القديس القاتل
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

القديس القاتل

المغرب اليوم -

القديس القاتل

أنعام كجة جي
بقلم : أنعام كجة جي

ذات فجر خريفي من عام 1957. في باحة سجن «لا سانتي»، تم تنفيذ حكم الإعدام في باريس بالسجين جاك فريش. شاب من أسرة ميسورة، وسيم مثل نجوم السينما، تورط في عملية سطو على محل للصرافة. كان قد رأى زورقاً شراعياً معروضاً للبيع بمليوني فرنك وأراد أن يحصل عليه. هاجم الصراف وهدده بمسدس وجمع النقود وهرب في اتجاه محطة المترو. لكن شرطياً سيئ الحظ طارده وانتهت المطاردة برصاصة في قلب الشرطي. قال المتهم في دفاعه إن نظارته الطبية سقطت في الأثناء ولم يعرف أين أطلق الرصاص.

بعد ثلاث سنوات من التحقيق والمحاكمة حلّت لحظة الإعدام. قطعوا رأسه بالمقصلة. المقصلة ذاتها التي هبطت على رقبة الملكة ماري أنطوانيت. مات المتهم وترك وراءه جدلاً قانونياً وأخلاقياً لم ينقطع حتى الساعة. فقبل يومين، رفض المجلس الدستوري طلباً لردّ الاعتبار لجاك فريش، والسبب انقضاء المهلة القانونية المقررة للتقدم بالطلب. لكن حكماء المجلس الدستوري أوصوا بمراجعة تلك المادة. تركوا كوّة للأمل.
بعد أكثر من ستين عاماً على الإعدام، ما زال ابنه، جيرار فريش، يسعى لتبييض اسم أبيه. طرق أبواب كل المحاكم: الابتداء، الاستئناف، النقض، وصولاً إلى المجلس الدستوري، أعلى سلطة قانونية في فرنسا. إنه يستند في دعواه إلى السيرة المثالية لوالده خلال سجنه. التزم المحكوم نزيل الزنزانة رقم 18 بطقوس روحية شبه صوفية. عاد إلى رحاب الدين وبدأ يكتب رسائل تقطر بدموع الندم. وفي آخر أيام محاكمته، قبل أن ينسحب القضاة للمداولة، تقدم المتهم باعتذاره العميق لعائلة القتيل وللمجتمع، لكن هيئة المحكمة لم تقتنع وقضت بالعقوبة القصوى. نطق القاضي بالحكم في السادس من أبريل (نيسان) 1957، اليوم الذي بلغ فيه فريش ربيعه السابع والعشرين.
بعد موته، صدرت ثلاثة مجلدات تجمع النصوص التي كتبها في عنبر الإعدام. أقبل عليها القراء وذاعت شهرته بين المؤمنات من ربات البيوت وبين البسطاء والفقراء وطيبي القلوب. تحوّل فريش بعد موته إلى رمز للتوبة. وبعد سنوات تقدم كاردينال باريس بطلب إلى الفاتيكان لتطويبه. لم يحدث أن باشرت الكنيسة الكاثوليكية إجراءات تحويل قاتل إلى قديس.
قبل المقصلة، أكمل فريش إجراءات زواجه الكنسي من المرأة التي كان ارتبط بها بعقد مدني. ونقرأ في الكتب التي صدرت عنه أنه أمضى ليلته الأخيرة يكتب رسائل إلى زوجته، وطفلته منها، وإلى محاميه، وإلى كاهن السجن، وإلى مسيو أوبريشت، «عشماوي» الذي قطع رأسه. أما جيرار، الولد الذي أمضى طفولته في دار لرعاية الأيتام ويسعى اليوم لرد الاعتبار لأبيه، فلم يكن يعرف أنه ابنه. اكتشف الأمر عام 1994 حين رأى صورة للمتهم وكان نسخة منه. قرأ سيرة حياة فريش ووجدها تتضمن إشارة إلى علاقة سابقة له مع امرأة حملت منه. وبين رسائل السجين واحدة موجهة إلى ذلك الولد، يعلن فيها اعترافه به. تقدم بدعوى لتثبيت النسب وجرى تحليل الحمض النووي وصدر قرار يسمح له بأن يحمل اسم فريش. لقب خفيف لفظاً يجرجر تركة ثقيلة.
في 1977 أنهت فرنسا عمليات الإعدام بالمقصلة. ذهبت تلك الآلة الرهيبة إلى المتحف. وفي 1981 ألغى الرئيس ميتران عقوبة الإعدام. لكن الماضي الذي يخرج من باب التاريخ يعود من شباك الحكايات. وها هي صحف الصباح تتحدث عن جاك فريش، السجين المثالي الذي كسب تعاطف الجمهور. يتكرر اللص الشريف أرسين لوبين جيلاً بعد جيل. ولا أحد يذكر الشرطي المغدور الذي مات أثناء الواجب. كان اسمه فيرن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القديس القاتل القديس القاتل



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل

GMT 15:31 2019 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

بايرن ميونيخ يُوضّح حقيقة التعاقد مع يورغن كلوب

GMT 03:44 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

عالم السيارات في انتظار أحدث بيك آب من "لادا" قريبا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib