رغم كل ما يجري ثمّة مَن يصدّق «ديمقراطية» طهران
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

رغم كل ما يجري... ثمّة مَن يصدّق «ديمقراطية» طهران

المغرب اليوم -

رغم كل ما يجري ثمّة مَن يصدّق «ديمقراطية» طهران

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

تقول الحكمة العربية الشهيرة «فاقد الشيء لا يعطيه»، وهي تنطبق بالتأكيد على عالم السياسة، وعلى ما تدفع بعض الأقطار العربية ثمنه باهظاً هذه الأيام.

الأزمتان السياسيتان المتطاولتان في كل من العراق ولبنان، اللذين يحوز نظاماهما الحاليان رضى القوى الدولية النافذة بحجة أنهما «ديمقراطيان»، أوضح مثال على صدق هذه المقولة. بل يظهر أنه على الرغم من معاناة العراقيين واللبنانيين، وأزماتهم المتلاحقة، تشجّع هذه القوى الدولية تعميم تجربتي العراق ولبنان في سياساتها الإقليمية تجاه المنطقة العربية... كما لو كانا نموذجاً صارخاً للنجاح والتآلف الوطني والتنمية الحقيقية والحكم الرشيد الكفء والمتكافئ!

القوى الدولية النافذة عينها تمارس دوراً مزدوجاً في ما يلي:

-أولاً، التستّر على ثغرات تجربتي «الديمقراطيتين» العراقية واللبنانية في بغداد وبيروت… تحت هيمنة سلاح ميليشيات إيران الطائفية.

- التحمّس لإنجاز صفقة مع النظام الإيراني الذي تهيمن ميليشياته و«ثقافته» الطائفية على العراق ولبنان، بجانب إيران نفسها، وتمارس دوراً إلغائياً لجوهر الديمقراطية... تحت واجهة الديمقراطية. وهذه الكذبة، للأسف، يتحمّس لتصديقها الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، وقبلهما روبرت مالي «مهندس» سياسة إعادة تأهيل إيران والتحالف معها.

«فاقد الشيء لا يعطيه» واقع ينطبق كلياً على نظام طهران الذي اجترح أعجوبة إفراغ الديمقراطية التمثيلية من معناها، عندما جعلها مجرّد واجهة تستخدم في إدارة «العلاقات العامة» مع دول العالم.

هنا، كان لا بد من واجهة تتجسّد بمسرحية «نظام جمهوري» له «رئيس منتخب»، ويحوز ثقة «برلمان منتخب»، بجانب «سلطة قضائية»... إلا أن الكلمة العليا في كل شيء تعود إلى مرشد أعلى، هو الولي الفقيه الذي يشكل رأس نظام لاهوتي كلمته لا تُردّ ولا تقبل التشكيك.

تجربة مؤسسات الحكم «الديكورية» المبتكَرة لزوم العلاقات العامة، والمحمية بسلاح ميليشياوي مافيوي مقدّس، فضحت حقيقتها عند أكثر من مفصل سياسي في تاريخ إيران الحديث إبان حقبة ما بعد الشاه، لعل آخرها «الثورة الخضراء» عام 2009.

وكما هو معروف، مرّت مسيرة «الجمهورية الإسلامية» - كما يحب نظام طهران تسمية تجربته - بسنوات من التخبط والاغتيالات والإعدامات بعد جولات تخوين. والذين هُم على اطلاع على الوضع الإيراني يتذكّرون أنه لسنوات غير قليلة درجت «الثورة على أكل أبنائها»، تصفيةً وإبعاداً واحتجازاً ونفياً، بينما كانت تتحوّل شيئاً فشيئاً من تحالف وطني عريض، في مستهل «الثورة» عام 1979، إلى البنية المركزية «الثيوقراطية - الميليشياوية – المافيوية» التي هي عليها اليوم.

أولئك الذين عاشوا بدايات الثورة، أو درسوها بإمعان، يتذكّرون أدوار مهدي بازركان وأبو الحسن بني صدر وصادق قطب زاده... وكذلك آية الله محمد كاظم شريعتمداري وآية الله حسين منتظري، وطبعاً في بالهم مير حسين موسوي ومهدي كرّوبي ثم محمود أحمدي نجاد...

هؤلاء لم يتقاعدوا - أو يُبعدوا - في سياق تداول سلطة حقيقي، بل أطاحتهم صراعات إقصاء وإلغاء، وإعادة بناء لهرم سلطة تطوّرت أولوياته، وتزايدت أو انفضحت راديكاليته وميوله العدوانية التوسعية.

لفترة ما، ربما تفاوتت الآراء في طهران حيال مضمون «تصدير الثورة» وآلياته. ولكن بعد إقصاء مَن أُقصي وإلغاء مَن أُلغي... أنهت أحداث المنطقة، بدءاً من عام 2003، ثم 2005، ولاحقاً منذ 2011، أي شك…سواءً في المضمون أو في الآليات. فـ«الثورة» الخمينية - الخامنئية تُصدّر حصراً بالسلاح والدم، والهيمنة، والإجهاز على الدول بالفتن فيها، وتدمير مؤسساتها وإلحاقها، على الطريقة الإيرانية، بمرجعية المرشد وحرسه الثوري.

صحيحٌ، في العراق ولبنان «المحتلين» واقعياً هناك انتخابات... إلا أنها، على غرار انتخابات إيران، تنظّم في ظل «سلاح» يقرّر ويحسم ويشرّع ويخوّن وينصّب أدوات ذات تلاوين وأسماء مختلفة، ولكن، في نهاية المطاف مصدر القرار واحد... وهو لا يقبل النقض أو الإبرام.

في العراق، ظهر منذ ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2021 مصطلح طريف هو «الانسداد السياسي». ونتج هذا «الانسداد» المرتقب عن التطورات التي شهدها العراق، منذ أعاد حاكم «حقبة الاحتلال» الأميركي بول بريمر بناءه على قاعدة جديدة.

هذه القاعدة «الاحتلالية» لم تستعِض عن عيوب حقبة الانقلابات والشعبوية بنظام سليم يسمو على التفرقة، ويضعف العشائرية والطائفية والعرقية لمصلحة نظام مؤسسات، بل فعلت ما هو أسوأ. إذ حوّلت المواطن إلى جزء من مكوّن فئوي، وفرّقت بين العراقيين على أساس الغالب والمغلوب، وعمّقت انقساماتهم الطائفية والدينية والعرقية، وساوت – عملياً – بين سلاح الدولة الوطنية وسلاح الميليشيا المحرّكة من الخارج والتابعة له، ورهنت مناصب الدولة بالمحاصصة والزبائنية والتبعية، وجعلت من التنظيمات الحزبية والممارسة الانتخابية دمى متحركة... أو مسرح عرائس تسود فيه التفاهمات المرحلية والمصلحية العابرة، وينعدم التخطيط الاستراتيجي الرؤيوي.

هذا في العراق، أما في لبنان فالوضع أسوأ وأدهى. وها هو البلد يعيش حالياً كابوساً سياسياً واقتصادياً مع العد التنازلي لانتخابات يليق فيها أي وصف إلا وصف الانتخابات.

بالأمس أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تراجعها عن حكمها السابق بتبرئة اثنين من المتهمين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، هما حسين عنيسي وحسن مرعي، وإصدار حكم بإدانتهما إلى جانب المتهم المدان سابقاً سليم عيّاش. ومن الطبيعي، عند كثيرين، أن يسهم حكم الإدانة هذا في تأكيد ضلوع «حزب الله»، كحزب وقيادة في تصفية الحريري... لكون المسألة ما عادت «سلوكاً فردياً» أو تصرفاً غير مسؤول، ولا سيما مع مواصلة الحزب رفض الاعتراف بالمحكمة وقراراتها.

أكثر من هذا، بدلاً من تجنّب «حزب الله» - الذي ما عاد يخفي ارتباطه المرجعي الكامل بالسلطة في طهران - السعي إلى «إلغاء» كل من يتحدى هيمنته على الساحة اللبنانية، فإنه أكد إصراره على المضي قدماً في نهج الإلغاء. وهو عبر «قانون الانتخابات» المعيب الذي فرضه فرضاً بقوة سلاحه عاكف الآن على تركيب القوائم الانتخابية، ململماً شراذم أتباعه الهامشيين من الطوائف الأخرى، بينما يغلق مناطق بيئته الطائفية بوجه أي منافسة ذات معنى.

هذان «الاحتلالان»، المقبولان دولياً للعراق ولبنان، مرشحان اليوم لـ«مكافأة» قد تأتي إلى راعيتهما إيران من فيينا... مع انشغال واشنطن وباريس بالبحث عن بدائل نفطية وغازيّة بعد مهاجمة أوكرانيا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رغم كل ما يجري ثمّة مَن يصدّق «ديمقراطية» طهران رغم كل ما يجري ثمّة مَن يصدّق «ديمقراطية» طهران



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib