هل تعلّم محافظو بريطانيا من درس ليز تراس
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

هل تعلّم محافظو بريطانيا من درس ليز تراس؟

المغرب اليوم -

هل تعلّم محافظو بريطانيا من درس ليز تراس

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

في الديمقراطيات العريقة كبريطانيا، ليس مألوفاً حدوث مهزلة سياسية كتلك التي شهدها العالم قبل أيام، عندما وقفت رئيسة الحكومة ليز تراس لتعلن استقالتها بعد 44 يوماً فقط من توليها المنصب.
منذ القرن الثامن عشر تبلور في بريطانيا نمط من الحياة الحزبية بين جماعتين، هما «الويغز» و«التوريز»، اللتان تحولتا فيما بعد إلى حزبي الأحرار والمحافظين. وفي مطلع القرن العشرين برزت قوة ثالثة اشتراكية النهج هي حزب العمال، الذي سرعان ما صار قطباً أساسياً في المعادلة الحزبية، على حساب الأحرار.
جدير بالذكر، أن الصراع احتدم داخل حزب العمال خلال عقد السبعينات ومطلع الثمانينات بين جناح اليسار بقيادة جيمس كالاهان ومايكل فوت وتوني بن، وجناح اليمين بقيادة روي جنكينز وديفيد أوين وشيرلي وليامز ووليام رودجرز. وتزامنت هذه الفترة مع دخول «الحرب الباردة» مراحلها التاريخية الحاسمة. ومع تمكن اليسار العمالي من السيطرة على الحزب، ثم خسارة العمال انتخابات عام 1979، انشق قادة الجناح اليميني الأربعة عن حزبهم وأسسوا حزباً سمّوه «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» عام 1981.
ولما كان الحزب الوليد قد تموضع في «وسط» الساحة السياسية بين يمين المحافظين اليمينيين ويسار العمال، توافرت قواسم مشتركة عديدة بينه وبين حزب الأحرار. وبالفعل، بعد تفاهمات وتحالفات انتخابية عديدة، قرّر قادة الجانبين من المنطقي دمج الحزبين «الوسطيين» في حزب واحد عام 1988 بات الآن «حزب الديمقراطيين الأحرار».
في هذه الأثناء، استمر صراع الأجنحة في الحزبين الكبيرين. فداخل المحافظين، على امتداد 11 سنة من الحكم عملت مارغريت ثاتشر من أجل القضاء على تيار الاعتدال التقليدي القائم على مبادئ «الأمة الواحدة» داخل الحزب، مستقوية بجيل الشباب العصاميين المتطرفين في يمينيتهم. وهكذا، صار تيار ثاتشر المتطرف يسمّي المعتدلين Wets بمعنى «الجبناء» و«ضعفاء الهمة» في مواجهة اليسار والنقابات العمالية. وبالنتيجة نجحت حملة ثاتشر ضد معتدلي المحافظين لجملة أسباب، أبرزها:
- الانتصار البريطاني في «حرب الفولكلاندز» عام 1982.
- الجنوح «الانتحاري» العمالي يساراً في قضايا عدة.
- سن ثاتشر قوانين لعبت على تناقض المصالح بين نقابات العمالة التقليدية ونقابات العمالة الماهرة (كالكهرباء والهندسة) في عصر ثورة التكنولوجيا.
- تراجع نفوذ القيادة السوفياتية أمام «صقور» اليمين الجمهوري الأميركي بزعامة رونالد ريغان، الذي كسب لاحقاً «الحرب الباردة».
- التقاعد التدريجي لزعامات المحافظين المعتدلة الأكبر سناً... مقابل تصعيد ثاتشر مناصريها من الشباب المتطرف.
لهذه الأسباب وغيرها احتفظ المحافظون بالسلطة حتى ربيع 1997، لكن خلال هذه الفترة كان الوضع داخل حزب العمال يتغيّر. إذ أفرزت الهزائم المتتالية، وتغيّر المشهد السياسي العالمي - والمحلي أيضاً - حقائق جديدة أقنعت القيادات العمالية باعتماد الواقعية والتخلي عن التطرف الآيديولوجي. واللافت أن أبرز القيادات التي قادت بشجاعة عملية ضرب التطرف الآيديولوجي داخل الحزب كانت من اليسار، أهمها على الإطلاق نيل كينوك، الذي أكمل مهمته من بعده جون سميث (قبل وفاته المفاجئة المبكرة)، قبل تولّي توني بلير الزعامة.
بلير قطف ثمار الاعتدال والبراغماتية، فحقق عام 1997 انتصاراً ساحقاً أنهى حكم المحافظين، واحتفظ العمال بالحكم - في عهده وعهد حليفه غوردن براون – حتى 2010. ولكن، أيضاً خلال فترة حكم العمال بين 1997 و2010، حصل تغير مشابه عند المحافظين. فتحت وطأة الهزائم الانتخابية المتوالية، خسر غلاة اليمين المحافظ مؤقتاً قوة دفعهم. وإثر سقوط 3 زعماء للحزب جاءوا بعد جون ميجور، اختار المحافظون سياسياً شاباً معتدلاً هو ديفيد كاميرون.
كاميرون، بفضل اعتداله، شكّل حكومة ائتلافية مع الديمقراطيين الأحرار، ثم حكم بمفرده بعد ذلك حتى 2016، عندما دفع ثمن خسارته الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وكان الجناح المتطرف داخل حزب المحافظين هو الذي دفع كاميرون لإجراء استفتاء ما كان مقتنعاً به أصلاً.
وبخروج كاميرون، تولّت «المعتدلة» تيريزا ماي الزعامة مرحلياً حتى استعاد المتطرفون صوتهم عبر بوريس جونسون. لكن أخطاء جونسون الشخصية كلفته غالياً، ولما ارتأى حركيو الحزب أنه صار عالة على حزبه قبل الانتخابات الموعودة اختاروا التخلص منه، وهكذا كان، وجاءت ليز تراس. غير أن الزعيمة ورئيسة الوزراء الجديدة أثبتت سريعاً عجزها: أولاً عن استيعاب حجم التحديات الاقتصادية والمعيشية التي تواجه البلاد، وثانياً عن هشاشة وضعها داخل حزب عاد اليمينيون الشباب لتحريكه. وحقاً، انهمرت عليها السهام من ثلاث جهات:
- المصالح المالية الكبيرة التي تدرك حجم الأزمة داخل بريطانيا وخارجها.
- حزب العمال الذي استعاد بقيادة كير ستارمر رصيده الشعبي بعد شطط قيادة جيريمي كوربن، المحسوب على غلاة اليسار.
- تداعيات عمق الانقسام والصراع الشخصي بين «شباب» المحافظين الطموحين.
قبل تجربة تراس الفاشلة، كان مؤيدو جونسون يرددون أنه حقق في عهده بين 2019 و2022 «إنجازين تاريخيين» هما «البريكست» والفوز على العمال في انتخابات 2019. بيد أن أي مراقب عاقل يدرك أن «البريكست» ليست إنجازاً وفق أي مقياس، بل إن كثرة ممن أيدوا الابتعاد عن أوروبا يشعرون الآن بالندم، ويرونه قفزة في المجهول. أما بخصوص «الفوز على العمال»، فإن المتباهين به يتجاهلون أن نسبة التأييد الشعبي للعمال تحت قيادة كوربن «المتمركس» كانت في الحضيض، بينما أعاد تولّي ستارمر، القانوني المعتدل، الزعامة حزبه إلى صدارة استطلاعات الرأي بأكثر من 50 في المائة من الأصوات، ما يعني اكتساحه الانتخابات المقبلة.
ختاماً، وبصرف النظر عمن سيختار المحافظون في الغد بديلاً لتراس، فإن أزمة حزبهم أكبر من تراس ومن جونسون.
إنها في الشعارات الشعبوية البراقة، ورشاوى خفض الضرائب، واللعب على الورقة العنصرية في ملف الهجرة... وكلها قد تفيد على المدى القصير لكنها لا تصلح كاستراتيجية لحزب سلطة، في ظل أوضاع استثنائية. ولقد عاشت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تجربتين من هذا النوع: إذ اعتمد الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت «الصفقة الجديدة» - القائمة على التدخل الحكومي وتأمين شبكة الأمان للمواطنين - بعد كارثة «الكساد الكبير» 1929. كذلك، أعطى ناخبو بريطانيا، بعد الحرب العالمية الثانية، انتصاراً ضخماً لحزب العمال وزعيمه كليمنت آتلي إيماناً لبرنامجه الإغاثي والتنموي والصحي والاجتماعي، مع أن حزب المحافظين كان يومذاك بزعامة «بطل الحرب» المنتصر وينستون تشرشل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تعلّم محافظو بريطانيا من درس ليز تراس هل تعلّم محافظو بريطانيا من درس ليز تراس



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 15:20 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد العلمي يُفجِّر فضيحة مدوية تطال وزراء سابقين

GMT 23:56 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء "ناسا" يؤكدون وجود نوع من الحياة على كوكب المريخ

GMT 14:50 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سرير من خشب الجوز المتوهج يحكي تاريخ النحت

GMT 14:42 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع مع استمرار الضغوط التضخمية في أميركا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib