مفكرة القرية قال لهم غداً يوم ماطر
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

مفكرة القرية: قال لهم غداً يوم ماطر

المغرب اليوم -

مفكرة القرية قال لهم غداً يوم ماطر

سمير عطاالله
سمير عطاالله

مرت مواعيده ولم يأت بعد. كثر البرد، وتنوعت سرعة الرياح، ومرت أسراب الطيور المهاجرة، وظهرت علاماته كلها، وهو يعاند ولا يطل. شتاء بلا مطر. مضى الخريف بكل أوراقه الذابلة، وكثر عواء الثعالب الجائعة تبكي حالها وحال صغارها في الوديان. ولا يطل. ولا هو يحترم طقوسه ودوره بين الفصول. وتشتعل المواقد بلا أنس وصوت زخ المياه على النوافذ. وأين صوت السواقي تغني على هواها نشيد المياه. والنساء تتمتم في صوت خافت أدعية حانية، لعله يتحنن هو أيضاً.

لا يعرف المطر كم تحبه الأرض وتتحرق إليه. وكم يهفو إليه أرباب العائلات والفلاحون والزراعون وتجار المواسم. تأخر السيد المطر هذه السنة. قفل الخريف بعيداً، ولم يعقبه امتداداه.
وجاء برد الشتاء، ومرت في سمائنا غيوم سريعة حائرة لا تعرف أين سترمي حمولتها. الجميع هنا ينتظرون. الحاصدون وزارعو المواسم المقبلة، وقطافو الزيتون، والينابيع التي تخشى أن تجف ضروعها، وتجار موسم الريحان، وبائعو الحطب.

والشتاء لا يطل. ولمرة نادرة لا تفرح القرية بالقمر صافياً من دون غيوم ملبدة تتسابق من حوله حاجبة بهجته الوديعة والمسلية. ويسود قلق على التلال والروابي والأودية والهضاب. يتساءل القرويون في صوت خافت وهم يتبادلون التحيات، هل هو غضب الله؟ فإذا ما تأخر الهطول كثيراً سوف يكون العقاب قاسياً: لا مياه من السماء تعني لا مياه من الأرض. ولا وفرة. ولا رعي. وسوف يردد الرعيان المواويل اليائسة لحبيباتهم اللواتي في انتظار المحاصيل ومواعيد الأعراس في كل الحارات تقريباً: الحارة الفوقا، وحارة السهل، وحارة المطل، والحارات الصغيرة التي أهملت بلا أسماء، كأنها مجرد فواصل في نص جميل.

لكن المفاجآت لا تتأخر طويلاً. وها هي تلمع فوق جميع الأمكنة. برق متواتر ورعود مرعبة مثل سيوف الغاضبين. وليعطِ المعلم «رفول» ما شاء من الدروس، وكيف تحيط المياه بالأرض، وكيف تسخنها أشعة الشمس في البحار والبحيرات، وترفعها ثم تتركها تتساقط ثلجاً أو بَرَداً أو مياهاً. دائماً سابح في العلم هذا المعلم رفول. يلف الدنيا بمخيلته كما يلف تبغه بالورق الناعم. ولا يعتب على شيء أو على أحد. لكنه يفقد شيئاً من سكينته إذا ما تأخر الشتاء موعداً بعد آخر. ولا يتوقف عن إعطاء الدروس المعقدة التي تزيد من هيبته أمام الصغار وأهلهم. ويتحدث عن شيء هائل يدعى المحيطات ورطوبة الهواء، ويسمي أسماء صعبة عن الرطوبة والبوتاس والسوديوم، وسلسلة طويلة من الأسماء المملة، فيغفوا التلاميذ مللاً وضجراً في مقاعدهم، إلى أن يوقظهم رعد عظيم فيستيقظون فوراً على صوت رفول يقول في فرح علماء الطقس، «ألم أقل لكم أمس، غداً يوم ماطر في كل النواحي»! ويضحك منه التلاميذ ويتغامزون. ويشعر بذلك لكنه يتجاهل طفولتهم. ويترك كل واحد منهم لمخيلاته البعيدة. واحد يقود سيارة، وواحد طائرة، وواحد يحلم بشاحنة كي يساعد والده في شحن الحجارة. ويقطع أحلامهم هطول هاطل. ويستبقون العودة إلى المنازل لرؤية الفرح على وجوه العائلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القرية قال لهم غداً يوم ماطر مفكرة القرية قال لهم غداً يوم ماطر



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:29 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عجز الميزانية الأميركية إلى 1,8 تريليون دولار

GMT 18:37 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور وتجنب الأخطار

GMT 15:47 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:45 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

لون الغرفة يؤثر على نومك وجودته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib