هموم العرب الغائبة عن حسابات المجتمع الدولي
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

هموم العرب الغائبة عن حسابات المجتمع الدولي

المغرب اليوم -

هموم العرب الغائبة عن حسابات المجتمع الدولي

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

حصيلة الأيام الأخيرة على مستوى الشرق الأوسط شملت زيارتين لمسؤوليْن بارزيْن إيراني وأميركي، بجانب الانتخابات العراقية المنتظرة. وإذا كانت فحوى زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان معلنة وتناقلت تصريحاته وسائل الإعلام، فإنني لا أزعم معرفة ما دار من بحث خلال الجولة الخليجية لجايك سوليفان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، مع أنني أستبعد أن تكون إيران غائبة عن المداولات.

ومن ثم، إذا تذكرنا أن إيران موجودة أيضاً في صميم المعركتين الانتخابيتين في العراق ولبنان، وأيضاً في مناطق سورية يجري استهدافها بالقصف بصورة شبه روتينية، فهذا يعني أن مستقبل دور طهران يفرض نفسه فرضاً على الواقع السياسي العربي... سواء شاء العرب أم أبوا.

حقيقة الأمر، أنه لا أحد من ساسة العرب يستخف بدور إيران وأهميته، أو حاجتها إلى «حماية» نفسها من أخطار موجودة أو متوهمة، بل العكس هو الصحيح؛ إذ طالما كررت القيادات العربية - بما فيها تلك التي تعاديها القيادة الإيرانية في طهران أو تعتدي عليها مباشرة أو عبر ميليشياتها التابعة – الإعراب عن جاهزيتها لفتح صفحة جديدة من التفاهم والتعايش كجيران يحترم أحدهما حق الآخر. غير أن ما حدث، ويحدث، هو إمعان طهران في تسعير الاعتداءات، وهدم المؤسسات، وفرط عقد الدول التي تحتلها أو تستهدفها.

في اليمن، على سبيل المثال، لا مؤشرات، أولاً إلى «استقلالية» الحوثيين عن سياسة طهران الإقليمية... وثانياً، على تجاوبهم مع الرغبات والمساعي الدولية، بل على العكس، في ظل الصمت الدولي المريب عن تجاوزاتهم، يواصل الحوثيون حملتهم العسكرية التوسعية باتجاه مأرب، والاعتداء على المواقع المدنية داخل كل من اليمن والمملكة العربية السعودية.
أما في لبنان، حيث حل أمير عبد اللهيان، وتصرف كمالك أرض يتفقدها ويتابع أمورها مع وكلائه فيها، فقد جدد المسؤول الإيراني التأكيد على مواصلة طهران نهجها الحالي القائم على تقزيم الدولة اللبنانية والهيمنة على أشلائها، وقطع صلاتها العربية والدولية. وزاد مؤكداً اعتزام حكومته زيادة تصدير الوقود إلى لبنان في خرق متكرر للقرارات الدولية (الأميركية تحديداً) الخاصة بالتبادل التجاري مع إيران!

وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإيراني – المحسوب على «صقور» الحرس الثوري – وصل إلى بيروت بعد محطة له في موسكو، قبل توجهه إلى دمشق. وهو ما وصفه ألكسندر زاسبكين، السفير الروسي السابق في بيروت، بأنه أمر له «رمزية تدل على التنسيق بين الجهات التي زارها». وتابع السفير: «إن إيران أقرب اليوم إلى روسيا والعلاقات بينهما تتخطى الشراكة»، وتعمل على ضمان الأمن في القوقاز ومنطقة الخليج...»

كلامٌ من هذا النوع يجب أن يُقرأ بعمق، لا سيما في ظل تفاؤل عدد من القوى في العالم العربي بتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، ومع العد التنازلي للانسحاب الأميركي من العراق حيث تتمتع الميليشيات التابعة لإيران بنفوذ كبير… من المستبعَد أن تلغيه نتيجة الانتخابات.

لقد كانت لمسيرة «التطبيع» العربي المتسارعة مع نظام دمشق، خلال العام الفائت، ذريعتان هما: الحاجة إلى إخراج إيران وميليشياتها من الصورة، واجتذاب نظام دمشق إلى «الخيار العربي» كبديل مغرٍ لاعتماده على طهران. غير أن كلام زاسبكين لا يوحي بتناقض مصلحي يُذكر بين موسكو وطهران ونظام دمشق. ومن ناحية أخرى، لا يلوح في الأفق رفض أميركي - إسرائيلي مطلق للتعايش مع وجود إيراني في سوريا «وفق شروط محددة» قد تشبه تلك التي تسري راهناً على لبنان والعراق واليمن.
ذلك أن حصر واشنطن معركة «الشد والرخي» مع طهران في المسألة النووية وحدها، يوحي بأن الموضوع المركزي بالنسبة لها هو استحواذ إيران على سلاح نووي يهدد إسرائيل والغرب. وهذا، مع أنه سبق للدبلوماسية العربية أن لفتت أنظار واشنطن والعواصم الأوروبية الكبرى إلى أن ميليشيات «الحرس الثوري» الإيراني لم ولا تفرض بالقوة النووية «احتلالها» الفعلي للعراق ولبنان واليمن، بجانب هيمنتها على مناطق حيوية من سوريا.

أبناء الدول العربية الأربع، التي يتباهى «الحرس الثوري» الإيراني باحتلال عواصمها، مشكلتهم مع الاحتلال... وليس مع القدرات النووية.

مشكلتهم مع احتلال يقضي على النسيج الوطني، ويدمر الاقتصاد والتنمية والتعليم والقضاء، ويهجر الكفاءات ويزرع التعصب والجهل والتبعية.

واليوم يتفاءل المجتمع الدولي بـ«علاج سحري» اسمه الانتخابات! أي انتخابات؟ وفي ظل أي معطيات... وأي ثقافة سياسية؟

كيف يمكن تنظيم انتخابات تتغير قوانينها حسب رغبات المهيمنين بقوة السلاح، فكيف بوجود السلاح نفسه... وما يستتبعه من شعور المواطن بالأمن والأمان قبل التعبير عن رأيه بحرية في صناديق الاقتراع؟

نعم، قد تحمل الانتخابات العراقية تغييرات. وربما نشهد تغييرات محدودة أيضاً في انتخابات لبنان الموعودة خلال العام المقبل. لكن الإيجابيات القليلة التي قد تنتج عنهما لا تقاس أبداً بحجم سلبياتها. والسبب أن أي انتخابات تُجرى في مثل هذه الظروف - وسط اختلال فظيع في موازين القوى، وهجرة وتهجير مئات الألوف - لا تخلو كونها «شهادة حسن سلوك» للمحتل... لا تعني شيئا باستثناء إراحة المجتمع الدولي ضميره من مآسينا، وهو الذي كان بين المتسببين فيها.

ثم إن المجتمع الدولي يعرف جيداً واقع الأمور في المنطقة، ولو كان يتصرف بعكس ذلك. وإذا ما نحينا جانباً المثاليات، التي نسمعها في كل مناسبة، قد نتردد في تصديق كيف تتغلب المصالح على كل الاعتبارات والمبادئ.
في هذا السياق، تغاضى الرئيس الفرنسيإيمانويل ماكرون تماماً عن واقع الأزمة اللبنانية، وسقوط «الدولة» على أيدي «دويلة» تعيش في ظلها وبداخلها وعلى حسابها. وبفرض ماكرون حكومة تغطي نفوذ «حزب الله»، فإنه تنكر لإرث فولكلور عاطفي من «حرص» باريس التاريخي على مسيحيي المشرق، وعمل على تثبيت جزء من «منظومة إقليمية» لفرنسا علاقات اقتصادية وجيوسياسية معها.

أما بالنسبة لواشنطن، فيمكن طرح سؤال على أصحاب القرار في البيت الأبيض عن تصورهم لمآل العراق بعد الانسحاب الأميركي المرتقب، مع أن الإجابة عنه قد تكون أسهل مما تتوقعه أو تريده في سوريا.

نحن إزاء أزمة إقليمية استراتيجية متكاملة... ما زال المجتمع الدولي يتفنن في الهروب من معالجة جوهرها، لكنه يشغلنا بقشورها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هموم العرب الغائبة عن حسابات المجتمع الدولي هموم العرب الغائبة عن حسابات المجتمع الدولي



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib