربي في ملاعب إفريقيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib