السياسة كما يراها الرئيس

السياسة كما يراها الرئيس

المغرب اليوم -

السياسة كما يراها الرئيس

بقلم - سمير عطاالله

لا أذكر إلى أي عمر ظللت أعتقد أنني مواطن في واحد من أجمل بلاد الأرض. كل ما حولنا كان جميلاً: الفصول، والناس، والكفاية، والرجال الذين يثيرون الإعجاب، والشعراء، وكل شيء آخر. وإذا ما حلمنا بالسفر، فمن أجل أن تضاعف الغربة حنيننا إلى جنة العودة، ورفقة الرفاق، وقصائد الحب.
استمر ذلك إلى وقت. وكانت تقوم في البلد قلاقل ومشكلات تدعونا إلى الشك في لبنان؛ لكنه لا يلبث أن يفيق من إغماءته ويستدعينا إليه، فنعود. تستدرجنا شجرة هنا، صخرة هناك، وما يلي ذلك من ذكرى حبيب ومنزل.
ازددنا ثقة بلبنان عندما أبلغنا كثيرون من الرفاق اللبنانيين والإخوة العرب، أن كل قضايا الأمة سوف تحل من هنا: القدس، والجولان، وسيناء، والنعيم الاشتراكي، وحتى «النظرية العالمية الثالثة» في حل المعضلة الإنسانية، من جبال البيرو إلى بوادي منغوليا.
طبعاً كنا نفضل أن نحل أولاً مسائل في حجم لبنان، مثل الكهرباء، والماء، وطرقات الحُفَر الأبدية؛ لكن القضايا الكبرى أولوية.
الأسبوع الماضي استدعى الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا سفراء الدول الكبرى والرئيسية، ليطلب من حكوماتهم مساعدة لبنان. وقال لهم إن دمارنا الاقتصادي سببه 15 سنة حرباً أهلية، و30 عاماً فساداً في الحكم والسياسة. هالنا المجموع: 45 عاماً من الضلال والخطأ.
هل سوف تثق بنا الدول بعد كل هذا؟ إن السياسيين الذين خاضوا الحرب المشار إليها، لا يزالون يشكلون السلطة القائمة الآن، وكانوا يشكلون السلطة الحاكمة طوال الثلاثين عاماً المذكورة. فعلى أي أساس سوف تقدم مجموعة الدعم نحو 11 مليار دولار إلى حكومة غير قادرة على إصدار تشكيلات قضائية، وأخرى في البنك المركزي، بينما فقدت ليرتها نحو 60 في المائة من قيمتها، وبنوكها مغلقة في وجه المودعين؟
كان الأحرى أن يشكو الرئيس عون هذه الحالة المأساوية إلى اللبنانيين، لا إلى الدوليين. مأزق عمره 45 عاماً لا يحله الآخرون حتى لو قدَّموا المساعدات غداً. فالقضية - كما طرحها رئيس الجمهورية - ليست قضية قروض. إنه يتهم طبقة سياسية برمَّتها، بسوء الأمانة وسوء الإدارة، وفي الوقت نفسه يدعو إلى مساعدتها.
ما بين الأزمة الاقتصادية والمالية وانفلات الزمام المصرفي، وما بين تبعات «كورونا» الكارثية، لم يعرف لبنان كارثة في هذا الحجم من قبل. ولقد فات الرئيس عون أيضاً، أن لبنان لم يكن في تاريخه مجرداً من الأصدقاء كما هو اليوم. ويحاول الوزير ناصيف حتي ترميم ما دُمر من علاقات في السنوات السابقة؛ لكن لا يدري أحد إلى متى سوف يستغرق ذلك، ولا كيف يمكن تصحيح نصف قرن من الأخطاء وسط هذه الآلام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة كما يراها الرئيس السياسة كما يراها الرئيس



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:09 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مستحضرات تجميل تساعدك في تكبير شفتيك خلال دقائق

GMT 03:29 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكورات ثلاجات يُمكن أن تستوحي منها إطلالة مطبخك

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عطيات الصادق توضح كيفية التعامل مع أهل الزوج

GMT 00:10 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

التشكيلي رشيد بنعبد الله يحتفي بالفرس في معرض فردي

GMT 07:30 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مصممة تضفي لمسة جمالية على منزل قديم في إنجلترا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib