دروس في الديمقراطية من لدنا

دروس في الديمقراطية من لدنا

المغرب اليوم -

دروس في الديمقراطية من لدنا

سمير عطاالله
سمير عطاالله

هذا هو الرئيس الأميركي الرابع منذ عام 2000، عندما انتخب الرئيس بشار الأسد، وعندما وصل فلاديمير بوتين إلى السلطة، وكان قد مضى عقد على حكم لوكاشينكو في بيلاروسيا. وبعد عام 2000 سقط معمر القذافي تائهاً في الصحراء بعد 42 عاماً من حكم ليبيا، وانتهى حكم الرئيس حسني مبارك بعد 30 سنة، وحكم علي عبد الله صالح بعد الكمية نفسها من السنوات تقريباً.

منذ انفجار الخلاف حول نتائج الفرز في الانتخابات الرئاسية، ظهرت موجة من المقالات الساخرة من الانتخابات الأميركية، مشكلتها أن خفة الظل فيها خفة لا تطاق. فهؤلاء السادة جميعاً من بلدان ممنوع فيها على أي مخلوق حتى أن يرشح نفسه، والمعارضون الروس يصابون جميعاً بإشعاعات سامة غريبة. وفي الصين عُدل الدستور بحيث يبقى الرئيس في رئاسته إلى الأبد.

ولا اعتراض. الاعتراض فقط على الزملاء الذين يريدون تلقين أميركا درساً في الديمقراطية، وهم من بلد عاجز عن تشكيل حكومة، أو إجراء تحقيق جدي في ثالث انفجار غير نووي ضرب العالم.

لا شك أن دونالد ترمب استخدم المساحة الديمقراطية إلى أقصى احتمالاتها. لكنه لم يقاضِ صحيفة أو مجلة أو يمنع مقالاً، مع أنه أكثر الرؤساء تعرضاً للنقد، والمعارضة الإعلامية، ربما في تاريخ أميركا. طبعاً ما رأيناه في أميركا غير مألوف، ولكن بسبب أسلوب ترمب العاصف وشخصيته البركانية ومفهومه للديمقراطية. لكن خلال الحملة لم تخالف صحيفة القانون العام. وتم فرز الأصوات صوتاً صوتاً، ولم تعرف النتائج سلفاً قبل موعد الانتخابات.

الديمقراطية نظام مليء بالهفوات في حاجة إلى ألف إصلاح، لكن ليس نحن من يُسأل في هذا الأمر. ولا نحن من يحق له النكات البدائية والفجة الخالية من الفطنة والمخيلة. لقد فاز في الانتخابات الأميركية مهاجرون أفارقة ومسلمون ولاتينيون، ومارس حق الاقتراع والاختيار الملايين من ذوي الجذور المختلفة.

نحن ما نزال منقسمين حول الأديان والطوائف والمذاهب والمناطق واللهجات والحارات. وقضيتنا الأولى عاجزة عن الجمع بين أهلها حتى تحت سقف مكة. وسوريا «قلب العروبة النابض» موزعة أرضها بين جيوش تركيا وجيوش إيران. وموزعون نازحوها بين وحول لبنان وأمطار الأردن. وفي الديمقراطية اللبنانية ينتخب الرئيس بعد عامين ونصف العام. وتشكل الحكومة بعد عام. ولا يصدر قرار اتهامي واحد في اغتيال رئيس دولة أو رئيس وزراء أو رئيس فرقة دبكة.

أبعد ما يكون النظام الاقتراعي في أميركا عن المثالية. نظام معقد من أيام التأسيس. لكن تحديثه ليس عندنا ولا عند الشيوعيين السابقين، ولا في البلدان التي تنتخب رجلاً واحداً إلى ما بعد الموت. وهي تهتف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس في الديمقراطية من لدنا دروس في الديمقراطية من لدنا



GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:57 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:52 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 15:49 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 19:02 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

GMT 19:59 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib