التجربة الشهابية في لبنان السياسة و«العسكر» و«الإنقاذ»
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

التجربة الشهابية في لبنان: السياسة و«العسكر» و«الإنقاذ»

المغرب اليوم -

التجربة الشهابية في لبنان السياسة و«العسكر» و«الإنقاذ»

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

في خضم الفراغ الرئاسي اللبناني، وأمام خلفية تجارب الجيوش مع السلطة في العالم العربي، بل وعلى امتداد العالم الثالث... يستذكر بعض كبار السن والمثقفين اللبنانيين ظاهرة اسمها فؤاد شهاب.
ذلك الرجل، الذي رحل قبل 50 سنة - يوم 25 أبريل (نيسان) 1973 - عن عمر يناهز الـ71 سنة، جمع مزايا متعددة وأبعاداً متناقضة في شخصه. فهو سليل عائلة عربية قرشية مخزومية، كانت لها زعامتها في منطقة وادي التيم (جنوب شرقي لبنان)، وقاعدتاها بلدتا حاصبيا وراشيا. ولاحقاً أسندت إلى الشهابيين - وهم أصلاً من المسلمين السنّة - «إمارة جبل لبنان» عبر المصاهرة مع آل معن «أمراء الجبل» الموحّدين الدروز، الذين يتحدّرون من ربيعة... إحدى أمهات قبائل العرب العدنانيين. ولكن، في أيام الأمير يوسف شهاب (حكم بين 1770 و1789م) اعتنق بعض الأمراء الشهابيين، بالذات في جبل لبنان المسيحية، بينما ظل الآخرون مسلمين سنّة وخرج من هؤلاء الأمراء ساسة ومناضلون، بينهم رئيس وزراء لبنان السابق خالد شهاب، والشهيد عارف الشهابي ومصطفى الشهابي، رئيس المجمع العلمي العربي في دمشق.
هذه الخلفية الغنية بتنوّعها وثقافتها أسهمت في ترفّع فؤاد (بن عبد الله بن حسن) شهاب - المسيحي الماروني - عن الطائفية المريضة والتعصّب الحزبي. وكذلك أسهمت تجربته العسكرية كضابط، ثم كقائد جيش في قناعاته المؤسساتية وإيمانه الشديد بالدستور والالتزام بالقانون ومحاسبة الذات قبل الآخرين. وبالفعل عاش شهاب حياته متواضعاً زاهداً وتوفي متواضعاً زاهداً رغم النفوذ والاحترام الكبيرين اللذين حظي بهما، ولا سيما بعد انتخابه رئيساً للجمهورية.
في المرتين حين بلغ شهاب السلطة، كانت السلطة عملياً هي التي تسعى إليه وما كان هو الذي يطلبها. إذ عيّن - بصفته قائد الجيش - رئيساً مؤقتاً للحكومة لبضعة أيام عام 1952 إثر استقالة رئيسي الجمهورية والحكومة بشارة الخوري وصائب سلام. ثم انتُخب رئيساً للجمهورية في أعقاب «ثورة 1958» على الرئيس كميل شمعون، وكان لدوره الرافض تدخل الجيش في النزاع الأهلي عاملاً أساسياً أهّله ليكون «الرئيس الإنقاذي» الذي يعيد ترميم النفوس والبلاد، ويطلق من جديد مسيرة الإعمار والمؤسسات. وهذا بالضبط ما فعله فؤاد شهاب على امتداد سنواته الرئاسية الست... واستحق معه لقب «باني الدولة الحديثة» في لبنان.
شهاب - الذي ما أنجب أولاداً – رفض تأسيس حزب له، ولم يفتح معارك مع خصومه، ولم يسع إلى الهيمنة على شارع طائفي تحت أي ذريعة من الذرائع. بل في عز بروز «الناصرية»، وانضمام سوريا إلى مصر فيما عُرف بـ«الجمهورية العربية المتحدة»، دفعه إدراكه العميق بحساسية التوازنات وتخوّفه من الفورات العاطفية في لبنان خارج للتو من نزاع أهلي مسلح، إلى الاجتماع بالرئيس جمال عبد الناصر داخل خيمة نُصبت على الحدود السورية - اللبنانية.
مع هذا، أساءت حماسة ضباط في الجيش إلى ذكرى ذلك الرجل النبيل؛ إذ تسلل «المكتب الثاني» (جهاز استخبارات الجيش الذي أسسه شهاب) إلى اللعبة السياسية، وأوحت ممارسات هذا الجهاز – زوراً - للشارع اللبناني بأنه إنما يتكلم ويتصرف باسم الرئيس.
ومن ثم، كانت النتيجة المباشرة رفض شهاب مناشدات التجديد، فانتخب شارل حلو رئيساً عام 1964. وظل حلو يُعدّ امتداداً لشهاب حتى انتخابات عام 1968 عندما تحالفت الأحزاب المسيحية الأكبر برعاية بطريركية، وهزمت مرشحي «النهج الشهابي» في معظم الدوائر الانتخابية المسيحية. كذلك أثر هذا الواقع لبعض الوقت سلباً على حظوظ إلياس سركيس، أقرب معاوني شهاب (الذي انتُخب رئيساً بعد سنوات)، عندما انتُخب سليمان فرنجية رئيساً عام 1970 بفارق صوت واحد عن سركيس. وللعلم، قبل انتهاء حكم فرنجية اندلعت «الحرب اللبنانية» واستمرت حتى 1990.
لدى العودة إلى إرث شهاب السياسي، ومآل الأحداث في لبنان... قبله وبعده، نلاحظ ما يلي:
- أن المجتمعات التعدّدية، ولا سيما، في العالم الثالث، تعيش غالباً بانتظار «بطل منقذ» ينقذها من تناقضاتها ويلحم تفسخاتها. وفي العديد من الحالات، تتيسر لهذه المجتمعات شخصيات استثنائية «كاريزمية» قد تنجح مرحلياً في ظروف استثنائية تتوازى أو تتكاتف مع جاذبية هذه الشخصيات، إلا أن النجاح على المدى البعيد غير مضمون، لا بل قد ينسف «المؤسسات» القائمة التي ورثها أو أسسها أو عزّزها «البطل المنقذ».
- بحكم تركيبة الجيوش، فإن «نظام الإمرة» هو الأساس. إذ لا مجال للجدل والاجتهادات وتصارع الأفكار داخل جهاز مهمته الأولى أمن الوطن وحماية حدوده. «نظام الإمرة» هذا يشكل نقيضاً عملياً للبرلمانات وأحزابها السياسية. ومن ثم، في غياب نية حقيقية في «تعايش» (بين المؤسستين العسكرية والسياسية) يقوم على ثقافة «التكامل» وإدراك المصلحة المشتركة في وحدة الهدف... لا بد من وقوع التناقض عاجلاً أو آجلاً.
- دور «البطل المنقذ» في كل دول العالم التي مرّت بهذه التجربة لم يعمّر طويلاً. ففي باكستان، مثلاً، التي ولدت بعد حرب تقسيم أهلية وتبادل سكانية دامية، لعب فيها محمد علي جنّه ذلك الدور. ولكن منذ وفاته، دخلت البلاد في نفق لا ينتهي من الانقلابات العسكرية والاضطرابات التقسيمية (نجح أكبرها في استقلال بنغلاديش). ولا يختلف الأمر كثيراً في نيجيريا، حيث زاد الطين بلة تغلغل الفساد داخل الإدارات المتعاقبة عسكرية ومدنية، وانتشار الجماعات الدينية المتشددة.
- تداخل الانقسامات الفئوية والأزمات الاقتصادية مع عجز النظام السياسي - العسكري عن أداء مهمة «الإنقاذ» قد يؤدي في حالات عديدة، منها حالات نشهدها راهناً في عالمنا العربي، إلى الانتقال من حالة «التقسيم» إلى آفة «التفتيت». وما شهدناه في ليبيا وسوريا... وما نشهده حالياً في السودان، على سبيل المثال لا الحصر، دليل على ذلك. في السودان اقتحم الجيش السياسة مرات عدة، وفي كل مرة فعل ذلك بحجة «إنقاذ» البلاد من «خلافات الأحزاب». فكيف نرى الحال في السودان اليوم؟ خلافات الأحزاب لم تنته ولا مؤشرات على قرب انتهائها، ولكن في المقابل... انفصل جنوب السودان، وأدت «حرب دارفور» غرباً إلى تأسيس جيش ميليشياوي يعرض عضلاته اليوم في شوارع المدن السودانية، وتتفاقم الأوضاع وتعلو الأصوات الانفصالية عند البجا في الشرق... وليس هناك ما يمنع من مزيد من التشققات والتشرذمات في أماكن أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التجربة الشهابية في لبنان السياسة و«العسكر» و«الإنقاذ» التجربة الشهابية في لبنان السياسة و«العسكر» و«الإنقاذ»



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
المغرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش

GMT 13:50 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مطعم مبني على طراز كنسي في اليابان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib