الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها

المغرب اليوم -

الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها

حازم صاغية
حازم صاغية

إذ يتداول اللبنانيّون مذعورين في احتمال الحرب الأهليّة، زوّدنا الشيخ نعيم قاسم بتعريفه لتلك الحرب أو ما يعادلها: إنّ القاضي طارق بيطار «جاءنا بالمشاكل والمصائب، ويجب أن يرحل كي يستقرّ الوضع». هذه العبارة التي ردّدها نائب الأمين العامّ لـ «حزب الله» بدت للكثيرين ثمرة غباء مُعتّق. لكنّ هذا ليس صحيحاً. إنّها، بالدرجة الأولى، ثمرة خبث وظيفيّ هدفه تسخيف معنى الحرب الأهليّة و«المشاكل» و«المصائب» تالياً، وتقديم معانٍ لها ولمغادرتها مرتجلة وخفيفة تموّه المعنى الفعليّ.

وكانت قد مرّت عبارة سريعة في الخطاب المتلفز الأخير للأمين العامّ حسن نصر الله تقول: نحن لا علاقة لنا بالحرب الأهليّة. وغالباً ما ردّد قادة الحزب والناطقون بلسانه هذه العبارة أو ما يشبهها.

والحال أنّ هدف هذا التوكيد، الذي يقال كأنّه بديهيّ، سهلٌ فهمه: نحن فوق الحرب الأهليّة وبعدها، فوقها بمعنى التسامي الأخلاقيّ، وبعدها بمعنى أنّ المقاومة انتقال من زمن إلى زمن، على طريقة الفجر الذي يلي العتم ويطويه.

وراء هذا الهدف هدف آخر: نحن لسنا موضوعاً ينقسم حوله اللبنانيّون على ما يحصل فيالحروب الأهليّة. نحن موضوع يتّفقون عليه. لقد كنّا وكنتم قبل «حزب الله» نغوص في بشاعة الاحتراب الذي يقسّم ويفتّت، وصرنا معه نحلّق في سماء المقاومة الجامعة الشاملة.

هذا كلّه ليس صحيحاً. الصحيح فيه، إذا ما اعتبرنا أنّ الحرب الأهليّة تقف عند حرب السنتين (1975-6)، أنّ الحزب كحزب لم يكن موجوداً حينذاك. لكنْ حتّى هنا تبقى تلك الصحّة نسبيّة جدّاً لأنّ أبرز مَن صاروا قياديّين في الحزب كانوا أفراداً ضالعين في الحرب الأهليّة من خلال الانتساب إلى تنظيماتها: حسن نصر الله نفسه كان في «حركة أمل»، وكانت له مساهماته النشطة في الأعمال التي شهدتها قريته البازوريّة، في قضاء صور الجنوبيّ. عماد مغنيّة كان في «حركة فتح»، وهناك روايات عن أنّ القياديّ الفلسطينيّ أبا حسن سلامة أهداه إلى ياسر عرفات كحارس لازمَه حتّى أيّامه الأخيرة في بيروت عام 1982.

في المقابل، لا يمكن القول إنّ محازبي الحزب أحدثوا بانشقاقهم عن أحزابهم، وبانتسابهم إلى حزبهم الجديد، قطيعة مع عقل الحرب الأهليّة. تجربة حسين الموسوي تقول العكس تماماً. المذكور انشقّ عن «حركة أمل»، وكان نائباً لرئيسها، وأسّس «أمل الإسلاميّة»، وذلك بالضبط حين قرّر رئيسها نبيه برّي أن يعتدل قليلاً وأن يتوصّل مع باقي الأفرقاء اللبنانيّين إلى تسوية وطنيّة. الموسوي ما لبث أن أخذ أمله الإسلاميّة ودمجها في «حزب الله» الناشئ للتوّ.

هذا يعني أنّ «حزب الله» لم يقطع مع الحرب الأهليّة بل استنجد عليها بالقوى الإقليميّة. إنّه بالتالي اعتمد موقفاً أكثر جذريّة في انتسابه إلى النزاع الأهليّ وفي إحكام ربطه بالبعد الإقليميّ. هو إذاً أضاف إلى أسبابها أسباباً أخرى أشدّ قابليّة للاشتعال وأقلّ قابليّة للإطفاء.

أمّا إذا اعتبرنا أنّ الحرب الأهليّة تعني حقبة 1975 - 1990، فعند ذاك يصير خطأ تلك الرواية خطأ مطلقاً. لقد كان الحزب ضالعاً في بعض أشرس معارك تلك الحرب، أكان مع الشيوعيّين أو مع «أمل». العنف الذي شهده إقليم التفّاح بين «الإخوة» في الحزب و«الإخوة» في الحركة توّج الحرب واستدعى الوساطتين السوريّة والإيرانيّة لوقفها. حصل ذلك بعد مواجهات شرسة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة.
بيد أنّنا إذا أضفنا الضحايا العرب والأجانب إلى اللبنانيّين، بتنا على بيّنة من مدى الاستثمار في غياب الدولة، أي مدى الاستفادة من ظروف الحرب الأهليّة لأداء دور إقليميّ.
أبعد من هذا كلّه أنّ شروط الحرب الأهليّة هي نفسها شروط استمرار الحزب وسلاحه، وبكفاءة أرفع كثيراً من كفاءة منظّمة التحرير الفلسطينيّة. وحين يقول الشيخ قاسم عبارته لا يكون يفعل غير حفر متاهة أخرى من متاهات الحزب في تعريفه الحرب الأهليّة: إنّ القاضي بيطار سبب «المشاكل والمصائب»، فيما «رحيله» يلغيها.
إنّ الحرب ليست نقيض السلام إلاّ في الظاهر. إنّها، في العمق، نقيض العدالة، سيّما وأنّ السلام قد يكون مفروضاً بالقوّة. اللبنانيّون عاشوا سنوات في ظلّ سلام شكليّ، وفي ظلّ سلام بارد، فيما كانت أسباب الحرب الأهليّة تتراكم في الخفاء.

«حزب الله»، في هذا المعنى، هو نظام حرب أهليّة لأنّه تعريفاً يمتلك القوّة التي يُحرم منها سواه، ولأنّه هو، لا الدولة، يغدو الطرف الذي يضمن ويطمئن، أو يسحب الضمانة والطمأنة حين يجد في ذلك ما يخدم مصلحته. حجب هذا الواقع الكبير هو ما يدفع إلى تصوير القاضي بيطار، أو أيّ شخص آخر، أو أيّ حادثة أخرى، سبباً للحرب الأهليّة.
هكذا يبقى السؤال الشائع «هل تقع الحرب؟» سؤالاً ناقصاً ما لم يُربط بحقيقة أنّ الحرب واقعة دوماً في ظلّ السلاح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib