تفجير المرفأ هو اتّفاق القاهرة 2
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

تفجير المرفأ هو اتّفاق القاهرة 2

المغرب اليوم -

تفجير المرفأ هو اتّفاق القاهرة 2

حازم صاغية
حازم صاغية

لوهلة، قد تبدو المقارنة غريبة أو مفتعلة، إذ لا توجد أيّة علاقة، لا في المضمون ولا في السياق، بين اتّفاق القاهرة الموقّع عام 1969 وتفجير مرفأ بيروت الذي مرّت ذكراه السنويّة الأولى قبل أيّام قليلة.اتّفاق القاهرة الذي وقّعته السلطة اللبنانيّة ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة ورعاه جمال عبد الناصر بكامل جلاله، اكتسب للأسباب هذه مُحتَرميّةً لا يمكن أن يحظى بمثلها تفجير المرفأ. النذالة والحقارة، فضلاً عن الجرميّة الساطعة، هي وحدها ما توصف به، وبحقّ، فعلة 4 آب 2020. هنا، ما من رسميّين، كائنين مَن كانوا، وقّعوا اتّفاقاً معلناً يقضي بجواز تخزين نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت. ما من دولة إقليميّة رعت اتّفاقاً كهذا.

مع هذا، فالمشترك الأوّل بينهما هو تخلّي الدولة اللبنانيّة عن جزء أساسيّ من سيادتها لطرف أهليّ مسلّح هي أضعف منه. في 1969، ضمنت الدولة لمنظّمة التحرير أن تكفّ يدها عن شطر من لبنان أرضاً وسكّاناً. اليوم، هناك إقرار صريح من الدولة بأنّ شطراً كبيراً من البلد ومن القرار السياسيّ ليس في عهدتها.

المشترك الثاني هو في النتيجة: اتّفاق القاهرة أنتج وضعاً فجّر الحرب، بدايةً في 1973 ثمّ على نطاق أكبر في 1975، ومن ثمّ كان الاجتياحان الإسرائيليّان في 1978 و1982. التخلّي الحاليّ كانت نتيجته جريمة المرفأ التي تزامنت ذكراها الأولى مع غارات جويّة إسرائيليّة تحدث لأوّل مرة منذ 2006. الإسرائيليّون أرفقوا عدوانهم الأخير بتحميل الدولة اللبنانيّة مسؤوليّة ما يجري داخل أراضيها. تحدّثوا عن استهدافهم منطقة أنفاق وقواعد صواريخ ومركز قيادة ميدانيّة لـ«حزب الله». بين هذه ونيترات الأمونيوم قرابة لزاميّة.

هذا التعيين لا يبرّئ الدولة. إنّه، على العكس تماماً، يعزّز اتّهامها. إنّها دولة مُتخلّية، ومَن يكون مُتخلّياً يدفعه تخلّيه إلى الفساد والإهمال، حتّى لو لم يكن بالأصل كذلك، فكيف حين يكون بالأصل كذلك

ذاك أنّ الحكمة التي تعمل الدولة بموجبها في حالتي التخلّي، السابقة والحالية، هي التالية: هذا أمر لا يخصّنا. إنّه يخصّهم وحدهم. في 1969، لم يعد يخصّ الدولةَ جزءٌ أساسيّ من الأرض والسكّان. الآن، لا يخصّ الدولةَ المراكزُ والمواقع والمعابر التي يرى «حزب الله» أنّها «استراتيجيّة»، أكان للانتقال إلى سوريّا والدفاع عن نظامها «ضدّ عدوّ تكفيريّ يدعمه أعداء الخارج» أم «لمحاربة العدوّ الصهيونيّ». هذه حجج لن يصمد في وجهها، ولن يفكّر في مقاومتها، رئيس أو وزير أو موظّف، عسكريّاً كان أم مدنيّاً. مشاطرة السيادة هو، هنا، أصل الفساد والإهمال.
جرعة إضافيّة من السينيكيّة قد تخدم أيضاً في هذه الوجهة. شكل السينيكيّة في 1969 كان: فلنترك رقعة من الأرض يتقاتل فيها الفلسطينيّون والإسرائيليّون. من يسقط منهم، ومن الجنوبيّين اللبنانيّين، بعيدون عنّا في بيروت وجبل لبنان.

شكل السينيكيّة الراهن وصفَه الزميل عمر قدّور على حسابه الفيسبوكيّ بأدقّ ما يمكن: «كلّ واحد من المسؤولين اللبنانيّين عن انفجار النيترات ارتكب جريمتين: القتل غير المتعمّد للبنانيّين الذين قُتلوا في الانفجار، والقتل المتعمّد للسوريّين الذين قُتلوا بالكميّات المسحوبة الذاهبة إلى بشّار الأسد. كان يعرف؟، نعم كان يعرف، وكان يظنّ أنّ الأمر لن يتعدّى قتل السوريّين».
سينيكيّة السلطة ليست كلّ شيء، وهذا ما يجعل المشكلة أعقد كثيراً. ذاك أنّ اتّفاق القاهرة بالأمس والامتياز السلاحيّ لـ «حزب الله» اليوم مطلبان يتمتّعان بشعبيّة لا يمكن الاستهانة بها. هنا يكمن سبب التأتأة لدى تناول الفساد والإهمال بوصفهما من نتائج سياسة التخلّي والتسليم. الإشارات الكثيرة إلى علاقة نيترات الأمونيوم بحرب بشّار الأسد، ومعه «حزب الله»، على الشعب السوريّ، لا تقول إلاّ ذلك. حجم الضربة الإباديّة أكبر كثيراً من فساد وإهمال عاديّين مثلهما مثل أيّ فساد أو إهمال.

عدم القدرة على قول هذا والعمل بموجبه يجعل كلّ تقدّم إلى الأمام احتمالَ تقهقر إلى الوراء. يجعل المحاولة الشجاعة للقاضي بيطار أكثر شجاعةً، إنّما أقلّ حظّاً. يجعل الغرق في التفاهات أفقاً رحباً. يجعل تجاوز 8 و14 آذار، الذي فرحنا به في 17 تشرين، يرتدّ نكوصاً إلى «حركة وطنيّة» و«جبهة لبنانيّة»، على ما أوحت الاشتباكات الأخيرة بين «القوّات اللبنانيّة» والشيوعيّين. إنّه، كما يقول التعبير الشعبيّ، «تخبيص خارج الصحن». مع هذا، ليس سهلاً مدّ اليد إلى الصحن الذي يقدّسه كثيرون. كلّ يد تمتدّ تُقطَع.

هذا بالطبع ليس تبرئة للفساد والإهمال، لكنّه إعادة إدراج لهما في سياق أعرض هو النزاع الإقليميّ وانخراط لبنان فيه، وتالياً الوفاء بـ«التزاماته الحربيّة». هذا التعيين، فضلاً عن جعله المشكلة أصعب، يمنع الحقيقة، أكان في جريمة 14 شباط 2005 أو في جريمة المرفأ. المصيدة هي بالضبط أنّ الحقيقة تساوي حرباً أهليّة. هذا ما حصل بعد اتّفاق القاهرة، والعياذ بالله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفجير المرفأ هو اتّفاق القاهرة 2 تفجير المرفأ هو اتّفاق القاهرة 2



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib