المشرق العربيّ الانهيار وقد اكتمل
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

المشرق العربيّ: الانهيار وقد اكتمل!

المغرب اليوم -

المشرق العربيّ الانهيار وقد اكتمل

بقلم - حازم صاغية

بعض العرب الذين قرأوا كتاب جون بولتون الأخير لاحظوا، أوّل ما لاحظوا، انعدام أهميّة سوريّا عند صانع القرار الأميركيّ. وهذا، في وقت واحد، نتيجة لما تعيشه سوريّا وسبب من أسبابه: فالبلد تعيث به احتلالات روسيّة وإيرانيّة وتركيّة وأميركيّة ويتحوّل فضاؤه ملعباً للطيران الإسرائيليّ. الموت يتمادى فيه مصحوباً بالنزوح الداخلي واللجوء الخارجي الكثيفين. العقوبات الاقتصاديّة تنهال عليه ومعها يتضاعف الفقر وهو كثير أصلاً. نظامها القاتل يغرق، ويُمعن في إغراق البلد، في مسلسلات فساد متواصلة يؤدّي رئيسه وزوجته وابن خاله أدوار البطولة فيها...
في النهاية، الشكّ بأنّ سوريّا ستبقى سوريّا صار أكبر من اليقين. البلد مرشّح لأن يغدو صفحة من الماضي.
لبنان ليس أفضل حالاً بكثير. في الحدّ الأدنى، زوال صيغته وصورته القديمتين يكاد يكتمل فصولاً. ثمّة من يحذّر من مجاعة تعيد إلى الذاكرة مجاعة 1915 إبّان الحرب العالميّة الأولى. الانهيار والتداعي السياسيان يواكبان انهيار المصداقيّة الدوليّة اقتصادياً وسياسياً. البلد الذي عُرف بصداقاته الكثيرة في المنطقة والعالم، وبوصفه الفولكلوري «جسراً للحضارات»، يكاد موقعه التفاوضي الحالي يساوي الصفر.
في فلسطين والأردن، بات صدور القرار الإسرائيلي بضمّ غور الأردن ومستوطنات يهوديّة في الضفّة الغربيّة مطروحاً على الطاولة. الاتفاق الائتلافي بين حزبي «ليكود» و«أزرق أبيض» يشجّع على ذلك.
بالطبع لا يزال ينقص القرار عددٌ من التوافقات: مع الإدارة الأميركيّة، ومع المؤسّسة الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة، ومع بِني غانتس شخصيّاً. لكنّها توافقات تقنيّة تطال الشكل قبل المضمون، والتوقيت لا المبدأ.
مجرّد تناول المسألة على هذا النحو ينمّ عن الضعف الهائل الذي آل إليه الموقع الفلسطينيّ. فبنيامين نتنياهو يستكمل اليوم توفير شروط القضم فيما الآخرون يعلّقون على ما يفعل. ثمّة من يتوقّع، في حال صدور القرار، انهيار السلطة الوطنيّة في رام الله بالكامل. ثمّة من يتوقّع أيضاً، بالتوازي مع بناء «إسرائيل الكبرى»، تهجيراً واسعاً للفلسطينيين إلى الأردن يُخلّ بالتوازنات الأهليّة الفلسطينيّة – الشرق أردنيّة البالغة الحساسيّة في ذاك البلد. في هذه الغضون، سوف تُدَقّ المسامير الأخيرة في نعش «حلّ الدولتين».
في العراق، أكبر بلدان المشرق العربي وأغناها، يجرّب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، اغتنام الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد المسروق في سيادته وفي ثروته، والذي هو موضع تنازع حادّ بين جماعاته. نجاح محاولة الكاظمي أساسي لبقاء العراق، لكنّه نجاح صعب جدّاً ومحفوف بأقصى المخاطر لأنّ العراق اليوم هو الدجاجة التي تبيض الذهب، اقتصادياً واستراتيجيّاً، لإيران، والنظام الإيراني ليس معروفاً بالتنازل لمصالح العراقيين.
والمنطقة جائعة، شعوبها تهبط بإيقاع سريع إلى خطّ الفقر وما دون خطّ الفقر. وهي خطيرة استراتيجيّاً: لنتخيّل للحظة أنّ «عائق» المشرق قد أزيح ونشأ التحام مباشر يربط تركيّا وإيران، ومن ورائهما روسيّا، بمصر من جهة والخليج من جهة أخرى، في ظلّ ثقافة شائعة في المنطقة ترى في الالتحام المباشر أطماعاً ومخاوف أكثر مما ترى فيه تبادلاً يُغني أطرافه. لنتخيّل أيضاً أنّ اتفاقيّتي أوسلو ووادي عربة ألغيتا أو جُمّدتا، وسطعت فوضى شاملة على ضفّتي النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي مصحوبة بتعاظم الطابع الاحتلالي والعنصري لدولة إسرائيل.
قد يقال، بقدر من الصحّة غير قليل، إنّ سكّان المشرق يدفعون أثماناً كثيرة: تراجع الحساسيّة الكونيّة والأخلاقيّة في السياسات الدوليّة، وتعاظم الاهتمام الأميركي بمنطقة آسيا – الباسيفيكي على حساب الشرق الأوسط، وتأثّر المشرق سلباً بتراجع الاقتصادات التي كانت تُعينه وتمتصّ جزءاً معتبراً من بطالته، ووطأة العدوانيّة الإسرائيليّة عليه... لكنْ، إلى ذلك، يبقى الأساسي في مكان آخر، وهذا الأساسي هو المناخ الذي يفاقم تأثير العوامل الأخرى: إنّها منطقة لم تعد تقدّم شيئاً للعالم لأنّها لم تعد تملك شيئاً تقدّمه. الثورة السورية حاولت إنقاذ سوريّا، وبالتالي المشرق، وتحويلهما إلى جسمين ينبضان بحياة وحيويّة مفقودتين. على نطاق أصغر كثيراً، حاول العراقيّون واللبنانيّون الذين انتفضوا، خلال 2019 – 2020 أن يعيدوا صنع وطنَين لهم على نحو يليق بالأوطان والمواطنين. لكنّ ما غلب هو العصبيّات وأنظمتها، وهذه الأنظمة - الحالات تتأرجح بين إيران و«داعش»، وتتوسّطهما تشكيلات كنظام الأسد السوري ونظام «حماس» الفلسطيني ودويلة «حزب الله» اللبناني وفصائل «الحشد الشعبيّ» في العراق: إنّها القوى المختصّة بإلغاء الأوطان لصالح الوظائف الاستراتيجيّة: نقاتل، نصمد، نتصدّى، نحبط المشاريع... هكذا انتهينا منطقةً يزداد افتقار بلدانها إلى أبسط مقوّمات الحياة الماديّة، ولكنْ أيضاً إلى أبسط مقوّمات الاستقرار والسيادة والكرامة الوطنيّة. لقد تمّ تفريغها على أيدي هؤلاء ففرغت.
وهي صيرورة لم تتأسّس من صفر، بحيث نجد كلّ يوم ما يحرّض على البحث في تاريخنا الحديث وثقافتنا الحديثة عن مصادر الكارثة التي باتت تتمدّد على بضعة بلدان وعشرات الملايين من بؤساء معذّبين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشرق العربيّ الانهيار وقد اكتمل المشرق العربيّ الانهيار وقد اكتمل



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib