ما من حقنا أن نأمله من إدارة بايدن
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

ما من حقنا أن نأمله من إدارة بايدن

المغرب اليوم -

ما من حقنا أن نأمله من إدارة بايدن

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

يجوز القول إنه حتى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لا يجزم تماماً بتفاصيل السياسات التي سيتبناها إزاء تحديات فترة حكمه المفترض أن تبدأ في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وهذا أمر طبيعي جداً.
صحيح أن لكل رجل دولة متمرس قناعاتٍ لن تتبخّر بين ليلة وضحاها، وصحيح أن بايدن شغل لمدة 8 سنوات ثاني أرفع منصب في أقوى قوة عالمية، وخدم في مجلس الشيوخ الأميركي بين 1973 وحتى 2009، غير أن الرجل براغماتي مخضرم لا يصنّف في خانة الساسة الآيديولوجيين.
ثم إنه مهما بلغت خبرة زعيم ما، فهو لا يمكن أن يلم بكل شوارد السياسات الداخلية والخارجية، ولذا يلعب كبار المستشارين أدواراً حيوية في «صبغ» توجهات الرئيس وبلورتها، وهذا ما رأيناه مع رؤساء، بينهم جورج بوش الابن، الذي كان من «المؤثرين» الكبار إبان رئاسته نائبه ديك تشيني. وبيل كلينتون الذي كان يقدّر آراء وزيرة خارجيته مادلين أولبرايت والسيناتور جورج ميتشل زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ. وقبله، لمع جيمس بيكر والجنرال برنت سكوكروفت في عهد جورج بوش الأب... وغير هؤلاء شخصيات عديدة بارزة.
ومن ثم، فإن من الأهمية التنبه للفريق الذي جمعه (ويجمعه) بايدن، وبالأخص في الشأن الخارجي. ويُذكر أنه سبق للرئيس المنتخب تولي رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بين 2007 و2009. ولديه - وهو الكاثوليكي الآيرلندي - الانكليزي الأصل - علاقات وثيقة بالقيادات الأوروبية، كما يتمتع بخبرة في الملفات الشرق أوسطية.
ما هو واضح حتى الآن أن بايدن لن يلتزم الشعارات الانكفائية التي تبنّتها إدارة دونالد ترمب بشعبوية انعزالية ومزاجية لا تربط المعطيات باستراتيجية متماسكة. وما يرشح من تصريحات الرئيس المنتخب وبعض مستشاريه والمقربين منه، أنه بصدد فتح صفحة جديدة أكثر إيجابية وأقل تحريضاً إزاء الحلفاء الأوروبيين التقليديين.
أوروبا هي حقل التجارب الأول والأقرب لسياسات واشنطن الجديدة. وهنا يواجه الاتحاد الأوروبي المتوسّع على أنقاض «جغرافيا الحرب الباردة» صعوداً مقلقاً لروسيا جديدة، ظهرت ملامحه في أوكرانيا وجورجيا، بل وفي سوريا أيضاً، ناهيك مما يُزعم عن اختراق موسكو المجتمعات الغربية ومؤسساتها «سايبرانياً»... وسياسياً عبر التدخل في انتخاباتها ورعاية تنظيماتها المتطرفة.
باعتقادي، ستولي الإدارة الديمقراطية الجديدة أوروبا اهتماماً كبيراً في إطار تعاملها مع التحدي الروسي. والشيء نفسه - وإنْ بتفاصيل مختلفة - سيصدق على ملفات الشرق الأقصى والتعامل مع التحدي الصيني. وكان لافتاً قبل بضعة أيام كلام جون راتكليف، مدير جهاز الاستخبارات الوطنية الأميركية الذي حذّر من «الخطر الصيني» على الولايات المتحدة. وحقاً، الوجود الصيني ملموس وحاضر وثقيل في الشرق الأقصى وأفريقيا، وهو يتمدد بسرعة وثبات في أماكن أخرى من العالم.
ونصل إلى المنطقة الثالثة ذات الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة خارج نصف العالم الغربي، ألا وهي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهنا، توجد عدة قضايا تحتل مكانة رفيعة في الحسابات الأميركية، أبرزها: النفط، وأمن إسرائيل، والإرهاب، والهجرة. ولعل المتعاملين في شؤون المنطقة داخل أروقة واشنطن يعرفون جيداً مفاتيح هذه القضايا الأربع الكبرى وغيرها. وبدهي أن هذه المفاتيح تتمثّل أولاً بالقوى الإقليمية الأربع، أي: الدول العربية - رغم انقساماتها المُزمنة - وإسرائيل وإيران وتركيا. وثانياً بالتدخلين الروسي والصيني في المنطقة.
إدارة باراك أوباما، التي كان جو بايدن شريكاً مهماً فيها، تعاملت مع المنطقة فأصابت وأخطأت. وفي الحصيلة النهائية، كانت أخطاؤها أكبر بكثير وأخطر بكثير مما أفلحت في تحقيقه أو أقنعت نفسها بأنها حققته. إذ إنها راهنت على ما اعتبرته «اعتدالاً» نسبياً عند النظام الإيراني لعقد صفقة استراتيجية إقليمية معه، ولكن عاب رهانها وصفقتها الثغرات التالية:
- راهن أوباما على الديمقراطية والاعتدال عند نظام ثيوقراطي - ميليشياوي - توسعي لا يقيم وزناً للمواثيق والتعهدات، وسبق له الكذب على المجتمع الدولي لسنوات في تفاصيل مشروعه النووي.
- التفاهم نووياً مع نظام طهران ركّز على نقاط تقنية بحتة تحاشت ربط التفاهم بالأبعاد السياسية لأي مشروع نووي. وبالتالي، سمحت إدارة أوباما لإيران بأن تحقق سياسياً على الأرض ما أجّلت حسمه باستحواذها السريع على السلاح النووي.
- عبر إرضاء طهران، ومشروعها التوسّعي المذهبي من العراق إلى اليمن مروراً بسوريا ولبنان، استعْدَت واشنطن المكوّن السنّي في هذه الدول وغيرها في العالم العربي. وكانت النتيجة تعزيز صدقية قوى «الإسلام السياسي السنّي الراديكالي» التي كانت قد «شيطنتها» من أجل تبرير التفاهم مع طهران، ومنها حركة «حماس». وفتحت الباب على مصراعيه لدخول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الساحة دفاعاً عن «المستضعفين السنّة». ودمّرت ما تبقّى من موثوقية للاعتدال الفلسطيني - ومعه فرص حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية - بعدما برّر اليمين الليكودي الإسرائيلي تصلّبه وعدوانيته «باضطراره» إلى مواجهة التوسع الإيراني!
وكما نعرف، بعد خيبة الأمل المرة من إدارة أوباما، جاء دونالد ترمب بمقاربات جديدة ومختلفة تماماً، أقله في الظاهر. وكان أول الغيث ضربات «تأديبية» في سوريا... أعقبتها تصريحات يُفهم منها أنها لا تتعمد إسقاط نظام بشار الأسد. ثم جاءت الضربة الثانية، الأقوى بكثير ضد إيران، متمثلة في انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتشديد العقوبات. واستمر نهج ترمب التصعيدي ضد طهران، فشهد في مطلع 2020 تصفية قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، وأخيراً المسؤول النووي الكبير محسن فخري زاده.
في ما يخص إيران، قد يقول قائل إن إدارة ترمب أحسنت إدارة الملف الإقليمي، لكن تبنّي ترمب المطلق لسياسات الليكود، ومنها تأييده ضم إسرائيل الجولان، ونقله السفارة الأميركية إلى القدس، وربطه علاقات
واشنطن «الودية» مع الدول العربية بشخص بنيامين نتنياهو لا بحكومة إسرائيلية واسعة التمثيل، أكسبت طهران سياسياً بقدر ما أفقدتها اقتصادياً. وتالياً، أفقد تبنّي ترمب كل سياسات الليكود كلاً من العرب والإسرائيليين أي فرصة للتوافق على سلام حقيقي قائم على مفهوم التعايش الحر المستقل عن الضغوط، بل وزرع ألغاماً للمستقبل كانت المنطقة، وستكون، في غنى عنها.
وعليه، المأمول اليوم من «العقلاء» في إدارة بايدن تجنّب الرهان على متطرّفي المنطقة، إيرانيين وعرباً، وإسرائيليين وأتراكاً...
والدفع إلى الأمام بأسس تعايش حقيقي يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والقبول بالآخر، والتخلي عن أحلام الهيمنة المجلّلة بشعارات «شرعيات» دينية مزعومة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما من حقنا أن نأمله من إدارة بايدن ما من حقنا أن نأمله من إدارة بايدن



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib