زمن خطف شعب العراق انتهى
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

زمن خطف شعب العراق انتهى

المغرب اليوم -

زمن خطف شعب العراق انتهى

د.ماجد السامرائي
بقلم: د.ماجد السامرائي

مافيات القتل والفساد والتبعية لا تفهمُ تقاليد وقدرات الشعوب ومن بينها قدرة شعب العراق على طرد المحتل وإن تفنن بأغطيته المتهرئة، وسيعيد الثوار بلدهم لأهله بسلميتهم التي تشكل علامة متقدمة في العصر الحديث.
انقلب قادة أحزاب الإسلام السياسي الشيعي في العراق على ادعاءاتهم الفكرية الإسلامية الأولى حين ارتموا في أحضان نظام ولاية الفقيه عقائدياً بعيداً عن التشيّع العربي وفكره السياسي، وأصبحوا أدوات بيد ذلك النظام المشحون بفكرة الانتقام من العراقيين والطامح إلى جعل العراق قاعدته الأولى لمشروع تصدير الثورة الخمينية الخامنئية، وتحول أكثرهم تصدياً لنظام صدام إلى جنود مطيعين لتعليمات الحرس الثوري الإيراني في محاربة جيش العراق، فقتلوا وأسروا الكثير من أفراده خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية.
كانت أولى فضائح عدم صلة تلك الأحزاب والزعامات بالفكر الإسلامي الشيعي غياب أدنى التقاليد الأخلاقية في العمل السياسي واقترابها من تقاليد مافيات المخدرات، لا صداقات ولا تحالفات دائمة، والقتل هو الوسيلة الأولى للوصول إلى هدف المال أو الزعامة. ومنذ الأيام الأولى من وصولهم إلى العراق عام 2003 تحت جناح المحتل الأميركي تم قتل غريمهم في المرجعية الشيعية عبدالمجيد الخوئي الذي حاول استعادة مرجعية والده، واتهم مقتدى الصدر بتلك الجريمة، ثم تم اغتيال الرجل الأول في المجلس الأعلى محمد باقر الحكيم، واتهمت طهران بذلك لخشيتها من احتمالات تحوله نحو الاستقلالية الشيعية في العراق، ثم خروج غالبية الجيل الأول من مثقفي تنظيم حزب الدعوة بالطرد أو الاستقالة.
هذه القطيعة بين الفكر والسياسة وتلك التنظيمات والزعامات هي التي أغرقتها منذ وقت مبكر من الحكم بدوافع الانفراد بالحكم والانقلاب حتى على حلفاء الأمس الأكراد، وإشاعة الكراهية والانتقام والثأر من المعارضين السياسيين وقمعهم. خَدَمتهم في المرحلة الأولى أكذوبة “الأغلبية العددية الشيعية” التي مزقتها ثورة أكتوبر 2019. وقد وضعت وقائع السبعة عشر عاماً قيادات الجيل الأول من الحكام الشيعة في خانة الشلة الخائنة لوطنها، الناهبة للمال والمسّلمة لمقدراتها للجيل الثاني، بعد نهاية تنظيم داعش عام 2017، المتمثل بالميليشيات المسلحة ذات الواجهات السياسية في البرلمان والسلطة، وهي أكثر انكشافا وقبحا في التعبير عن نفسها كأدوات سياسية وعسكرية إيرانية صرفة، لا تتردد في جعل طهران مقرا مركزيا لخطاباتها الإعلامية بعد محاصرة الولايات المتحدة لأفرادها في الشهور الأخيرة.
لهذا من العبث وضع المساطر السياسية على أزمة السلطة الحالية في قبول وزارة محمد توفيق علاوي من عدمه. التفصيلات الإدارية ليست المشكلة، فالمسطرة الأولى هي الإصرار على إبقاء النفوذ السياسي والأمني لنظام ولي الفقيه، وأدواته الميليشياوية هي المتحكم الأول في ماكينة السلطة. علاوي يعلم هذه الحقيقة ويتصرف بموجبها، والحلفاء الأكراد القلقون على مصيرهم المستقبلي في شراكة السلطة يعلمون هذه الحقيقة، ويحاولون خلق موازنة هجينة أجلها محدود. ورغم أن السنة هم الحلقة الأضعف في معادلة الحكم وعليهم قبول ما يقدم لهم من فتات، لكن صنف التجار بينهم من انخرطوا في اللعبة بعد اكتشافهم أنها ليست حقلا سياسيا وإنما هي لعبة مصالح قريبة من المافيات.
اعتقد أصحاب أدوات القتل والتدمير أنهم استحكموا بمنظومات تبعية العراق لإيران في تفسير متجدد لنظرية الإمبراطورية الفارسية التي حكمت العراق لقرون دون الاعتراف بنهايتها المذلة، وأن وسائلهم في القتل والتدمير ونهب المال وإبقاء البلد خارج العصر كفيلة ببقاء شعبهم ذليلاً خانعاً، وعلمهم معلموهم في طهران أن هذا الشعب سيحتاج إلى قرون مقبلة ليستعيد حياته ونهضته من جديد، وقد تسرّب هذا الإحباط لجيل عراقي امتد إلى أربعة عقود مضت والذي استسلم لنظرية تقليدية قادته إلى ذات التفسير الذي ذهب إليه المتسلطون.
لكن ما حققه الاختراق الثوري لهذا العفن السلطوي والاستسلام الشعبي هو انتفاضة الشباب في الأول من أكتوبر 2019 التي تحاول بثمن غال من الدماء استعادة العراق من اختطافه على أيدي التتار الجدد في طهران، وإزاحة أدواتهم في العراق.
ورغم ما يبدو على الواجهة من مظاهر تحكم الميليشيات وأحزابها لكنها في اللحظات الأخيرة مآلها الرحيل عن العراق، وهذه حتمية الثورات، وإذا كان من العراقيين من يعلن الندم وينضم إلى الثوار فالفرصة أمامه. وستفشل آخر التدابير والإجراءات البوليسية التي تحاول النيل من استمرار الانتفاضة من قبل الزعامات السياسية للميليشيات حيث يتداولون فيما بينهم حالياً بأن هؤلاء الشباب المتظاهرين هم مجموعة أطفال ستتم إزاحتهم بالقوة من ميادين الاعتصام قريباً، إلا أن جميع وسائل القتل منذ أربعة شهور وكذلك حملات التشكيك الرخيصة الطاعنة بنظافة جسم الثورة الطاهر عجزت عن تعطيلها.
مافيات القتل والفساد والتبعية لا تفهمُ تقاليد وقدرات الشعوب ومن بينها قدرة شعب العراق على طرد المحتل حتى وإن تفنن بأغطيته المتهرئة، وسيعيد الثوار بلدهم لأهله بسلميتهم التي تشكل علامة متقدمة في العصر الحديث، كما سيعيدون فرض السياسة الحقيقية المتجددة حين يصبح المواطن سيداً على نفسه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن خطف شعب العراق انتهى زمن خطف شعب العراق انتهى



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك

GMT 18:53 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

سامسونغ تخطط لإطلاق أول لابتوب قابل للطي

GMT 13:44 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

الكِفاحُ من أجل المناخ هو مِفتاحُ إنعاشِ العراق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib