صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني

المغرب اليوم -

صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني

بقلم : إياد أبو شقرا

اختار حزب العمال البريطاني، بالأمس، زعيماً جديداً ينهي عملياً حقبة سلفه اليساري الشعبوي جيريمي كوربن.
الزعيم الجديد، السير كير ستارمر، ابن الحركة العمالية وتفكيره الاشتراكي غير مشكوك فيه. بل حتى اسمه الأول أطلقه عليه ذووه تيمناً بالقيادي والنقابي الاسكوتلندي الاشتراكي الصلب كير هاردي (1856 - 1915). ولكن خلا ذلك، فإن ستارمر يشكل نقلة مهمة نحو الواقعية والعقلانية والاعتدال خلال مرحلة صعبة على العالم، ومنه بريطانيا بالطبع، وكذلك على قوى اليسار والطبقة العاملة ودور الإنسان... في خضم التغيرات الوجودية العاصفة في مختلف المجالات.
ما كان العالم بحاجة إلى جائحة بخطورة وباء «كوفيد - 19» القاتل، لكي يتوقّف لبرهة من أجل مساءلة النفس ومراجعة الضمير. ومن ثم، طرح علامات استفهام لا مجال للسير قدماً من دون طرحها، والسعي إلى إجابات عليها.
صحيح، هذه ليست أول مرة تفرض فيها تساؤلات وجودية نفسها على الإنسان. إلا أنها تأتي اليوم بعدما توهّم الإنسان أنه حقق ما يكفي من التقدّم لقهر كل التحديات... وذلك بعد فكه طلاسم الجينوم، وسبره أغوار الخلايا الجذعية، وتطويره آيات الذكاء الاصطناعي، وجعله الدنيا بما فيها «شرنقة» لثورة الاتصالات والتواصل.
في عز سطوة الإنسان، تلوح أمامه هذه الأيام جوانب من عجزه، بل قُل من نقاط ضعفه. في عز توهمه القدرة الفائقة على الغلبة، نراه الآن في حجره المنزلي الاضطراري، يدرك أن عليه أن يكسب معارك عديدة مع نفسه أولاً، قبل أن يربح معاركه مع تحدّيات الوجود.
مُسلّمات عديدة تهاوت... أو هي في طريق التهاوي.
مكابرات بشعة وصلت - أو تكاد تصل - إلى درب مسدود.
فرضيات وأوهام تبيّن أنها كذلك تماماً... مجرد فرضيات وأوهام.
خلال العقد الماضي، مرّت الديمقراطيات الغربية باهتزازات سياسية شديدة أسقطت «أحزاب» سلطة تقليدية في فرنسا، وقلصت حضور أحزاب أخرى في ألمانيا وبريطانيا والنمسا وغيرها، وهمّشت حتى التيارات الأساسية داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، وكل ذلك... لمصلحة حالات راديكالية طارئة.
في أوروبا، وضع الجدل حول «الهوية الأوروبية» دعاة العولمة والقوى البيئية المتحمسة لإسقاط الحدود... وجهاً لوجه أمام غلاة القوميين والانفصاليين والانعزاليين الحريصين على ما ورثوه أو اخترعوه لأنفسهم من هويات. وجلس الاقتصاد، تعريفاً ومؤسسات وسلاحاً، يتفرّج على تفاقم صراع المصالح بين تيارين جارفين لا يرحمان هما العولمة والتكنولوجيا... وعلى أفراد وشعوب قلقة ومرتبكة تبحث عبثاً عن دورٍ لها في نظام اقتصادي عالمي يهمشّها بمرور الساعات والدقائق. وهنا، أدرك الإنسان أكثر فأكثر خلال السنوات العشر الأخيرة في الغرب - حيث خلاصة الديمقراطية العصرية المسؤولة - أنه بات نسياً منسياً.
في العالم الثالث، الوضع - على الأقل، على المستوى المعيشي - ما كان أفضل، في ظل تراكم المشاكل المزمنة والمستجدة، من النزاعات القبلية واللغوية والدينية والمذهبية، إلى استفحال الفساد، والميل الجاهز إلى الديكتاتورية، وسوء استغلال السلطة. بل حتى دول استثنائية، مثل الهند، كبرى ديمقراطيات العالم، حيث حلم «جيل المؤسسين» غاندي ونهرو بها، إبان النضال من أجل الاستقلال، «نموذج» تعايش و«منارة» تسامح وديمقراطية... نجدها مهددة اليوم بالسقوط في المجهول. وها هي تحت قيادة المتشدّدين القوميين الهندوس، تنزلق أكثر فأكثر نحو الطائفية والعرقية والتسلّط والتعصّب.
وأخيراً، ما كانت طبيعية أوضاع القوى الكبرى - وأيضاً الأصغر حجماً - الخارجة من عباءة أنماط متنوعة من الفكر، كحال الصين وروسيا وبعض دول أوروبا الشرقية مثل المجر وبولندا، وأمامنا بكل أسف السجّلات السيئة لهذه الدول مع حقوق الإنسان والشفافية والحكم الرشيد ومبدأ تداول السلطة... والعودة المخيفة لأسوأ ما في «الدولة الأمنية العميقة» وحركات اليمين الشعبوي المتطرف.
التغيير في بريطانيا بالأمس، في اعتقادي، لافت، ليس لأنه سيُحدث تغييراً جذرياً أو سريعاً في البلاد، ذلك أن الغالبية التي يتمتع بها حزب المحافظين ضخمة بما فيه الكفاية للحكم بمفرده من دون متاعب سياسية. ثم إنه بعد تغير القيادة العمالية لا بد أن يطال التغيير كل المؤسسات التي أسهمت في وصول الحزب إلى الدرك الذي وصل إليه، بعد تعرّضه لأربع هزائم انتخابية مذلة، وانقسامه إزاء قضايا مصيرية واجهت بريطانيا، في رأسها قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
كان وصول شخصية مثل جيريمي كوربن، الحركي اليساري المتشدد إلى قمة الهرم الحزبي، في حد ذاته، مؤشراً على خلل فظيع يُنذر بتدمير قدرة الحزب العريق على أن يكون «حزب سلطة». والسبب أن الرجل - على الرغم من نزاهته الشخصية وصدقه مع نفسه - ما كان مؤهلاً لأن يكون «رجل دولة»، يستطيع عقد تفاهمات وطنية عريضة، عبر المرونة السياسية والتفكير العملي وتقبّل الرأي الآخر.
بل إن التيار الذي فرض انتخاب كوربن زعيماً، في خريف 2015، كان عاجزاً عن فهم أبسط ديناميكيات الديمقراطية الانتخابية، بما فيها بذل أقصى الجهد لتحييد الخصم وكسب المحايد. إذ لا يمكن لأي حزب، مهما بلغ من قوة وشعبية، الاكتفاء بولاء جمهوره الملتزم وحده، بل لا بد له من كسب الناخبين المتردّدين وغير الملتزمين.
وأكثر من هذا، لقد سعى تيار كوربن ومناصروه إلى تنفير مخالفيهم من الحزب، وضم حركيين راديكاليين لا يؤمنون أصلاً بأن الأحزاب الكبرى المؤهلة لتولي الحكم تحتاج لقواعد جذب شعبية... وإلا تتحوّل إلى حلقات مُريدين أو منتديات مصفّقين.
كير ستارمر، الزعيم الجديد قماشة من نوع آخر. إنه صاحب مقاربة مختلفة تعيد إلى الأذهان شخصية رئيس الوزراء غوردون براون، باتزانه ووعيه وثقافته وصدق التزامه بمصلحة الحزب، بعيداً عن الجموح الآيديولوجي.
وبالفعل جاءت كلمته الأولى بعد انتخابه، بالتزامن مع التصاعد المخيف في عدد الإصابات والوفيات بالوباء القاتل، دعوة إلى الوحدة والتلاقي، ليس داخل حزبه فحسب، بل على مستوى بريطانيا ككل أيضاً. وهذا الكلام يكتسب أهمية أكبر مع صدور دعوات - حتى من ساسة محافظين - إلى جهد وطني مشترك يتجاوز الانقسام السياسي، غايته تحصين البلاد.
بوجود قيادة عمالية واعية ومسؤولة، تعرف متى تعارض، وكيف تعارض، ولماذا تعارض... أصبحت المهمة أقل تعقيداً.


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني صفحة جديدة في تاريخ حزب «العمال» البريطاني



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib