كيف تتغيّر سوريّا و«تعتدل»
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

كيف تتغيّر سوريّا و«تعتدل»؟

المغرب اليوم -

كيف تتغيّر سوريّا و«تعتدل»

حازم صاغية
حازم صاغية

لم ينمّ باراك أوباما إلاّ عن ضعف في مسؤوليّته الأخلاقيّة حين رفض كلّ أنواع التدخّل في سوريّا والاقتصار على مكافحة داعش». لكنّه أيضاً، وهذا ما يعنينا هنا، لم يتكشّف عن براعة سياسيّة أو استراتيجيّة. وإذا كنّا نعاين اليوم بعض نتائج الإنسحاب الأميركيّ المتدحرج من المنطقة، والذي بدأ في العراق، فأخطر منه تلك النظرة التي تنكر أهميّة سوريّا، فضلاً عن أهميّة العراق.

بيد أنّ إنكار أهميّة سوريّا - البالغة التأثير في لبنان والأردن و فلسطين والصراع مع إسرائيل، والمؤثّرة جزئيّاً في العراق، وبدرجة أقلّ في تركيّا - يتّخذ أشكالاً أخرى غير التخلّي الأوباميّ. هناك أيضاً التورّط الذي يستصغر سوريّا والسوريّين. أحد أشكال هذا التورّط، وهو يطلّ برأسه كلّ بضعة أعوام ولا يلبث أن ينكفىء بعد اصطدامه بالفشل، هو: تغيير النظام السوريّ من داخله، أو على الأقلّ تغيير تحالفاته الخارجيّة.

ولا بأس بالتذكير هنا بأنّ الخمسينيّات كانت قد شهدت، رهانات عربيّة وغربيّة متقطّعة على تحويل سوريّا من التحالف مع المعسكر السوفياتيّ حينذاك إلى التحالف مع المعسكر الغربيّ. يومها، وفي ما سمّاه باتريك سيل «الصراع على سوريّا»، كان الحصاد بائساً أيضاً. لقد كسرت سوريّا احتكار السلاح الغربيّ وأدخلت السلاح السوفياتيّ إلى المنطقة قبل أن ترتمي، حتّى الاضمحلال، في أحضان جمال عبد الناصر. لم يحصل ذلك من دون دم كانت ذريعته اغتيال الضابط عدنان المالكي.
ما المشترك بين الخمسينيّات واليوم؟ وتالياً، بين موسكو السوفياتيّة وطهران الخمينيّة؟

أوّل الإجابة عن هذا السؤال يتعلّق بالنظام السوريّ نفسه: هو في الخمسينيّات كان عسكريّاً وأمنيّاً، ولومن خلف واجهة سياسيّة وبرلمانيّة، وهو اليوم أكثر عسكريّة وأمنيّة وبأضعاف مضاعفة. فوق هذا، فإنّ هواجسه الآن أكبر كثيراً، نظراً إلى عجز بشّار الأسد عن الإمساك بالبلاد والسيطرة عليها، والاضطرار إلى تقاسم سلطتها مع قوى داخليّة وخارجيّة عديدة. ونعلم أنّ تدخّل تلك القوى هو ما حماه من السقوط في سنوات ما قبل 2014.

إذاً، أوّل ما يحتاجه هذا النظام وما يفضّله على كلّ اعتبار هو توفير أدوات الحماية من شعبه، أمّا الشيء الوحيد الذي قد يتردّد أمامه ويحسب حسابه فهو اصطدام بين طرفي الحماية الرئيسيّين، أي إيران برّاً وروسيّا جوّاً. هذا مع ترجيح الانحياز للأولى إن لم يعد هناك مهرب من الاختيار بين الطرفين.

ميزة النظام الإيرانيّ (وكذلك الروسيّ) التي تجعله غير قابل للاستبدال أنّه مستعدّ لحماية النظام السوريّ من دون أن يستوقفه للحظة موقف الشعب وإرادته ومعاناته. بالعكس تماماً: إنّ الشبه بين طبيعتي الداعم والمدعوم تخلق لكلّ منهما جاذبيّة خاصّة في نظر الثاني. الشيء نفسه يصحّ، مع اختلاف الظروف، في الصداقة القديمة مع الاتّحاد السوفياتيّ.
لهذا، وبسبب ديمومة النظام العسكريّ – الأمنيّ، كانت سوريّا، ما بين 1949 واليوم، أكثر بلدان «العالم الثالث» مناوأة للغرب، وأشدّها تصادماً مع البلدان التي تجاورها، كما كانت الأكثر رفضاً للتسويات الإقليميّة وتشكيكاً بها وتخريباً لها. هذا كامن في جينات النظام العسكريّ – الأمنيّ. فليس قليل الدلالة بالتالي أنّ لحظات التعاون الغربيّ والعربيّ مع هذا النظام لم تسفر عن شيء يُذكر. لا ترتيب الوضع اللبنانيّ، ولا الاندراج في تسوية شاملة للنزاع العربيّ – الإسرائيليّ، ولا أيّ تراجع عن علاقة دمشق بإيران.

بعض تلك اللحظات كان كاريكاتيريّاً جدّاً، كعهد حسني الزعيم الذي افتُتحت به الانقلابات العسكريّة عام 1949. ذاك أنّ الربط بين ذاك العهد واتّفاق الزعيم مع شركة «تابلاين» الأميركيّة للنفط لم يغيّر حقيقة سقوط ذاك النظام بعد أربعة أشهر فحسب.

لقد أثبتت تلك التجربة المبكرة أنّ الدول الغربيّة، حتّى لو أرادت، غير مؤهّلة لدعم نظام أمنيّ – عسكريّ في سوريّا. في المقابل، فإنّ نظاماً كهذا مدعوماً من الغرب سيكون كاريكاتوريّاً بالضرورة. الاتّحاد السوفياتيّ وإيران الخمينيّة أشدّ تأهيلاً لهذه المهمّة وأكثر كفاءة بلا قياس.

صحيح أنّ النظام العسكريّ – الأمنيّ قد ينفتح على آخرين موصوفين بـ«الاعتدال»، في المنطقة أو في العالم، إمّا طمعاً بمساعدات ماليّة، أو للإيحاء بأنّه يمارس انفراجاً ما، وهذا ما برع فيه حافظ الأسد على مدى سنوات. لكنّ النظام المذكور لا ينشدّ، غريزيّاً وبنيويّا، إلاّ إلى أنظمة تملك السلاح ولا تملك إلاّ السلاح، وإذا استُشيرت أشارت بمزيد من التشدّد مع الشعب السوريّ، واستكثرت الحقوق التي يتمتّع بها.

اليوم خصوصاً يصحّ هذا التقدير لأنّ إيران هجوميّة وراديكاليّة أكثر من أيّ وقت سابق، تماماً كما كان الاتّحاد السوفياتيّ مع بدايات الحرب الباردة، وخصوصاً بُعيد رحيل جوزيف ستالين واستيلاد استراتيجيّة عربيّة لموسكو. وطبعاً في الحالتين، هناك إسرائيل والأطماع الغربيّة وباقي المعزوفة الملازمة التي تلحم أطراف هذه التحالفات.
لهذا لا تبدو مقنعة تلك السيناريوات التي تتردّد اليوم عن «اعتدال» سوريّ مستجدّ في السياسات الإقليميّة. فسوريّا تتغيّر و«تعتدل» في حالة واحدة: أن لا تعود حماية النظام أولويّة الأولويّات، وأن يتاح للسوريّين، بوصفهم أفراداً أحراراً، وجماعات حرّة، أن يبنوا مستقبلهم ويسعوا وراء مصالحهم كما يرونها هم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تتغيّر سوريّا و«تعتدل» كيف تتغيّر سوريّا و«تعتدل»



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib