«الخوف» كعنصر مشترك ومسكوت عنه في منطقتنا
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

«الخوف» كعنصر مشترك ومسكوت عنه في منطقتنا

المغرب اليوم -

«الخوف» كعنصر مشترك ومسكوت عنه في منطقتنا

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

تكمن خلفيّة الواقع المأساويّ في غزّة في عقود من الاحتلال والقهر والصراع على الأرض والمظلوميّة، ولكنْ أيضاً في عناصر أخرى تأدّت عن الاحتلال ومقاومته بقدر ما كيَّفَتْهما. والخوف، بين تلك العناصر، أحد مفاتيح الوضع البائس وتفاقُمه، ليس فقط في مسرحه الغزّاويّ الأكبر، بل أيضاً في بلدان ومناطق عدّة من الشرق الأوسط. يقال هذا علماً بأنّ مُفردة الخوف نادراً ما استُخدمت لفهم ما يجري، فلم تحظَ بالأهميّة التحليليّة التي حظيت بها مفردات الصراع الأخرى.

والحال أنّ تجاهل الخوف، والتجاهلُ مشترك بين المتحاربين، تسنده ثقافات ذكوريّة، قوميّة ودينيّة، لدى الأطراف جميعاً. فالخائف لا يُظهر خوفه، وحتّى حين يقدّم نفسه كضحيّة أوحد، يكون عليه أن يدمج هذه الصورة بصورة القوّة. فإذا صحّ مثلاً أنّ الفلسطينيّين يخافون الآلة العسكريّة الإسرائيليّة التي مارست وتمارس قتلهم، إلاّ أنّهم يؤكّدون قوّتهم بإصرارهم على الصمود وبدعم يأتيهم من العرب والمسلمين والحلفاء. أمّا امتلاكهم الحقّ ونضالهم لأجله فكفيلان بأن يضمنا النصر لهم. وإذا صحّ أنّ الإسرائيليّين المحمّلين بذاكرة الهولوكوست والبوغرومات يخافون محيطاً يعتبرونه مُعادياً، إلاّ أنهم متأكّدون من أن النصر حليفهم بفعل جيشهم القويّ وتحالفاتهم الدوليّة وزعمهم امتلاك الحقّ.

ومن يعش في الشرق الأوسط يدرك معنى الخوف الذي تتبادله جماعاته، وكيف أنّ لكلٍّ منها تاريخاً يكاد يكون ملحميّاً ترصّعه المعارك وأعمال الطرد والتهجير. لكنّ الفكر السياسيّ، في المقابل، يُظهر حجم التحايُل على الخوف واستبداله لفظيّاً بمزاعم القوّة.

ومن حقّ الفلسطينيّين كما الإسرائيليّين أن يخافوا. فالفلسطينيّون الذين خسروا منذ 1948 إمكانيّة أن تكون لهم دولة في محيط كانت جميع دوله تنشأ أو تستقلّ، يخافون فعلاً أعمال جيش شرس ومتقدّم تقنيّاً سبق أن أنزل هزائم عدّة بجيوش عربيّة كان يُعتقد أنّها قويّة، وهذا قبل أن يصبح المستوطنون قوّة مسلّحة إضافيّة تتسبّب بإخافتهم وبقضم أرضهم. وحين نتذكّر سهولة لجوء الإسرائيليّين المهجوسين بالأمن إلى العنف ردّاً على أدنى تحدٍ فلسطينيّ، وسهولة انقلاب ردّهم إلى عقاب جماعيّ، ندرك جوانب من هذا الخوف. وبدوره يعجّ التاريخ الفلسطينيّ الحديث بأسباب الخوف، وفي عدادها الطرد واللجوء وظروف الحياة والعمل الصعبة، خصوصاً لمن انتهى الأمر بهم إلى العيش في مخيّمات، ومن ثمّ الاضطرار الى الإقامة في البلدان المجاورة لفلسطين وسط جماعات قد تكون مُصابة هي الأخرى بالمخاوف الديموغرافيّة.

أما الإسرائيليّون المسكونون بتجاربهم الأوروبيّة المؤلمة، والذين تؤرّقهم هواجس تِكرارها، فيجدون أنفسهم أقلّيّة مختلفة وغير محبوبة في منطقتها. وعلناً أو ضمناً يتصرّف معظمهم وفق منطق يقول إن السلام والتطبيع ليسا ضمانة كافية ضدّ الكراهية والرفض. فالصلح مع مصر الذي يعود إلى 1978 لم يؤسّس سوى «سلام بارد»، والشيء نفسه يقال عن صلح آخر مع الأردن، انقضى عليه ثلاثون عاماً.

وما من شيء يضاعف الخوف كتزايُد التمسّك بالهويّات وما ترتّبه من نبش في المواضي. ونعلم أن العقود الأخيرة جعلت المسلم أكثر إسلاماً واليهوديّ أكثر يهوديّة، فغدا بناء الجسور أصعب من أي وقت، وهذا لا تذلّله المصالحات الديبلوماسيّة الفوقيّة بين الحكومات.

وفي المشرق لا يوجد نموذج واحد يقي الخائف خوفه، خصوصاً وقد انهار النموذج اللبنانيّ الذي غالباً ما وُصف بأنّه حاضنة لتعايش إسلاميّ مسيحيّ. ومؤخّراً شهدنا ثورات شعبيّة تفسّخ بعضها إلى حروب طائفيّة وإثنيّة، وموجات لجوء مليونيّ، كما نشأت «داعش» وكانت محنة الإيزيديّين وسواهم ممّن خضعوا لحكمها. وبينما تبقى مشكلة الظلم الكرديّ المديد والعابر للحدود بلا حلّ، وتمضي تركيّا في امتناعها عن الاعتذار للأرمن، تقوى الدعوات إلى الفيدرالية، أو التقسيم، وتشتدّ بين مسيحيّي لبنان.

ويصعب القفز هنا فوق الدور الكبير لثورة إيران التي وفّرت العبور الأمتن إلى زمن الهويّات المغلقة. وهذا فيما الاسمان الأكثر ارتباطاً بالسلام، أنور السادات واسحق رابين، انتهى أمرهما مقتولين على يدي متطرّفين من بلديهما. أمّا ياسر عرفات الذي وجّه له الإسرائيليّون أكثر من إهانة مباشرة، فبعد وفاته استولت «حماس» على غزّة وطردت منها السلطة التي أنشأها.

والخوف ما يفسّر الهوس الأمنيّ الإسرائيليّ والرفض القاطع لعودة الفلسطينيّين وقيام دولة واحدة، خصوصاً أنّ ما من مسافة جغرافيّة تفصلهم عن الفلسطينيّين كالتي تفصل الجزائريّين عن فرنسا والأنغوليّين عن البرتغال. والإسرائيليّون، في النهاية، لا يُبدون أيّ استعداد لركوب مغامرة السلام، والسلامُ يبقى مغامرة بمعنى ما.

كذلك لا يُطمئن الفلسطينيّين أنّ المتعاطفين الإسرائيليين مع حقّهم أضعف من أن يؤثّروا في مزاج دولتهم وسياستها. فبعدما كان «معسكر السلام» ناشطاً وقويّاً، ومعه مبدأ الانسحاب من الأراضي المحتلّة، تفكّك هذا المعسكر وضمر. وجاء الانسحابان من لبنان وغزّة في 2000 و2005 ليقدّما حججاً للقائلين بأنّ الانسحاب لا يأتي بالسلام، وهذا قبل استيلاء «حماس»، التي لا تعترف أصلاً بإسرائيل وبأوسلو، على غزّة.

والخائف لا يُطمئن خائفاً آخر بل يُخيفه، متوهّماً أنّه بهذا يطرد خوفه. وهذا ما ضاعفته مئات المرّات «طوفان الأقصى» والعقاب الجماعيّ الإسرائيليّ.

وأغلب الظنّ أنّ الخوف ومحاولة طرده عبر إخافة الآخر سيتحوّل إلى نهج في منطقتنا، ما لم يحضر طرف ثالث يكون قويّاً وقادراً على فرض تسوية ممكنة تطمئن وحدها طرفين خائفين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الخوف» كعنصر مشترك ومسكوت عنه في منطقتنا «الخوف» كعنصر مشترك ومسكوت عنه في منطقتنا



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 15:20 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد العلمي يُفجِّر فضيحة مدوية تطال وزراء سابقين

GMT 23:56 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء "ناسا" يؤكدون وجود نوع من الحياة على كوكب المريخ

GMT 14:50 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سرير من خشب الجوز المتوهج يحكي تاريخ النحت

GMT 14:42 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع مع استمرار الضغوط التضخمية في أميركا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib