دروس الأزمة الأوكرانية أميركياً و«شرق أوسطياً»
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

دروس الأزمة الأوكرانية... أميركياً و«شرق أوسطياً»!

المغرب اليوم -

دروس الأزمة الأوكرانية أميركياً و«شرق أوسطياً»

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

من العبث لأي معلّق سياسي تجاهُل الانتخابات الرئاسية الأميركية، مع العلم أن نسبة عالية جداً من الناخبين أدلوا بالفعل بأصواتهم في عملية التصويت المبكّر قبل يوم الاقتراع الرسمي هذا الثلاثاء.

وأيضاً، بعد الذي شاهدناه في قطاع غزة، قد يكون غريباً للمرء أن يقف صامتاً أمام أوقح عملية تهجير «علني» تجري في لبنان، وحتى اللحظة اقتلَعت غالبية سكان أكبر المدن والبلدات والضواحي الشيعية وهجَّرَتهم!

ولكن، وسط «مفاضلتي» بين التعليق على انتخابات أميركا أو مأساة لبنان، اطلعت بالأمس مصادفةً على مقابلة للأكاديمي والخبير والمستشار السياسي الأميركي جيفري ساكس، ناقش فيها الأزمة الأوكرانية وخلفياتها.

هنا قد يقول قائل: «أمام أهمية هاتين القضيتين، ألا يُعَدُّ تناول أي موضوع آخر ضرباً من الهروب؟»... والحق أنني ما تهرّبت يوماً، ولن أتهرّب مستقبلاً من إبداء رأيي، لا بـ«معركة دونالد ترمب – كامالا هاريس» في أميركا، ولا فيما حدث ولا يزال يحدث في لبنان... ناهيك من غزة.

لكن المهم في كلام ساكس - وهو الشاهد والمشارك في عدد من المشاهد - كشْفُه عبر تشريح دقيق لملابسات حرب أوكرانيا، أولاً: أسلوب تعامل الإدارات الأميركية (جمهورية وديمقراطية) مع أزمات العالم. وثانياً: التاريخ الحقيقي لبداية الأزمة التي أعادت تشكيل الأولويات الاستراتيجية لمعظم الدول الأوروبية، وأثّرت على العديد من التحالفات والقراءات الاستشرافية لما يمكن أن يحدث في العالم.

يقول ساكس في المقابلة إن الأزمة «ليست هجوماً من (فلاديمير) بوتين على أوكرانيا كما نسمع يومياً»، بل تفجّرت حقاً في فبراير (شباط) 1990، عندما تعهّد وزير الخارجية الأميركية (حينذاك) جيمس بيكر بألا يتوسّع حلف شمال الأطلسي «ناتو» إذا وافقت موسكو على إعادة توحيد ألمانيا، ووافق الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف.

غير أن واشنطن انقلبت على تعهّدها، عندما وقّع الرئيس بيل كلينتون عام 1994 على توسيع الحلف وصولاً إلى أوكرانيا، وفعلاً ضمّت بولندا والمجر وتشيكيا للحلف 1999، ولقد تجاهلت موسكو الأمر، لكن القلق بدأ يساورها مع القصف الأطلسي - الأميركي لصربيا في ذلك العام.

ومع هذا، سكتت موسكو مجدّداً، و«ابتلعت» المسألة مع تولّي بوتين الحكم في روسيا... بل فكّر بوتين - بتوجّهات أوروبية في البداية - لفترة بالانضمام لـ«ناتو».

بعدها، وقعت أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وتلتها «حرب أفغانستان»، ومع أن موسكو أيّدت واشنطن في «الحرب على الإرهاب»، انسحبت واشنطن من جانب واحد عام 2002 من «معاهدة الصواريخ الباليستية» (إيه بي إم)، مع نشرها منظومات صواريخ في شرق أوروبا... ما اعتبرته روسيا تهديداً مباشراً لها ولمنظومتها الصاروخية «على بُعد دقائق من موسكو».

عام 2003 غزت أميركا العراق «لأسباب مزيّفة تماماً» وفق ساكس، وفي السنة 2004 – 2005 «غيّرت النظام الأوكراني»، ودعمت تسليم الحكم لفيكتور يوشتشنكو، ولكن عام 2009 فاز فيكتور يانوكوفيتش (المدعوم من موسكو)، وتسلّم الحكم تحت شعار «حياد أوكرانيا» عام 2010، فهدأت الأمور مؤقتاً، وبالأخص أنه تبعاً لاستطلاعات الرأي ما كان الأوكرانيون يؤيدون الانضمام لـ«ناتو»، وفق المقابلة.

لكن واشنطن عادت لتعمل على إسقاط يانوكوفيتش وتغيير النظام، وفعلاً شاركت يوم 22 فبراير 2014 بذلك، وهكذا فرضت توسيع الحلف على الرغم من مناشدات بوتين وتذكيره واشنطن بتعهّداتها، وبالمناسبة كانت واشنطن قبل 10 سنوات، أي عام 2004، قد ضمّت 7 دول أوروبية شرقية أخرى للحلف.

ساكس يكرِّر أن واشنطن كانت دائماً مُصِرّة على توسيع «ناتو» إلى حدود روسيا... و«ترفض أي تفاهم» حول الموضوع، ثم يعدِّد الأحداث التالية التي «دمّرت ما تبقّى من ثقة شركاء واشنطن بها» وفق تعبيره.

عام 2017 انسحبت من المعاهدة النووية مع إيران، وفي العام 2019 انسحبت من «معاهدة قوة الصواريخ النووية المتوسطة المدى»... «واستمرّت السياسة الخارجية الرعناء» عندما اقترح بوتين في ديسمبر (كانون الأول) 2021 مسودة اتفاقية أمنية مع واشنطن أساسها وقف توسيع «ناتو»، وهنا يقول ساكس إنه اتصل شخصياً بالبيت الأبيض، ورجاه تَفادي الحرب وبدْء التفاوض، فكان الجواب: «لا، لن تكون هناك حرب»، وكرّر مُحاوِره الإعلان أن لا توسيع لـ«ناتو»، مع أن هذا بالضبط ما حصل.

ومن ثم، يعلّق قائلاً: «ليس لك أي حق بزرع قواعدك العسكرية حيث تشاء... ومع ذلك تتوقع السلام، هناك عقل ومنطق، ونحن (أي الأميركيين) وقفنا عام 1823 ضد توسّع القوى الأوروبية في القارة الأميركية عبر (ميثاق مونرو)...».

وينتهي بالقول إن «سردية أزمة أوكرانيا خاطئة... وبوتين ليس هتلر آخر... كذلك علينا أن نُوقِف ما نفعله بالنسبة للصين وتايوان».

ختاماً، عودةً إلى انتخابات أميركا ومأساة لبنان وغزة، رأيي أن ما أورده جيفري ساكس مهمٌّ جداً لإدراك وجود مصالح عليا معينة مستعدّة لتخريب أي شيء، وشيطنة أيٍّ كان، وطمس أي قضية، وإلغاء أي بلد، واختراع أي وهم.

إن انتخابات أميركا ومأساة لبنان وغزة... تَحدُثان اليوم في عالم يترنّح بين «أحادية قطبية» تمارس علناً ازدواجية المعايير، وتستخفّ بالمؤسّسات الدولية، وتتجاهل حقوق الشعوب، وتعدُّدية الهويات والقوميات.

وفي المقابل، هناك قوىً صاعدة وناقمة ما عادت ترى أن قدَرها الهزيمة والاستسلام لغرب شائخ بات عاجزاً عن تجديد دمائه، ومع هذا لا يرحّب بدماء جديدة وافدة على مجتمعاته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس الأزمة الأوكرانية أميركياً و«شرق أوسطياً» دروس الأزمة الأوكرانية أميركياً و«شرق أوسطياً»



GMT 14:49 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 14:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 14:47 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 14:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 14:44 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 14:40 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 14:38 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمى يوارب الباب ويسمح بالفيلم الإيراني!!

GMT 14:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib