حوكمة الماء من أجل الحياة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

حوكمة الماء من أجل الحياة

المغرب اليوم -

حوكمة الماء من أجل الحياة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

هناك أشياء يجد الرأي العام والناس العاديون صعوبة في استيعابها أولاً وفي تصديقها ثانياً. من هذه الأشياء الحديث عما يسمى الشح المائي. فكما نعلم: الماء يمثل قرابة 70 في المائة من كوكب الأرض، وكذلك الشأن بالنسبة إلى جسد الإنسان.

فماذا حصل حتى أصبحنا نتحدَّث عن ندرة المياه والشح المائي، والحال أن الماء هو عصب الحياة الأساسي ومنه جعل الله الكائنات حيّة؟

وللعلم فإنَّ هذا الحديث عن أزمة الماء ليس جديداً إذ يعود إلى بداية التسعينات وحتى أواخر الثمانينات، حيث اهتم المختصون بالموضوع وانجزوا الدراسات العلمية المعمقة، حتى إن هناك من بنى فكره في مقاربة مسألة الماء، على أنَّ الحرب القادمة ستكون حول الماء.

وفي الحقيقة نحن اليوم في واقع يؤكد ندرة المياه، إذ إن 3 في المائة فقط من مياه الأرض عذبة، وثلثيها مجمدان، أو غير متاحين للاستخدام. بل إن التقارير الدولية تشير صراحة إلى صعوبة وصول أكثر من مليار شخص إلى الماء في العالم اليوم، وأن قرابة ثلاثة مليارات شخص يعانون من ندرة المياه لمدة شهر واحد على الأقل في السنة.

اليوم مشكلة الماء قائمة في كل العالم بما في ذلك بلدان عربية مثل مصر وتونس والعراق وغيرها. من ذلك أن العراق (بلد النخيل) تراجع شجر النخيل فيه من 30 مليون نخلة في الثمانينات، إلى 18 مليون نخلة دون أن ننسى أن هذا البلد فيه نهرا دجلة والفرات.

هناك خلل بات واضحاً بين حجم الطلب على المياه العذبة وحجم توفرها.

طبعاً دور التزايد السكاني في الشح المائي مفهوم، ومفهوم أكثر تأثير التغير المناخي، ولكن الأثر الكبير هو لتغير أنماط الاستهلاك وعدم الحوكمة في الاستهلاك، وأيضاً في الزراعة، إذ إن ثلاثة أرباع المياه الصالحة للشراب إنما يتم توظيفها في مجال الزراعة.

لذلك؛ فإنَّ الخطاب حول الشح المائي بدأ ينتقل إلى مدار آخر من الاهتمام والتركيز، وهو المتمثل في حوكمة الماء، التي أصبحت ضرورة وشرطاً لا غنى عنهما لتأمين حاجات الشعوب من الماء الصالح للشراب وحاجات الفلاحة لتأمين الأمن الغذائي. فالأمر يتعلَّق بالعطش والجوع.

والمقصود بالحوكمة في مجال الزراعة هو تجنب الزراعات التي تستهلك الماء كثيراً مثل الغلال والطماطم والجزر، وأيضاً الأرز الذي يستهلك كميات كبيرة من الماء. هناك دول باتت تفرض غرامات واضحة على المخالفين لسياسات الحد من زراعة المنتوجات، التي تتطلب كميات تستنزف الاحتياطي الموجود لتأمين الحد الأدنى من الحاجات.

طبعاً ارتفاع الحرارة واستمرار الجفاف لمواسم مسترسلة ساهما أيضاً في تعميق شح المياه وندرتها، وأمام تزايد تأثيرات المناخ فإنَّ البشرية اليوم أمام تحدٍ حقيقي يمس هذه المرة عصب الحياة ذاتها، وهو الماء.

من هذا المنطلق، فإنَّ المنطق يملي على شعوب العالم كافة والشعوب التي تعرف شحاً في الماء أكثر من غيرها اتباع سياسة حوكمة صارمة بشكل يجعل من قائمة المنتوجات الممنوعة الزراعة طويلة، فالتضحية ببعض المنتوجات أفضل من العطش، ومن عدم التمكن من زراعة منتوجات أساسية للغذاء مثل الحبوب. وهو أمر يستوجب تغيير نمط الاستهلاك والقيام بحملات توعية كبيرة، لأن العلاقة بالماء وكيفية استهلاك الماء ثقافة وعادات، ومن ثمّ تغييرها يتطلب عملاً ثقافياً كبيراً يبرز ضرورة المحافظة على الماء لأنَّه أصبح نادراً، ولأنَّ هناك شحاً في المياه واستمراراً في نمط الاستهلاك نفسه دونما حوكمة ووعي وترشيد، فستنتهي بنا الحال إلى العطش وإلى تهديد الحياة.

من ناحية أخرى إلى جانب الحوكمة والتوعية، فإنَّ العلم يقترح حلولاً مهمة، ولكنَّها مكلفة جداً مثل تحلية مياه البحر، ذلك أنَّ استخراج الملح من الماء يحتاج إلى طاقة مكثفة وميزانيات ضخمة.

إن مشكلة الماء في تفاقم، وتقول الدراسات والتقارير إنَّ ثلثي سكان العالم سيواجهون نقصاً في المياه العام القادم. كما أنَّ ندرة المياه تعني مزيداً من الفقر المدقع ومزيداً من الفقر والمهمشين ومزيداً من الجوع. ذلك أن الماء ثروة، ومن يفتقدها أو يعرف نقصاً فيها فإنَّ ذلك النقص سيؤثر على مجالات التقدم والازدهار والأمن الغذائي.

ماذا فعل الإنسان بكوكب الأرض حتى صار الماء شحيحاً؟ وإلى كم نحتاج من وعي وعمل ومال وسلام حتى يستعيد وفرته؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوكمة الماء من أجل الحياة حوكمة الماء من أجل الحياة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib