عن «الاسم» والكفاءة في مواجهة إسرائيل
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

... عن «الاسم» والكفاءة في مواجهة إسرائيل

المغرب اليوم -

 عن «الاسم» والكفاءة في مواجهة إسرائيل

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

كثيراً ما تواجهنا علاقة عداء أو حرب بين طرف وآخر، وكلٌّ منهما يخوضها فيما هو يسمّي خصمه باسمه. فكثيرون، مثلاً، كانوا يرون في الاتّحاد السوفياتيّ غلالة تحتجب خلفها روسيا، أو في السلطنة العثمانيّة غطاء لتركيّا، ظانّين أنّ الدولتين تستعبدان شعوباً بكاملها. لكنّ هذا لم يمنع أولئك النقّاد من استخدام كلمتي «الاتّحاد السوفياتيّ» و»السلطنة العثمانيّة». وحين نطق رونالد ريغان بتعبير «إمبراطوريّة الشرّ» لوصف الاتّحاد السوفياتيّ، ثمّ استخدم جورج دبليو بوش تعبير «محور الشرّ» لوصف العراق وإيران وكوريا الشماليّة، سخر منهما أصحاب العقول الأشدّ رهافة في المجتمعات الغربيّة واعتبروهما سوقيّين. ذاك أنّ التسمية حقٌّ لصاحبها، بغضّ النظر عن مدى انطباقها على الواقع. ومن يطلق على نفسه اسماً يجبر الآخرين على اعتماد الاسم هذا في مخاطبته، أو التحدّث عنه. ويمكن، فوق ذلك، نقد التسمية أو التشكيك بصوابها وبانطباقها على الحقيقة، أو الطعن بغرض صاحبها من ورائها، من دون التقدّم إلى تغيير تلك التسمية. ولنتذكّر مثلاً، أنّ دولة كيم جونغ أون في كوريا الشماليّة تُدعى «جمهوريّة كوريا الديمقراطيّة الشعبيّة»، وأنّ ثمّة عشرات الأحزاب التي تحمل في اسمها كلمة «ديمقراطيّة» أو كلمة «اشتراكيّة»، لكنّها تعادي المفهومين. بل لنتذكّر أنّنا جميعاً نحمل أسماء ذات مضامين إيجابيّة، إلاّ أنّنا لسنا بالضرورة أولئك الأشخاص الذين تتجسّد فيهم معاني أسمائهم.

وإبّان الحرب الباردة، طُوّرت تقنيّة احتيال على الاضطرار إلى التسمية، مفادها التعجيل في إضافة النعت السلبيّ. هكذا كان صقور تلك الحرب ما إن يذكروا كلمة «الشيوعيّة» حتّى يضيفوا «الملحدة» و»المخرّبة»، وفي المقابل كانت «الرأسماليّة» «رأسماليّة النهب والسرقة». فالوصف يُكلَّف بطمس الاسم، فيما يسارع الواصف إلى توجيه القارىء والسامع توجيهاً أبويّاً، مخافة أن يقتنعا بصورة الخصم عن نفسه، وطرداً رمزيّاً لأشباح مُتَخيَّلة تنبعث من خصومته. ولا تزال تسميات «يمينيّة» و»يساريّة» و»ليبراليّة» تجد من يعاملها بوصفها أفعالاً سحريّة ومسحورة ينبغي الحدّ من خطرها بمنعها من أن تصير أفعالاً ساحرة.

وفي أوساط المثقّفين خصوصاً، يندر أن يكتب أحدهم معترفاً بأنّ خصمه في الرأي مثقّفٌ مثله. فصاحب الرأي الآخر «مثقّف مزعوم» أو مثقّف بين مزدوجين، هذا إن لم يكن عميلاً أو جاسوساً أو مريضاً يستولي عليه مسٌّ ما. وفي ذلك يقيم شكل من الاعتداء على ما بات امتداداً للإسم، أو إسماً ثانياً، شكلٌ يكشف عن بَرَمٍ بالتعدّد ورفض للإقرار بأنّ للمثقّفين، كما للناس عموماً، طرقاً لا حصر لها في النظر إلى الأمور وتأويلها.

وأغلب الظنّ أنّ خليطاً من رواسب وثنيّة ومن عقائديّة حديثة، أكانت ملحدة أم مؤمنة، يقف وراء درء الإسم بالوصف. لكنّ «الشيطان الأكبر» و»الشيطان الأصغر» و»الشرّ المطلق» توفّر معرفة بالواصف وبخفّته أكثر كثيراً من المعرفة التي تقدّمها بالموصوف وعيوبه.

ولئن وُجدت دائماً أسباب وجيهة جدّاً لكراهية إسرائيل ولإدانة توحّشها، يبقى لافتاً موقع الاسم والوصف في المواجهات معها. ففي العقود السابقة طغى تعبير «الكيان المزعوم»، فبدا أنّ من يُنزل بنا كلّ تلك الهزائم والنكبات كائن مزعوم، أي مشكوك بوجوده، وهذا ما كان يستدعي لتصديقه عقول أطفال ذوي ذكاء مُتدنٍّ. لكنْ في أزمنة لاحقة سقط «المزعوم» لتحلّ محلّه تعابير تعترف بوجوده إلاّ أنّها تغلّب فيه الصفات القصوى على الوجود نفسه. فهو «عدوّ صهيونيّ» و»كيان احتلاليّ» و»توسّعيّ» و»مغتصب». وعملاً بهذا النظام اللغويّ – السياسيّ، بات مَن يقول «إسرائيل»، ولو في سياق صريح من الشجب، إنّما يقدّم مُستَمْسكاً بحقّ نفسه ويستدرج الكثيرين إلى التشكيك بوطنيّته. فإذا كانت البلدان المحاربة تعتبر التهرّب من الجنديّة أحد معاييرها للإدانة وإنزال العقاب، فإنّ أحد معاييرنا هو استخدام كلمة إسرائيل. وهذا، في واقع الأمر، بائس جدّاً ينمّ عن أمور كثيرة:

فبما أنّ الله، من خلال الكتب الدينيّة، هو من يسمّي العالم وأشياءه، فإنّ رافضي تسمية «إسرائيل» لصالح «الكيان الصهيونيّ»، والمتشدّدين في ذلك، إنّما يزعمون لأنفسهم قوّة إلهيّة، تماماً كما يرون أنّ لمداخلتهم اللغويّة طاقة هائلة التأثير على الواقع ومجرياته.

لكنّ هذا الزعم الإلهيّ يعيش في جوار هشاشة مدهشة تخاف من نطق كلمة بعينها، وغير بعيد من خفّةٍ ضعيفة الشعور بالمسؤوليّة، إن لم نقل إنّها طفليّة، تتوهّم التغلّب على المشكلات الفعليّة بالتنفيس اللفظيّ غضباً على مُفردة وتشدّقاً بمفردة بديل. وفي الأحوال جميعاً، يبدو السلوك هذا تغليباً لطاقة الكلام السحريّة على طاقته الدلاليّة، وخطوة نحو استخدام الجنّ والعفاريت أسماءً نعيّن بها العالم.

وهذا ليس خبراً طيّباً، إذ يُستحسن في من يقاتل أن يعرف أنّ من يقاتله، ومن يتكبّد في قتاله تلك الأكلاف الباهظة، يحمل اسماً، وأنّه حين يسمّيه باسمه يقاتله على نحو أفضل، ولا ينشغل عن ذلك بحرب التسميات، أو بطرد الشياطين التي يَفترض أنّها تسكنها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 عن «الاسم» والكفاءة في مواجهة إسرائيل  عن «الاسم» والكفاءة في مواجهة إسرائيل



GMT 18:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 18:01 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 17:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 17:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 17:52 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 17:49 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

GMT 19:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«عشاء» غيَّر العالم!

GMT 18:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib