عن الحرب الثقافيّة في لبنان
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

... عن الحرب الثقافيّة في لبنان

المغرب اليوم -

 عن الحرب الثقافيّة في لبنان

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

 

تنشب اليوم في لبنان حرب ثقافيّة لم يشهد البلد منذ أواسط السبعينات مثلها ومثل حدّتها. أعداد من الشبّان والشابّات تأثّروا بتيّارات الحرّيّة في العالم، أو عاشوا في الغرب، أو أحسّوا بأنّ أحداً لا يملك الحقّ في أن يملي عليهم كيف يفكّرون وكيف يحبّون وماذا يشاهدون...، هؤلاء شرعوا يرفعون أصواتهم اعتراضاً. في 2019 جرى خنق تلك الأصوات إلاّ أنّ المآسي التي تلاحقت بعثتها من جديد.       

المسائل التي تتحوّل راهناً إلى محاور اشتباك تمتدّ من الأفلام السينمائيّة إلى السلوك الجنسيّ، ومن جورج سوروس إلى ثقافة الترفيه... وإذا كانت المدافع لا تسكت في التلفزيون، بدواعي الخلافات السياسيّة، فإنّ الخلافات الثقافيّة باتت تزوّد تلك المدافع بمزيد من القذائف.

مع هذا لا بدّ من توضيح: فالحرب الثقافيّة هذه لا يخوضها أطراف طائفيّون أو حزبيّون ثابتون ودائمون في مواقعهم. ذاك أنّ الكلام المتزمّت الذي نسمعه من هذا المرجع الطائفيّ أو السياسيّ قد نسمعه هو نفسه من مرجع طائفيّ أو سياسيّ آخر، والمرجعان قد يكونان على خصومة أو تباين في أمور أساسيّة عدّة.

وبالمعنى هذا فإنّ الحرب الثقافيّة لا تطابق الحرب الطائفيّة – السياسيّة، بل ربّما جاز القول إنّها لحظة هدنة من هُدَنها، أو لحظة انقطاع فيها، سيّما وأنّ الأطراف الأشدّ تزمّتاً في الطوائف كلّها تسند ظهرها دوماً إلى ما تظنّه مشتركات بين الأديان والقيم. وهذا بالضبط ما فعله مؤخّراً وزير الثقافة اللبنانيّ الذي اختار، في الحملة الراهنة على الثقافة، أن يجمع في شخصه الأنبياء وينطق بألسنتهم جميعاً.

بيد أنّ الاستدراك لا يلغي المسؤوليّة الخاصّة والمميّزة ومتعدّدة الأسباب لـ «حزب الله». فالأخير رسم الملعب الذي يستقبل هذه اللعبة. وفضلاً عن كون ذاك الحزب حالةً من التطابق الكامل بين رجل الطائفة ورجل السياسة، فإنّه الطرف الذي يضع أجندة الحياة اللبنانيّة العامّة، جاعلاً الآخرين أقرب إلى ردّ فعل على فعله. وهو استكمل رسم عالمه الثقافيّ، فضلاً عن عوالمه السياسيّة والحربيّة. فالحزب نموذج لمجتمع مُوازٍ، منتفخ بخصوصيّاته الطقسيّة والمذهبيّة، ما يضعه في حرب ثقافيّة كامنة ودائمة. يكفي نصف ساعة من مشاهدة قناته التلفزيونيّة، «المنار»، كي نتحقّق من أنّه يطرد كلّ مختلف في الثقافة وينبذه. حتّى اليساريّون و»مناهضو الإمبرياليّة» الذين يريدون محاباته في المقاومة نراه يرفسهم في القيم. وهو، كمثل كلّ بنية عقائديّة متماسكة ومغلقة، لديه إجاباته القاطعة، التي غالباً ما يعلنها أمينه العامّ، في سائر شؤون الحياة الزمنيّة، فضلاً عن الدينيّة.

وأغلب الظنّ أنّ المزاج الرسميّ الإيرانيّ بات أشدّ تزكية لذاك التجهّم الاستثنائيّ بعد مقتل مهسا أميني، وبعد تحوّل المرأة والحجاب والعنف الجنسيّ على النساء مواضيع أساسيّة في إيران، وهذا فضلاً عن تعاظم القمع الذي تطال شفرته المثقّفين والسينمائيّين. و»من علّمني حرفاً صرت له عبداً».

والحزب، إلى ذلك، ينعش أجواء التوتّر الثقافيّ بما يشيعه. وهو يشيع مناخين يشكّلان خلفيّة بعيدة أو قريبة لما يجري: واحداً زجريّاً عنوانه مكافحة التطبيع، والاجتهادُ في هذا الأمر لا يعرف حدوداً ولا ضوابط، والثاني عنوانه مناهضة الغرب وقيمه والربط الوثيق بين ثقافته وسياساته التي يرفضها الحزب ومشايعوه. وهذان مناخان مشبعان بسمٍّ كثير.

ولسبب آخر تتفوّق مسؤوليّة الحزب على مسؤوليّة الرجعيّين الآخرين: ذاك أنّ أجواء التوتّر والخوف والتعبئة التي يحرّكها وجود السلاح لا توفّر للأفكار المتنوّرة والمجدِّدة أزمنتها نموذجيّة. إنّها تدفع كل واحدة من الطوائف والجماعات إلى استفراغ أسوأ ما فيها وأكثره تخلّفاً، فما يتعاظم، في ظلّ مخاوف الطوائف، وزن رجال الطوائف في تحديد الصواب والخطأ، والجائز وغير الجائز.

لكنّ الحرب على الثقافة وعلى الحرّيّات في بلد كلبنان قد تكون أفدح كلفةً منها في أيّ بلد آخر. فلبنان من دون الجامعة ودار النشر والصحافة والسينما والمسرح والتلفزيون...، بلد مهيض الجناح، لا في اقتصاده فحسب، بل أيضاً في معناه نفسه.

ومناهضة الثقافة، والحال هذه، ليست أقلّ من كارثة تضاف إلى الكوارث التي عانيناها ونعانيها في الاقتصاد والسياسة والقضاء والتعليم وما كان متوفراً من عيش مشترك. لهذا سيكون مستغرباً أن تُستثنى الثقافة من هجمة همجيّة تقوّض كلّ شيء آخر يقع في طريقها.

وإنّما بفعل إدراكها هذه الحقيقة، وحساسيّتها حيالها، نبذت العهود السياسيّة لما قبل 1975 فكرة الإيديولوجيا الرسميّة المفروضة من أعلى. وقبل أن نُصاب بتمجيد المقاومة وبـ «عروبة لبنان» البعثيّة وبسواهما، لم توجد أيقونات مُحرّمة، ولا سُمح للنظام السياسيّ بأن يعكس نفسه ثقافيّاً. والحال أنّ من كانوا يُسمّون رموز «الثقافة الانعزاليّة» أُخضعوا، في العهود «الانعزاليّة»، لنقدٍ كاد معظمه أن يكون هجاء أو تشهيراً. يصحّ هذا في ميشال شيحا وكمال الحاج وشارل مالك والأخوين رحباني وسواهم.

أمّا اليوم فالمحرّم يوالي هجومه، والحرّيّات تمضي في صمودها النبيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 عن الحرب الثقافيّة في لبنان  عن الحرب الثقافيّة في لبنان



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 15:20 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد العلمي يُفجِّر فضيحة مدوية تطال وزراء سابقين

GMT 23:56 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء "ناسا" يؤكدون وجود نوع من الحياة على كوكب المريخ

GMT 14:50 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سرير من خشب الجوز المتوهج يحكي تاريخ النحت

GMT 14:42 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع مع استمرار الضغوط التضخمية في أميركا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib