ذكرى «فبراير» الليبية بين البهجة والنكبة
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

ذكرى «فبراير» الليبية بين البهجة والنكبة

المغرب اليوم -

ذكرى «فبراير» الليبية بين البهجة والنكبة

ليبيا
بقلم: جبريل العبيدي

ليبيا بعد العشرية السوداء لـ«فبراير»، المؤلمة والمثخنة بالجراح والآلام، تواجه اليوم سيناريو الانقسام الجغرافي، وليس السياسي فقط، ما جعل تاريخ 17 فبراير (شباط) اليوم مجرد تاريخ مؤلم يعبّر عن حالة انقسام وفوضى ونهب للدولة، من دون أن يحقق أدنى مستوى من العدل والمساواة حتى الحرية، بعد أن فشل التغيير في الخروج من عباءة الفوضى بمسمى «الثورة» إلى الدولة.
ولكن بعد مرور العشرية السوداء والمعاناة، حان الوقت للشعب الليبي أن ينال مستقبلاً خالياً من التدخل الأجنبي والصراع والفساد والاضطرابات، ويطوي صفحات العشرية السوداء وصراع الشرعيات.
بعد مرور سنوات العشرية السوداء، نرى اليوم أنَّ انتفاضة 17 فبراير الليبية أمام مفترق طرق بين من يصفها بالفرحة والتحرر من الظلم والديكتاتورية، وبين من يرى فيها نكبة على البلاد والعباد جلبت الفوضى والدمار والتهجير والميليشيات والجماعات المسلحة كافة، التي استخدمت العنف وسيلة لتحقيق مطالبها، وسيطرت على العاصمة وقسمتها إلى كيانات... هذا لي وهذا لك، وكأنها أصبحت أرضاً مشاعاً. ليس هناك إلا رعب السلاح، وتخويف الناس العزل، وقضّ مضاجعهم، والاستيلاء على أشيائهم، وكأننا عدنا إلى إنسان الغاب.
فما بين فبراير 2011 وفبراير 2023 سالت الدماء وانقسمت البلاد شرقاً وغرباً، بعد أن صبغها الإسلام السياسي بالدم والقتل والتهجير والدمار والخراب، وخدمة الغرباء وتوزيع الأموال عليهم، وأصبحت في البلاد حكومتان، إحداهما في الشرق، والأخرى في الغرب، وبقي الجنوب متنازعاً عليه بين الحكومتين، ويأتي إليه من هبَّ ودبَّ من دون رادع.
في البدء كانت «ثورة» فبراير 2011 للتغيير السياسي والواقع الاقتصادي للمجتمع في ليبيا، فقلبت الأمر، وضيقت على المواطنين، حتى أصبح رغيف الخبز بدينار (1000 درهم) بعد أن كان بـ5 دراهم، وهذا باعتراف الكثيرين الذين شاركوا في إرهاصاتها، لكن كغيرها من إرهاصات «الربيع» العربي، تعرّضت لقفز الجماعات النفعية والمؤدلجة، وخاصة منظمات الإسلام السياسي، التي كانت تجيد القفز والتآمر والتلون لخبرتها الطويلة في العمل السري المنظم، وبالتالي استطاعت أن تقود الجموع وتغير مسار «الثورة» لصالح مطامعها ومشروعها الخاص بها.
«ثورة» فبراير ارتبطت ببعض الشخصيات الجدلية، ومنها الفرنسي برنار ليفي، صاحب الولاء المطلق للصهيونية، الذي لعب دوراً مهماً في الترويج لأهمية التدخل الدولي، ويقول إنه صاحب الفضل في إقناع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتنفيذ ضرباتٍ جوية ضد الجيش الليبي، بعد أن تم تسميته «كتائب القذافي» ليسهل إقناع الناس بشرعية ضربها، لدرجة أن مفتي الجماعات الإسلامية ومفتي «ليبيا» لاحقاً الغرياني وصف طائرات ساركوزي وحلف الناتو بـ«الطيور الأبابيل» في سابقة لشيخ «دين» يضلل الناس بتأويل كاذب.
برنار ليفي، الذي يصفه البعض بـ«غراب» الثورات، هو نفسه الذي قال عن «ثوار» فبراير، في كتابه «الحرب دون أن نحبها»: «إنهم مجموعة من الأغبياء، كانوا يصفون القذافي بـ(اليهودي)، بينما يقومون بحمايتي، وأنا اليهودي بينهم». ولهذا وصفت «ثورة» فبراير من قبل معارضيها بـ«الخيانة والعمالة والمؤامرة».
فشل «فبراير» في التأسيس لثقافة التداول السلمي للسلطة على أنه مبدأ ديمقراطي، تسبب في فشل «ثوار» فبراير في القبول بالتداول السلمي للسلطة، فجعل منهم منافسين للنظام السابق، لا ثواراً كما يزعمون، وتحول أغلبهم إلى أمراء حرب، همّهم جمع المال، حتى أصبح جميع أمراء الميليشيات مليونيرات في بضع سنين، في حين كان أغلبهم لا يملك فطور يومه.
الأزمة بدأت بمجرد اختطاف «ثورة» فبراير من قبل الانتهازيين، وفشل الساسة المنتخبين، بعد مرور العشرية السوداء من فبراير 2011 إلى فبراير 2023، فالثورة ليست مقدسة، وليست سوى حدث للتغيير، والاستمرار في ديمومة الثورة بلا تحقيق دولة يعتبر كارثة كبرى، خاصة بعد أن أصبح الصراع بين من يؤمن بالدولة الوطنية المدنية ضمن جغرافيا وطنية، وبين من يؤمن بدولة تتجاوز حدود ليبيا، ويجعلها ولاية في خلافة خلف المرشد.
الأزمة في ليبيا ما بين إقصاء وتهميش وسلطة مركز وتكديس السلطة والثروة في «العاصمة»، ما يدفع المسلحين والميليشيات ‏لمهاجمة العاصمة للاشتباك بعضهم مع بعض، واستيلاء بعضهم على آليات ومركبات بعض.
السلطة المركزية في ليبيا تجاوز عمرها نصف قرن الآن، وهي سلطة تركز على طرابلس وما حولها، ولهذا السبب نجد أن الميليشيات مستميتة للاحتفاظ بمواقعها هناك، لأن طرابلس مركز السلطة. ولو كان النظام السابق تخلص من المركزية لما كان لهذه العصابات وزن ولا قوة.
أغلب الحكومات المتوالية اختزلت ليبيا في «طرابلس»، رغم مساحة ليبيا الشاسعة. الأمر الذي أوجد حالة من عدم الإنصاف.
مرّ أكثر من 10 أعوام، والبلاد في تخلف تام، والعالم من حولها يبني ويشيد، بينما هي ابتليت بعصابات وميليشيات تنهب المال العام وتوظفه لأغراض شخصية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى «فبراير» الليبية بين البهجة والنكبة ذكرى «فبراير» الليبية بين البهجة والنكبة



GMT 13:57 2024 الإثنين ,05 آب / أغسطس

محاصر بين جدران اليأس !

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

«مسار إجبارى».. داش وعصام قادمان!!

GMT 10:52 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الفوازير و«أستيكة» التوك توك

GMT 10:49 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الأخلاقى والفنى أمامنا

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

ذكرى عودة طابا!

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib