الحل في إبعاد تركيا عن ليبيا

الحل في إبعاد تركيا عن ليبيا

المغرب اليوم -

الحل في إبعاد تركيا عن ليبيا

جبريل العبيدي
بقلم : د. جبريل العبيدي

ليبيا ربما ستكون الصخرة التي ستتحطم عليها مطامع العثماني الجديد إردوغان وأوهامه وهوسه، والنهاية أصبحت وشيكة لمطامع هذا الرجل في ليبيا، بعد توقف تقدم مرتزقته أمام خط سرت - الجفرة الأحمر، من الجانب المصري، وبعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين اليونان ومصر، بينما اتفاقية الوهم؛ اتفاقية إردوغان وتابعه السراج، اتفاقية التلاعب بالجغرافيا وخرق القانون الدولي من خلال مشروع إردوغان الوهمي لابتلاع البحار المحيطة بتركيا، الذي أطلق عليه «الوطن الأزرق»، والذي يعد أكبر عملية تزوير وتلاعب بالجغرافيا عرفها التاريخ، سقطت محلياً وإقليمياً ودولياً، فإردوغان يطمع في السيطرة على ثروات المتوسط، وهذا ما أكده وزير الطاقة التركي، فاتح دونماز، إذ قال بالحرف الواحد «إن مؤسسة البترول التركية ستبدأ عمليات التنقيب في مناطق شرق المتوسط».
لكن بعد تغريدة الرئيس الفرنسي (باللغة اليونانية) والتي صرَّح فيها قائلاً: سأعزز الوجود العسكري الفرنسي في شرق المتوسط بالتعاون مع اليونان، ضاقت الحلقات الخانقة على المشروع التوسعي التركي في المتوسط، خصوصاً مطامع إردوغان في ليبيا والبحر المتوسط.
الرئيس التركي إردوغان، متعطش للبترول والغاز الليبي، وصنع لنفسه أعداء على المستويين الإقليمي والدولي، بسبب مغامرات سياسية متهورة وغير محسوبة العواقب، منها محاولاته ابتلاع ثروات المتوسط، ودعم الإرهاب، وابتزاز أوروبا بقوارب الهجرة، والتلويح الكاذب بالانسحاب من حلف الأطلسي، بعد الإيهام بأنَّ انسحابها من «الناتو» سيخلق فراغاً جيو - استراتيجياً في الحلف الأطلسي.
مخطط تركي لزراعة تنظيم «داعش» في الغرب الليبي، وذلك بتجهيز إرهابيين وتصنيع المفخخات، باستقدام عدد منهم ممن كانوا في العراق بعد تأكيد الجيش الليبي وصول 3000 مرتزق جديد يضافون لـ17 ألفاً سابقين من كل مناطق المعارضة السورية التابعة لها، وذلك عبر قرية إبراهيم إلى غازي عنتاب لمعسكر كان خاصاً بتنظيم «داعش»، ومنها تنقلهم على دفعات إلى ليبيا.
فالشراكة التركية مع الإرهاب لم تعد خافية، بل دفعت بالعديد من المراقبين للمطالبة بإعلان تركيا دولة داعمة للإرهاب، كما ذكرت صحيفة «Washington Examiner» إذ قالت «حان الوقت لإعلان تركيا دولة راعية للإرهاب»، خصوصاً بعد اعترافات أبو باسل الغزاوي، وهو أبو كرم عبد الجزار، أحد القياديين التائبين من تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كشف أن تركيا سهلت دخول الآلاف من رفاقه السابقين إلى سوريا وليبيا، عبر حدودها ومطاراتها.
فمطامع إردوغان في المتوسط مبنية على محاولات التوسع الجيوسياسي من خلال دعم الجماعات الإرهابية، والتمكين لها، ولعل غزوه لليبيا يقع ضمن هذه المطامع، ضمن شراكة أو ضوء أخضر من بعض القوى الدولية العابثة في المنطقة، والغزو التركي لليبيا يقابله صمت دولي مريب، رغم أنه عملياً لا يهدد فقط ليبيا واستقرارها، بل إنه يهدد دول الجوار الليبي، مما يتطلب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
جماعة «الإخوان» تعتبر ليبيا بيت مال الجماعة، والمعبر إلى مصر، واستعادة حكمها، لهذا فإنَّ أي تجاوز للخط الأحمر سرت - الجفرة سيكون بمثابة تهديد للأمن القومي المصري، ولهذا أيضاً كانت الخطوط الحمراء للرئيس السيسي واضحة ومعلنة.
لقد أصبح إبعاد تركيا مطروحاً على الطاولة، خصوصاً بعد تبني الإدارة الأميركية لضرورة خروج المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا لقتل الليبيين، وخلق واقع سياسي موالٍ لها.
الوجود التركي في ليبيا هو جزء رئيسي من الأزمة، وبالتالي لا يصلح أن يكون جزءاً من الحل، ولعل اقتراح المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، حلاً للأزمة الليبية، من دون الوجود التركي، لدى اجتماعه مع السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، في القاهرة، يؤكد وجود إرادة ليبية وتوافق غربي أميركي على إبعاد تركيا عن ليبيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحل في إبعاد تركيا عن ليبيا الحل في إبعاد تركيا عن ليبيا



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 16:36 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
المغرب اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 01:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 24 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 01:40 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

زين الدين زيدان يرفض عروض التدريب بعد رحيله عن ريال مدريد

GMT 20:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فيسبوك يضيف "عدد المشاهدات" للصور والنص في المنشورات

GMT 02:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم زياش أكثر من سجل للمنتخب المغربي في ملاعب إفريقيا

GMT 03:52 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يسحق نظيره اللاتفي بسداسية

GMT 11:52 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

تونس تحتضن المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية 21 الجاري

GMT 23:56 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

أغذية تساعدك على الإقلاع عن التدخين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib