سلاح الأسماء والمعاني في لبنان
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

سلاح الأسماء والمعاني في لبنان

المغرب اليوم -

سلاح الأسماء والمعاني في لبنان

حازم صاغية
حازم صاغية

حين يلفظ اللبنانيّون كلمة «الحركة» فإنّهم يقصدون حصراً «حركة أمل» بزعامة نبيه برّي. ذاك أنّه لا توجد تنظيمات سياسيّة أخرى تصف نفسها بهذه الكلمة، وإذا وُجدت كانت مناطقيّة كـ«حركة الاستقلال» التي تقتصر على زغرتا. والحال أنّه منذ اندثار «حركة القوميّين العرب» في أواخر الستينات، كفّ مصطلح «الحركة» عن الاستخدام على نطاق وطنيّ، أقلّه في لبنان. فقط في أواسط السبعينات أعاد الإمام موسى الصدر إحياءه في سياق مختلف.

أمّا حين يقال «التيّار» فيعرف اللبنانيّون أنّ المقصود هو «التيّار الوطنيّ الحرّ»، أو أنصار ميشال عون. إنّه وحده «التيّار». ذاك أنّ كلمة «المستقبل» قد غلبت في وصف «تيّار المستقبل»، وهو الجماعة الأخرى التي تشاطر «التيّار» تسميته. أمّا «تيّار المردة» في زغرتا و«تيّار الكرامة» في طرابلس وما قد يشبههما فهي، كـ«حركة الاستقلال»، مناطقيّة الطابع لا تملك شروط المنافسة على المعنى.

مع مصطلح «الحزب» تختلف الأمور. فلبنان عرف ويعرف أحزاباً عريقة وذات امتداد وطنيّ تعود في نشأتها إلى العشرينات والثلاثينات، كـ «الشيوعيّ» و«السوريّ القوميّ» و«الكتائب». وفي أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات نشأ «التقدّميّ الاشتراكيّ» وظهر «البعث العربيّ» قادماً من سوريّا. وهذا ناهيك عن أحزاب صغيرة وُجدت دائماً كـ «حزب النجادة» و«حزب الوطنيّين الأحرار». وحتّى اليوم لا يزال الطلب على مصطلح «الحزب» مُلحّاً. فـ«القوّات اللبنانيّة» حوّلت نفسها إلى حزب، وهناك بالطبع، كما في حالتي «التيّار» و«الحركة»، سياسيّو مناطق وحارات وأحياء سمّوا مؤيّديهم القليلين أحزاباً.

رغم هذا ما إن تُلفظ كلمة «الحزب» حتّى يُفهم منها «حزب الله» حصراً. إنّه وحده الحزب بإقرار الجميع بمن فيهم قادة بعض الأحزاب الأخرى. والأمر يبدو مضحكاً ومثيراً للشفقة حين يتلفّظ قياديّ في حزب كـ «الشيوعيّ» أو «السوريّ القوميّ» بكلمة «الحزب» ولا يكون يقصد حزبه، بل «حزب الله». فإذا أضفنا أنّ الأخير هو وحده الذي يضمّ اسم الله إلى اسمه، تأدّى عن ذلك مزيد من التنزيه والحصريّة.

الأمر نفسه يصحّ في كلمة «سيّد» التي تُطلق على متفرّعين عن أُسَر دينيّة شيعيّة. فالمعروف أنّ كثيرين من هؤلاء السيّاد، أو السادة، تحوّلوا إلى سياسيّين، كما كانت حال حسين الحسيني وعدد ليس قليلاً ممّن تبوأوا مناصب وزاريّة أو شغلوا النيابة. لكنّ هؤلاء جميعاً ظلّت أسماؤهم الأولى تلي لقب «السيّد». حتّى موسى الصدر، وهو الأهمّ قاطبةً حتّى اختفائه في 1978، ظلّ يُسمّى في التداول الشعبيّ «السيّد موسى». أمّا الأمين العامّ لـ «حزب الله»، حسن نصر الله، فهو وحده الذي بات يُقصد بكلمة «السيّد». إنّه وحده السيّد من دون حاجة إلى ذكر اسمه الأوّل. السيّد الآخر الذي سبقه في قيادة الحزب ذاته، أي عبّاس الموسوي، ظلّ اسمه الأوّل مطلوباً للتعريف به.
وبالطبع فكلمة «مقاومة»، بكلّ الأبّهة السحريّة التي تُضفى عليها، لا تعني إلاّ «حزب الله». مَن كان يقصد بها «المقاومة الفلسطينيّة» عليه أن يقول «الفلسطينيّة» بصوت مرتفع كي يُفهم قصده. مَن كان يقصد مقاومة الشيوعيّين للاجتياح الإسرائيليّ، والتي سُمّيت «جبهة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة – جمّول»، عليه أن يقرص سامعه كي يُفهمه مقصوده. «المقاومة» جبّت ما قبلها من مقاومات. كلمة «جمّول» بات الكثيرون يظنّونها اسماً لسيّدة فاضلة.

إنّ هذه الدلالة الحصريّة لـ «الحزب» و«السيّد» و«المقاومة» لم تصنعها «الجماهير»، كما تقول عادةً الأنظمة الاستبداديّة وأحزابها حين تنسب صورتها المرغوبة عن نفسها إلى سواها، إن لم يكن إلى التاريخ أو إلى الله. وصناعة المعاني على هذا النحو لا تنمّ إلاّ عن ميل راسخ إلى فرض الواحديّة في المجتمع ما دام مستبعداً، حتّى إشعار آخر، فرض الحزب الواحد وعلى رأسه الزعيم الواحد. هكذا تعمل الرغبة الحارقة في تلخيص البلد وتاريخه، ومن ثمّ فرض هذا التلخيص على شكل سلطة تتحكّم بالعقل قبل أن تتحكّم بالواقع، وتعلّمنا ما الذي يجوز قوله وفعله وما الذي لا يجوز.

وليس جديداً إقحام اللغة واختراع معان جديدة للكلمات في معارك إخضاع العقول والنفوس. لكنّ ما يعطي هذه العمليّة طابعَها النافر والمنفّر أنّنا في لبنان اعتدنا أن نقصد ثلاثة أشخاص حين نقول كلمة «رئيس»، وكثيراً ما نشمل بالتسمية عدداً ليس قليلاً من رؤساء سابقين للجمهوريّة والبرلمان والحكومة يحتفظون بلقب «رئيس» إلى ما بعد مغادرتهم هذه الفانية. ونذكر أنّ فؤاد شهاب، الذي بولغ في تكريمه، سمّي «الأمير اللواء الرئيس»، لكنّه تلقّى هزيمة انتخابيّة مدوّية عام 1968 ما لبثت أن ألجأتْه إلى العزلة قبل أن يطويه النسيان. وكم تسلّى اللبنانيّون بلقب «عميد» الذي عُرف به حصريّاً ريمون إدّه فجعلوه أقرب إلى ممازحة تحتمل المودّة كما تحتمل السخرية المخفّفة. وفي الحالات جميعاً، انتهت الحال بـ«العميد» إلى غرفة في فندق باريسيّ حيث لفظ آخر أنفاسه.

وهذا، على العموم، دأبُ الأحرار حين ينوون أن يبقوا أحراراً، ألسنتهم تنطق بما تمليه عقولهم، وعقولهم لا تنطق إلاّ بما تمليه الحرّيّة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاح الأسماء والمعاني في لبنان سلاح الأسماء والمعاني في لبنان



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib