بين فشل أميركا وفشل أفغانستان وفشلنا
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

بين فشل أميركا وفشل أفغانستان وفشلنا!

المغرب اليوم -

بين فشل أميركا وفشل أفغانستان وفشلنا

حازم صاغية
بقلم: حازم صاغية - المغرب اليوم


لو كنت ممانعاً لواجهني الانسحاب الأميركيّ من أفغانستان بمعضلتين:
الأولى تأخذ شكل الحيرة: من جهة، سيكون مُغرياً لي الحديث عن هزيمة أميركيّة مطنطنة تكرّر الهزيمة الفيتناميّة أواسط السبعينيّات. سيكون مغرياً أن أقول: «خرجت أميركا تجرجر أذيال الهزيمة»، أو «تمّ تمريغ رأس الإمبراطوريّة في الوحل»... عبارات تملأ الرأس وينتفخ لها الصدر!
من جهة أخرى، سيكون مُغرياً بالقدر نفسه أن أؤكّد أنّ أميركا افتعلت هذه الهزيمة كي تُضرّ بإيران والصين وروسيا. المُغري هنا توكيدُ صورتها «الشيطانيّة» بوصفها مصنعاً للمآكد والشرور.
الممانع النمطيّ لم تأخذه الحيرة. حلَّ المعضلة بأن روى «التحليلين» المتضاربين معاً: أميركا انهزمت لأنّها ضعيفة، وأميركا هزمت نفسها لأنّها شرّيرة.
المعضلة الثانية أنّ من يهزم أميركا يُفترض به أن يكون، وفق التصانيف الجاهزة، «حركة تحرّر وطنيّ». «طالبان» هي ما يصعب على يساريّ أو ماركسيّ أو قوميّ يصف نفسه بالعلمانيّة أن ينعتها بهذا النعت. ما العمل إذاً؟ نمتدح الهزيمة التي أُنزلت بأميركا وننسبها إلى «الشعوب» الغامضة، فيما نحيط بالكتمان الطرف المحدّد الذي أنزلها بها. يُترك للإسلاميّ الراديكاليّ، السنّيّ لا الشيعيّ، أن يحتكر قول العبارة كاملةً: المجد لهزيمة أميركا على يد طالبان.
هذا، على أيّ حال، ليس موضوعنا. فشل أميركا، بجميع التباساته وتعقيداته، وبتضارب تأويلاته واحتمالاته المستقبليّة، سيكون مادّة تعيش عليها طويلاً الجغرافيا السياسيّة وتستهلكها التحليلات الاستراتيجيّة. هذا بالطبع لا يقلّل بتاتاً من ضخامة الحدث الأفغانيّ أميركيّاً ودوليّاً، إلاّ أنّه يطرح علينا عنواناً أشدّ إلحاحاً، أو أقلّه، أشدّ مباشرةً. إنّه أفغانستان الطالبانيّة.
فعلى رغم ما يقال اليوم عن «مراجعاتها» و«تحوّلاتها»، وما يقوله قادة طالبان عن «تغيّرهم»، فإنّ السجلّ المعروف لا يحمل على الثقة بمستقبل أفغانيّ في ظلّ طالبان. الكثير الكثير ينبغي فعله قبل الاطمئنان إلى أمور ستّة على الأقلّ:
- أنّ ذاك البلد لن يُزجّ في مهبّ الفوضى الأهليّة والدمويّة ما بين إثنيّاته، وربّما داخل إثنيّاته نفسها. ما يُنقل عن وادي بنجشير يعزّز هذا التقدير.
- وأنّ علاقات أفغانستان مع جيرانها لن تكون بالغة التوتّر، وستكون منزّهةً عن الحروب التي تكمّل وتؤجّج النزاعات الأهليّة.
- وأنّ أوضاع النساء والفتيات فيها لن تتردّى، وأشكال العقاب لن يُعمَل بها مجدّداً.
- وأنّ النظام الذي سيقوم، إذا تمّ تجنّب الحرب الأهليّة، لن يكون (كما كان حتّى 2001) سجناً كبيراً لعموم الأفغان.
– وأنّ النازحين واللاجئين الذين هم اليوم سُدس مجموع السكّان لن تتزايد أعدادهم ولن يشكّلوا سبباً آخر لتسعير العنف والحروب في الداخل ومع الخارج. آلاف الذين يتدافعون اليوم، محاولين الهجرة أو الفرار، إيحاء مبكر بذلك.
- وأنّ صورة الإسلام في العالم، والأهمّ ما ينجم عن ذلك في ما خصّ أوضاع المسلمين في الغرب، لن يصبحا أسوأ حالاً، بفضل طالبان، وأنّ رايات «صراع الحضارات» لن تزداد ارتفاعاً وخفقاً، ومعها نظريّات «الاستثناء الإسلاميّ»، فضلاً عن «الاستثناء العربيّ».
هذا كلّه من دون، وربّما من قبل، أن تنبعث من أفغانستان «طليعة» أخرى كـ«القاعدة» وترتكب ما سبق أن ارتُكب في نيويورك وواشنطن. هذا قد لا يحدث حرصاً من النظام على بقائه وعدم تكرار إطاحته، كما في 2001، لكنّه أيضاً قد يحدث، بسبب الطبيعة الآيديولوجيّة لطالبان، وربّما المنافسات بين جماعات وأجنحة إسلاميّة مزايدة في تشدّدها.
ندع ذلك جانباً لنلاحظ ما يصعب أن لا يُلاحَظ. فرغم «التطمينات»، وهي على الأغلب ما يتطلّبه الاستقرار في السلطة، ترتسم بعض القضايا التي أثارها الانتصار الطالبانيّ الأخير ممّا يعنينا كعرب على نحو مباشر:
أوّلاً، تعلن عودة طالبان إلى كابُل أنّ الأمل بأفغانستان، وحتّى إشعار آخر، أمل ضعيف وضئيل، ويعلن الاحتفال العربيّ بتلك العودة أنّ البؤر الأفغانيّة في مجتمعاتنا ليست قليلة أو ضعيفة. نردّ ذلك إلى القهر والفقر والإحباط إلخ... هذا صحيح، لكنّ النتيجة الكارثيّة واحدة.
ثانياً، ترسم تلك العودة احتمال انسداد كبير: لا التغيير ممكن من الخارج، وعبر مشاريع «بناء الأمم» و«إقامة الديمقراطيّات»، وليس ممكناً أيضاً من الداخل، وأفغانستان تكثيف وربّما مستقبل لسواها. لقد هُزمت ثورات قامت في سبيل الحرّيّة، ووحدها طالبان انتصرت!
ثالثاً، طالبان ليست ضدّ «الاستعمار الغربيّ» أو «الإمبرياليّة الغربيّة». إنّها ضدّ الغرب. ضدّ حرّية النساء. ضدّ الدواء. ضدّ التعليم. ضدّ التنوير... العداء لها ليس موقفاً سياسيّاً، إنّه موقف حياتيّ وإنسانيّ. حيال ذلك، لا يعود الرأي بأميركا وسياستها سوى حاشية وتفصيل.
رابعاً، تعود طالبان إلى كابُل فيما «داعش» ومثيلاتها لم تُهزم. والحال أنّه في ظلّ أنظمة كنظام بشّار الأسد، وفي ظلّ سطوة الميليشيات الشيعيّة في العراق، والتجبّر العونيّ – «الحزب الهيّ» في لبنان، قد تدغدغ طالبان شعوراً سنّيّاً بإحباط عميق. ودوماً للإحباط، بغضّ النظر عن شرعيّة أسبابه أو عدم شرعيّتها، بطن خصب. فلنتذكّر التفاعل الشعبيّ مع الثورة الخمينيّة في 1979 أو مع غزو صدّام حسين للكويت في 1990...
هذا كلّه يقول كم أنّ فشل أفغانستان، وإلى حدّ بعيد فشلنا، مسألة وجوديّة صلبة وعميقة. فحين لا يُعنى الممانعون إلاّ بفشل أميركا، يكونون، في الحدّ الأدنى، يحتقرون منطقتنا كلّها، وبالأخصّ 38 مليون أفغانيّ. أمّا احتقار النفس فأمر مُسلّم به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين فشل أميركا وفشل أفغانستان وفشلنا بين فشل أميركا وفشل أفغانستان وفشلنا



GMT 06:53 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الأميركان.. لا أوفياء وفعلاً أغبياء

GMT 06:40 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

لبنان... بلد الواجهات الحكومية

GMT 12:27 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

لبنان الماضي كان افضل... للشيعة أيضا

GMT 12:25 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

يُرهبوننا بمقاتلي «طالبان»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib