الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح

المغرب اليوم -

الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

من مواصفات نظام التزلّم اللبناني تصوير الزعيم كنصف إله. الذين يصوّرونه على هذا النحو هم أتباعه الذين يشدّهم إليه ولاء عصبيّ، طائفي في الغالب، معزّز بتنفيعات تتّخذ أشكالاً كثيرة أهمّها تأمين فرصة عمل في الإدارة. تكبر زعامة الزعيم، إذاً، كلّما زاد السطو على المال العامّ.
رئيس المجلس نبيه برّي ليس الوحيد الذي حظي ويحظى بهذه الصورة المنزّهة. سائر من يسمّونهم «الأقطاب السياسيين»، ممن يتزعّمون كتلاً في طوائفهم ومناطقهم، يشاركونه إيّاها.
مع هذا فبرّي قد يكون أكثر مَن حظي بعبارات تمجيديّة كهذه، والعبارات التي امتدحته ذهبت بعيداً جدّاً بحيث إن أي مؤمن قد يرى فيها كفراً صريحاً. مثلاً، من الشعارات والجُمل التي حملتها ملصقات التمجيد واحدة تقول: «لولا الهاء لكنتَ نبيّ»، وأخرى تعلن أنّ الطُّهر «يتوضّأ بين يديك»، وثالثة تستغيث: «يا ويلنا من بعدك»، ورابعة تندهش: «بالله عليك من أين أتيت؟»، وخامسة تهدّد وتتوعّد: «ويلكم إذا نفد صبره»...
مؤخّراً، مع إجراء الانتخابات العامّة في بلدان الاغتراب، صدّر لبنانيّون من أتباع برّي هذه «الثقافة» إلى ألمانيا. هكذا هتفوا:
«يا نبيه ارتاح ارتاح
برلين صارت شيّاح».
والشيّاح جزء شيعي من الضاحية الجنوبيّة في بيروت يحاذي الجزء المسيحي المعروف بعين الرمّانة. وكانت حرب السنتين (1975 – 1976) قد انطلقت من اشتباكات بين الشيّاح وعين الرمّانة، ما أنزل بهما تدميراً لا تزال بعض آثاره تشهد عليه. يومها تفرّد شبّان يساريّون بأن أخذتهم الحماسة للحرب في الشيّاح، وغنّى مطرب شيوعي أنّه سيزرع فيها «مليون أقحوانة». هؤلاء نظروا ولم يروا، أو أنّهم رأوا القتال الطائفي بين المنطقتين صراعاً يخوضه كادحوهما (الذين كانوا يقتل بعضهم البعض) ضدّ رأسمالييهما، فأنشدوا واثقين بالمستقبل:
«لاح العلم الأحمر لاح
بالرمّانه والشيّاح».
بالطبع، وكما في كلّ مكان آخر، لم تَلُحْ إلاّ أعلام أحزاب الطوائف، الخضراء منها والصفراء، ودائماً السوداء. الشيّاح كان نصيبها أعلام «حركة أمل» ومن بعدها «حزب الله» اللذين خاضا فيما بينهما إحدى أشرس الحروب اللبنانيّة في النصف الثاني من الثمانينات. الشيّاح كانت من مسارح تلك الحرب. وطبعاً ففي 2006 نالت الشيّاح حصتها من التدمير والقتل الإسرائيليين. أمّا الآن فهي بقعة من بقاع الضاحية الموصوفة بالصمود وردّ الصاع صاعين لقائمة طويلة من الأعداء.
على أي حال فشبّان «أمل» أصرّوا على جعل الشيّاح نموذجاً لمدينة برلين. أولم تتعرّض العاصمة الألمانيّة نفسها، بفعل الحرب العالميّة الثانية، إلى تدمير وإفقار أكبر بلا قياس مما تعرّضت لهما الشيّاح؟
لكنّ ألمانيا فارقت العنف قبل ثلاثة أرباع القرن، واستقرّت ديمقراطيّتها وصارت صاحبة الاقتصاد الأوروبي الأقوى، ثمّ توحّد شطراها قبل ثلث قرن. مع هذا أصرّ الشبّان اللبنانيون على هدايتها باعتناق نموذج الشيّاح. وهذا ميل ربّما كان طبيعيّاً يندرج في الخانة التي يندرج فيها ترويج المرء بضاعته. من هذا القبيل مثلاً أطلق شبّان سوريّون، مع انفجار موجة الفرار من الجحيم الأسدي واللجوء إلى ألمانيا، عدداً من النكات حول التعاطي مع المستشارة أنجيلا ميركل، مستمدّين نكاتهم من الثقافة السياسيّة في ظلّ الأسد. فميركل حاكمة «إلى الأبد»، وهي ستورّث نجلها حكم ألمانيا على غرار ما حصل عام 2000 في سوريّا.
الشبّان اللبنانيّون لم يمزحوا على غرار زملائهم السوريين. لقد بدوا جدّيين جدّاً في تصدير نموذجهم الذي يتربّع في صدارته الرئيس نبيه برّي. وليس من المبالغة أن يقال إن هؤلاء عبّروا بطريقتهم عن ميل عريض بدأ يستولي على الثقافة السياسيّة العربيّة منذ نصف قرن. فبعد أن كانت الشيّاح تطمح لأن تصير مثل برلين، صار على برلين أن تطمح لأن تصير مثل الشيّاح. وهذا إنّما كان انقلاباً متدرّجاً ومتصاعداً على الوجهة التي رأت النور مع رفاعة رافع الطهطاوي قبل أن يتعهدها مثقّفون وسياسيون وتربويّون فكّروا ببناء بلدانهم على مثال غربي وديمقراطيّ.
في هذه الغضون، انتقلت النزاعات السياسيّة مع بلدان الغرب إلى نزاعات ثقافيّة، وشُهّر بأولئك المثقّفين والسياسيين، وقُدّم الغرب بوصفه مصنعاً للمؤامرات والاحتلالات والنهب والعدوان، كما صُوّر جزء أساسي من الثقافة المعاصرة كغزو ثقافي واستشراق استعبادي ومضلّل.
مَن إذاً يريد أن يقلّد هؤلاء؟ من يريد أن يقلّد برلين التي توقّفت حربها وصارت تنظر إلى الحروب كشيء كريه، فيما الشيّاح صامدة على الدوام ومتأهّبة لا تنتظر إلاّ المعارك وملاحم المجد والبطولة. إنّ على برلين أن تقلّد الضاحية، لا العكس. إنّ على برلين أن تبحث عن نبيه برّي ما، أو بشّار أسد ما، تعبدهما كما تفعل الشيّاح.
بالزعيم المعبود جئناك يا برلين. افتحي ذراعيك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib