لماذا نتبجَّحُ بتكلفة الزواج ونصمت عن تكلفة الطلاق
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

لماذا نتبجَّحُ بتكلفة الزواج ونصمت عن تكلفة الطلاق؟

المغرب اليوم -

لماذا نتبجَّحُ بتكلفة الزواج ونصمت عن تكلفة الطلاق

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

يقترن عادة الزواج بالفرح، الشيء الذي يجعل المقبلين على حدث الزواج ينفقون في غالب الأحيان حتى أكثر من إمكانياتهم، ويلجأ البعض للاقتراض، وحجته في ذلك أن الزواج هو فرحة العمر، التي لا تتكرر وتستحق أن تكون في جو بهيج أكثر ما يمكن.

من المهم أن نلاحظ أن الفرح في مراسم الزواج يصبح عينياً وملموساً، لأنه يُعبر عنه بطريقة مادية محسوسة، ويمكن أن نعرف حتى فاتورته مالياً.

وبطبيعة الحال، فإن الأمر لا يتوقف عند الاستعداد الأفضل لحدث الزواج ونشره بين الأهل والأصدقاء، بل إن العرس يمثل مناسبة للتسابق والتفاخر الاجتماعيين. ولم يعد التفاخر والتسابق حكراً على الطبقة الغنية، بل انتقلت العدوى إلى «المتوسطة» وحتى «الفقيرة»، ويقاومون شراسة المسابقة وشروطها بالتداين وبتقديم «الثانوي» على «المهم»، وغير ذلك من الحلول، التي ينتج عنها بعد أشهر مشكلات تجعل من الزواج قصير الأمد.

ورغم كل شيء، فإن الحديث عن التكلفة كثيراً ما يقترن عند المتزوجين والنّاس عموماً بالزواج ومصاريفه المشطة، والجدل حول ما هو ضروري وما هو غير ضروري. وهو حديث هناك من يقوله متفاخراً، وآخر واصفاً بموضوعية، وآخر معبراً عن سخطه عن الغلاء الذي جعل من الزواج مسألة صعبة.

لنقل إنّ كل هذا طبيعي ومفهوم ومبرر ومقبول... ولكن هل يتحدث النّاس في مقابل حديثهم عن التكلفة المالية المادية للزواج عن التكلفة الباهظة للطلاق؟

في الحقيقة، هنا يكمن المشكل الكبير. و لو كان هناك حوار مجتمعي يتناول تكلفة الطلاق الباهظة بالمعنى النفسي على الزوجين وعلى الأطفال في صورة وجودهم، لرأينا تغيراً في سلوك المقبلين على الزواج، خاصة من ناحية الوعي بأن الزواج مؤسسة بكل ما يعنيه ذلك من مسؤولية ومن تقاسم للأدوار ومن موارد اقتصادية ومن قيم، من دونها يتحول الزواج إلى مشكلة وخيبة.

أظن أن الحديث عن تكلفة الطلاق من منظور متعدد الأبعاد أمر على غاية من الأهمية، باعتبار أن يستبطن رفع الوعي عند الشباب والمقبلين على الزواج، كي يدركوا أن الزواج حدث لا يجوز التهور أو التسرع فيه، لأن تداعيات فشله تطبع حياة الفرد. وإلى جانب التوعية، فإنه لا شيء يبرر أن تظل تكلفة الطلاق من المواضيع المسكوت عنها، والحال أنها تكلفة ثقيلة من منطلق أن الفشل في الارتباط وما ينتج عنه من دمار وجروح وطفل لا ذنب له في التجاذبات، ثقيل على المرأة وحتى على الرجل تحمله.

طبعاً الطلاق أحياناً يكون أفضل من استمرار الزواج. بل إنه يمكن حتى القول إن ارتفاع نسب الطلاق هي إلى جانب كل ما تعنيه، فهي تعني أيضاً تزايد ثقافة الفردانية في المجتمع وتراجع ثقافة الخضوع لسلطة مؤسسة الزواج والعائلة.

ولكن بشكل عام نعتقد أن تناول الطلاق، خاصة وأن الأرقام في كل البلدان العربية في ارتفاع ملحوظ من شأنه أن يخلق نقاشاً مجتمعياً مهماً، من خلاله نفهم الظاهرة وأسبابها ومحدداتها، حيث إن الغالب في التعامل مع ظاهرة الطلاق، التي أصبحنا نتحدث عن كم حالة طلاق في الساعة، الغالب أن الأمر عادي وحرية شخصية، وأن شباب اليوم يفتقد في غالبيته الشعور بالمسؤولية، وشابات اليوم تفتقدن روح العطاء والتضحية.

إنّ الاتكاء على هذه التفسيرات الانطباعية هو تكريس للجهل بالظواهر ومحدداتها، ولن يأخذنا إلى حيث الضوء والمعرفة المبنية على الحقائق المدعمة بالأرقام والإحصائيات. لذلك، فإننا نحتاج إلى حديث عالي الصوت حول الظاهرة، ونحتاج إلى دراسات نتحدث عنها ونروج لمخرجاتها ونتائجها حول أسباب الطلاق في مجتمعاتنا. دراسات تجيب عن سؤال: لماذا يتكاثر الطلاق في مجتمعات ذات نسق ثقافي ديني يصف الطلاق بأبغض الحلال؟ بمعنى آخر فإن ما نلاحظه من تزايد كبير للطلاق ليس عادياً، ويحتاج إلى تحديد عاجل للأسباب حتى نعرف هل أن الطلاق هو نتاج عدم تناغم واختلاف في طريقة التفكير والنظرة إلى الأشياء، أو أن الحقيقة الغالبة بعيدة عن كل هذه التبريرات وتأخذنا إلى تفسيرات ذات صلة بالمسألة الاقتصادية وتراجع قدرة الثنائي المتزوج اليوم على رفع الاستحقاق الاقتصادي لمؤسسة الزواج.

فمثلما نتحدث عن مؤسسات صغرى ومتوسطة انهارت وأفلست بسبب جائحة «كوفيد - 19» وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فإن هناك مؤسسات زواج بالآلاف كان مصيرها الطلاق بسبب الفشل في التصدي لارتفاع الأسعار وتسديد القروض.

إنّ الكلام عن الطلاق مفيد لعقلنة الوعي بخطوة الزواج وشروطها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نتبجَّحُ بتكلفة الزواج ونصمت عن تكلفة الطلاق لماذا نتبجَّحُ بتكلفة الزواج ونصمت عن تكلفة الطلاق



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib