الشراكة مع الصين والرؤية السعودية 2030

الشراكة مع الصين والرؤية السعودية 2030

المغرب اليوم -

الشراكة مع الصين والرؤية السعودية 2030

جبريل العبيدي
بقلم : جبريل العبيدي

تستضيف المملكة العربية السعودية ثلاث قمم مع العملاق الصيني، من أجل تحقيق شراكة وتعاون منفتح على الاقتصاد العالمي الجديد، ضمن رؤية سعودية مدروسة بدقة وإتقان ومبنية على دراسات اقتصادية تمتد لسنوات قادمة، وبعد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وإسهام المملكة العربية السعودية بمبلغ 2.5 مليار دولار دعماً للمبادرة الخضراء على مدى السنوات العشر المقبلة، تحقيقاً لشراكة اقتصادية وصناعية متوازنة مع عدة أطراف، ذات حضور صناعي واقتصادي ضخم مثل الصين.
الشراكة مع دولة بحجم الصين في الإنتاج والتصنيع كأحد أكبر المصنعين في العالم، تعتبر خطوة مهمة وضرورية، لكونها ستنعكس بإيجابيات كثيرة على المستويين الاقتصادي والصناعي، وتنويع في عناصر الشراكة الاقتصادية في عالم لم يعد من الممكن البقاء عليه بنظام القطب الأحادي، أو التقوقع ضمن اقتصاديات محدودة قد تنهار في أي لحظة من دون أي ضمانات يمكن التعويل عليها، خاصة بعد التحولات الكبيرة في الساحة الدولية بعد حرب أوكرانيا، التي كشفت عن ضعف كبير في المنظومة الاقتصادية الدولية.
لا شك أنَّ من أهم أهداف رؤية 2030، تنويع مصادر الدخل، ورفع حجم الاقتصاد وانتقاله من المرتبة (19) إلى المراتب الـ(15) الأولى على مستوى العالم، والانتقال من المركز (25) في مؤشر التنافسيّة العالمي إلى أحد المراكز الـ(10) الأولى. لذا فإنَّ رؤية السعودية 2030 تعتمد تعدد الشراكات الاستراتيجية وتنوع الاقتصاد وعدم الإبقاء عليه أو اختزاله في سلعة واحدة هي النفط والغاز. فقد وقَّع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس شي جينبينغ، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. وهذه القمم الثلاث جميعها تنصب حول التعاون والمنفعة المتبادلة والتنمية المستدامة والشراكة الاستراتيجية بين البلدان العربية والصين، والتي وصفتها الحكومة الصينية بالقول: «إن الرئيس شي سيشارك في الرياض في أهم وأكبر نشاط دبلوماسي لبلاده مع العرب، منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وسيصبح حدثاً تاريخياً في تاريخ تطور العلاقات بين الصين والدول العربية»، بينما وصفها وزير الخارجية السعودي بالقول: «إن العلاقات بين المملكة والصين استراتيجية ووثيقة، في ظل التطورات والتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية».
القمم الثلاث في الرياض ليست وليدةَ الصدفة أو رمية من غير رامٍ، كما يتوهم البعض، وليست ملتقى ترفيهياً لقادة الشرق الأوسط والصين، بل هي قمة سبقتها رؤية سعودية مكتوبة ومحددة البرامج والنقاط والأهداف، تؤازرها رؤية عربية مشتركة لتحقيق شراكة عربية – صينية استراتيجية بغية الوصول إلى توازن واستقرار اقتصادي في المنطقة، يعود بالنفع والتنمية المستدامة على شعوب المنطقة العربية بالدرجة الأولى، وينهض بالعديد من المشاريع الاقتصادية مع شريك كبير مثل الصين، يوصف في عالم الاقتصاد والصناعة بالعملاق، والذي استطاع أن يفرض نفسَه على خريطة الاقتصاد العالمي، ضمن معادلة صعبة، تخللتها مصاعب وانهيارات اقتصادية في العملة والمنتوج، استطاعت خلالها الصين الصمودَ، لثبت أنها اقتصاد مستقر يصعب هزه أو إطاحته بسهولة، أو حتى ضمن مؤامرات اقتصادية نجحت مع اقتصاديات أخرى وجعلتها تتفكَّك بسهولة.
من الحكمة اختيار الشراكة الاستراتيجية مع شريك بحجم ومكانة الصين، وتعتبر من الخطوات المهمة والمدروسة، والتي تتنبأ بنجاح مضمون في تحقيق منفعة وتنمية مستدامة لجميع الشركاء، لصنع مستقبل زاهر وحياة كريمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشراكة مع الصين والرؤية السعودية 2030 الشراكة مع الصين والرؤية السعودية 2030



GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

GMT 06:07 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 04:35 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتهدّد الحربُ الأهليّة لبنان؟

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 12:24 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أولمبيك آسفي يخطط لضم 4 لاعبين في الميركاتو

GMT 17:23 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018

GMT 02:35 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

عفاف شعيب سيدة شعبية في مسلسل "فوق السحاب"

GMT 19:13 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

Jacob & Co"" تطرح مجموعة جديدة من المجوهرات الفاخرة

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

موقع الواجهة البحرية في "رامسغيت" يتحول إلى إبداع فني

GMT 10:01 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

آخر الاتجاهات المميزة في عالم الموضة لعام 2018

GMT 05:26 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أسباب انتشار قشرة الشعر خلال موسم الشتاء

GMT 15:25 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف لاعب كرة إكوادوري أربعة مواسم بسبب المنشطات

GMT 11:31 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الاسباني فيليبي السادس يستعد لزيارة المملكة المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib