ظاهرة بريغوجين وقوّة الزعيم
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

ظاهرة بريغوجين وقوّة الزعيم

المغرب اليوم -

ظاهرة بريغوجين وقوّة الزعيم

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

ما إن أُعلن عن تمرّد يفغني بريغوجين حتّى ضرب التذكّر والتذكير أفراداً بعضُهم كتّاب وبعضهم غير كتّاب، ومنهم من عبّر من خلال التواصل الاجتماعيّ ومنهم مَن فعل في الصحف. هؤلاء وجدوا في ذاكرتهم أسماء عرب كثيرين يشبهون بريغوجين. لسان حالهم كان يقول: لدينا كثيرون من هذا الصنف ومن هذا النزاع داخل النظام نفسه.

لقد كان سهلاً تذكّر حميدتي في السودان لأنّ نزاعه مع عبد الفتّاح البرهان طازج، وبمعنى ما متزامن مع نزاع بوتين وبريغوجين. والسودان عرف قبلاً محاولة هاشم العطا الانقلابيّة في 1971 على شريكه في مجلس الثورة جعفر نميري، ثمّ إعدامه وتصفية الحزب الشيوعيّ معه. وفي 1985 انقضّ قائد الجيش عبد الرحمن سوار الذهب على نميري وأطاحه وتفرّد بكونه العسكريّ الذي أعاد الحكم إلى المدنيّين. وقد يجوز أن ندرج في الخانة ذاتها إطاحة جمال عبد الناصر لمحمّد نجيب في 1954، وإطاحة هواري بومدين لأحمد بن بلّه في 1965، وما وُصف بمؤامرة الضابطين آدم حوّاز وموسى أحمد، وزيري الداخليّة والدفاع الليبيّين، أواخر 1969، على رفيقهما معمّر القذّافي. والقائمة تطول ويتوزّع رموزها ما بين متآمرين ناجحين على إخوتهم ومتآمرين فاشلين.

في مصر يمكن أيضاً التذكير بعبد الحكيم عامر، قائد جيش جمال عبد الناصر وصديقه الأقرب. لقد قيل أنّ عامر تآمر على ناصر فكانت هزيمة 67 المؤكّدة وكان انتحار عامر المشكوك فيه. وفي العراق، يمكن الرجوع إلى ما بعد انقلاب الشريكين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، حيث أطاح أوّلهما الثاني بعدما اتّهمه بالعمل على إطاحته. والعراق سخيّ بالأسماء التي لا بدّ من الاكتفاء بأهمّها: في 1965 حاول عارف عبد الرزّاق، ناصريّ الحدّ الأقصى، إطاحة عبد السلام عارف، ناصريّ الحدّ الأدنى، وفي 1973 اتُّهم مدير الأمن العامّ ناظم كزار بمؤامرة انقلابيّة فشلت وأعدم بعدها، ثمّ في مطلع 1996 قيل أنّ العشيرة نفّذت حكم الموت بصهري صدّام حسين، حسين كامل المجيد وشقيقه صدّام اللذين فرّا إلى الأردن واتُّهما بالتآمر. قبلذاك، في 1989، ظهر من يشكّك بقصّة تحطّم الطائرة بعدنان خير الله، وزير الدفاع وابن خال صدّام. والقائمة أطول في سوريّا، ولربّما جاز اعتبار المؤسّس سامي الحنّاوي الذي انقلب في 1949 على صديقه حسني الزعيم، لينقلب عليه، في 1950، صديقه أديب الشيشكلي. وفي 1961 قاد الانقلاب على «الجمهوريّة العربيّة المتّحدة» عبد الكريم النحلاوي، أحد أقرب الضبّاط السوريّين إلى عبد الحكيم عامر. لكنْ مع البعث تحوّلت الهواية إلى احتراف. فمن داخل «النظام الوحدويّ» حاول الضابط الناصريّ جاسم علوان إطاحة الضبّاط البعثيّين صيف 1963 ولم يوفّق. وفي 1966 انقلب البعثيّان صلاح جديد وحافظ الأسد على البعثيّ أمين الحافظ، وبعد أربع سنوات انقلب الأسد على جديد. لكنْ في هذه الغضون، حاول البعثيّ سليم حاطوم اعتقال جديد ورفيقاً آخر هو رئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي، وإذ فشلت محاولته فرّ إلى الأردن ليعود إلى سوريّا مع حرب 1967 واصفاً الهدف من عودته بالمشاركة في قتال إسرائيل. لكنّ رفاقه أعدموه بحجّة أنّه عاد حاملاً مشروعاً انقلابيّاً. وفي سياق الصراع بين الأسد وجديد، قيل أنّ عبد الكريم الجندي، أحد أركان جديد، قد انتحر، هو الذي كان يتولى «مكتب الأمن القوميّ».

ولم يكن بيت الأسد أشدّ وئاماً وعائليّة من بيت صدّام، إذ نُسبت إلى رفعت، شقيق حافظ، محاولة انقلابيّة في 1984 أدّت إلى نفيه مُكرّماً وثريّاً إلى الخارج. ثمّ حامت شكوك كثيرة في 2012 حول الميتة الغامضة للصهر آصف شوكت...

وهذه ليست خصوصيّة عربيّة كما قد يتراءى: ففي 1973 انقلب جنرالات اليونان بقيادة ديميتريوس إيونّيديس على حكم الكولونيلات الذين انقلبوا وحكموا منذ 1967 بقيادة جورج بابادوبولوس. ومن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، قُتل في 1971 لين بياو، «رفيق ماو في السلاح» ووزير دفاعه، بانفجار طائرة كانت تقلّه إلى منغوليا بعد محاولة انقلابيّة نُسبت إليه.

وأبرز القواسم المشتركة في هذا السجلّ الرهيب دور العسكريّين ورجال الأمن بوصفهم أبطال الشرّ، والسرّيّة واستحالة المعرفة الدقيقة، وما إذا كان المتّهَم قد نفّذ فعلاً ما اتُّهم به، وإبقاء المواطنين في العتم: فهم لا يشاركون في هذا المسرح، لكنّهم، فوق ذلك، لا يعرفون شيئاً عن المسرحيّة. وهذا جميعاً من نتائج تكوين سياسيّ تكون فيه الدولة دولة فرد أو حزب أو عائلة، لا كياناً مجرّداً ودستوريّاً يعلو على الفرد والحزب والعائلة. لهذا فمن يقف على رأس دولة كهذه ويوصف بالقوّة، كما وُصف طويلاً بوتين، لا يمكن إلاّ أن يكون ضعيفاً أُجّل إعلان ضعفه وانكشافه.

يصحّ في هذا ما يصحّ في الجبل الذي نظنّه جبلاً واحداً حين ننظر إلى قمّته، لكنّنا متى نظرنا إلى السفح وصعدنا بأبصارنا، تكشّف لنا عن هضاب كثيرة وألوان متعدّدة وأشكال متباينة من الصخر والينابيع وربّما من الشجر.

إنّ النظر من سفح الجبل يُرينا حقيقة القوّة على نحو أفضل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة بريغوجين وقوّة الزعيم ظاهرة بريغوجين وقوّة الزعيم



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 15:20 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد العلمي يُفجِّر فضيحة مدوية تطال وزراء سابقين

GMT 23:56 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء "ناسا" يؤكدون وجود نوع من الحياة على كوكب المريخ

GMT 14:50 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سرير من خشب الجوز المتوهج يحكي تاريخ النحت

GMT 14:42 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع مع استمرار الضغوط التضخمية في أميركا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib