الدولة قبل العلم

الدولة قبل العلم

المغرب اليوم -

الدولة قبل العلم

بقلم - سمير عطاالله

العنوان أعلاه مكرر بالعمد، لا بالغفلة. استخدمته هنا في بدايات «كورونا»، عندما أخذنا نراقب مرغمين، أحوال الدول وطرقها وطاقاتها في مواجهة الكارثة غير المسبوقة. يومها رأينا الدول توهن تحت «الأعباء وأنظمتها الصحية وتنهار، وخزائنها المالية تجف».
كتبت آنذاك في ضوء ما فعلته السعودية حيال أهلها وسكانها، وكيف ساهمت مع مجموعة الدول العشرين في التبرع بسبعة تريليونات دولار للجهد الدولي في محاربة الآفة الشنعاء، وفي ضوء ما تبرع به وما أمر به الملك سلمان بن عبد العزيز، في الداخل والخارج. ويومها علا النقاش في أنحاء العالم: أيهما أجدى في مثل هذه الحالات، الدولة أم العلم؟ وللمرة الأولى بان لي وللعالم أجمع، أن الدولة القوية تستطيع شراء العلم الضروري، لكن العلم وحده لا يستطيع إقامة الدولة القادرة والراعية والغائثة للآخرين أيضاً.
كتبتُ «الدولة قبل العلم» قبل أن يشارك الزميل علي المزيد بما نشره هنا من انطباعات شخصية عن «كورونا»، ومما رواه أن أحد مصابي الفيروس كان أحد أعمدة الصناعة الغذائية في المملكة، أحمد السعيد. أُدخل السعيد إلى مستشفى سليمان الحبيب وهو في ضنك شديد وحمّى صعبة. وبعد أسابيع منَّ الله عليه بالشفاء، وعاد إلى منزله، فأرسل إلى المستشفى يطلب فاتورة العلاج. وجاءه الرد ورقة بيضاء دعاء له بالصحة والعافية. وظن أن في الأمر خطأً أو التباساً، فاتصل بإدارة المستشفى مستفسراً وشارحاً بأن الله منعم عليه، وهو صاحب شركة «هرفي». وقال له الطبيب المسؤول، جميع مرضى «كورونا» في جميع مستشفيات «كورونا»، هم ضيوف الملك، ميسورين أو عاديين، سعوديين أو مقيمين.
دائماً يخيّل إلى المرء في الحوادث الجماعية أن الوباء لن يمرّ به وبأصدقائه، آملاً أن القدر سيلطف بهم، خصوصاً إذا كانوا من عصاميي البِر مثل أبي خالد. وبعد قراءة المقال، اتصلت به مهنئاً بالسلامة، فإذا بي أعرف منه أن عليّ التهنئة بالسلامتين. فقد أصابت الجائحة أيضاً شقيقه الدكتور عبد الرحمن السعيد، وإن يكن بدرجة أقل ولمدة أقصر. أو هذا ما أبلغني به، هذا الركن الثقافي الذي ربطته المودات في أنحاء العالم العربي، وفي أميركا وأوروبا، بالمثقفين من جميع الانتماءات.
أيضاً كان الدكتور عبد الرحمن «ضيف» الدولة. وقد أخبرني أنه وهو داخل إلى المستشفى وهو خارج بعناية الله، شاهد صفوفاً طويلة من الأجانب ينتظرون دورهم للفحص أو للمعالجة.
فوق الجائحة جاءت أزمة النفط. لكن الدولة هي التي تحمّلت المسؤولية أيضاً، وليس الناس. لم تغير في خططها شيئاً ولم تخفض على الناس شيئاً. وظلت في البرية جوقة تغني أن النفط نقمة لا نعمة. وعلى هذه النقمة يعيش 9 ملايين مقيم على الأقل، أرسلوا إلى بلدانهم وأهاليهم عشرات المليارات عبر السنين. وكان حظنا منها في لبنان كدولة 70 ملياراً و70 ألف عامل ميسور في أقل السنين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة قبل العلم الدولة قبل العلم



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib