المسؤولية بين الدولة والقطاع الخاص
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

المسؤولية... بين الدولة والقطاع الخاص

المغرب اليوم -

المسؤولية بين الدولة والقطاع الخاص

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

عندما يتم تناول التغييرات التي شهدتها وظائف الدولة نجد أن التركيز يشمل بالخصوص تراجع دورها الاجتماعي وانسحابها من المجالات الحساسة والحيوية، مثل التعليم والصحة، كما هو الشأن اليوم في الدول الكبرى المتقدمة. ومن جهة أخرى، فإن القطاع الخاص ارتبط بقيم السوق أساساً، وظلت علاقته بالاجتماعي غير مطروحة.
     

السؤال؛ هل تعني هذه التحولات التي بدأت تعلن عن نفسها بقوة من قرابة 3 عقود تقريباً مع فوارق نسبية بين البلدان أن المجتمع في وضعية تخلٍ متنامية؟

في الحقيقة، بدايات الانتقال من طور الدور القوي للدولة اجتماعياً إلى مرحلة تاريخية اجتماعية منحت فيها الدولة مساحة، ما فتئت تكبر للقطاع الخاص في تحريك العجلة الاقتصادية والمساهمة في التشغيل، هي عملية انتقال رافقتها أوجاع اجتماعية كانت محدودة في ظاهرها، وتعد على الأصابع. غير أن هذا الواقع تغير فعلاً على امتداد السنوات الماضية، ولولا ما أحدثته جائحة «كوفيد 19» من إرباكات في القطاعات الخاصة، ومن إلزام للدولة باستعادة بريق دورها الاجتماعي، لكان القطاع الخاص اليوم عالمياً في نقطة متقدمة جداً وعالية جداً.

طبعاً المسار كان واضحاً وواثق الاتجاه. واليوم، بيّن الواقع للجميع أن المجتمع لا يمكن التخلي عنه، وأن الجدير بفهمه والعمل على تجذيره هو أن العمل الاجتماعي ما زال الوظيفة الأساسية للدولة، مع إضافة ثقافة جديدة إلى بلداننا، تتمثل في فكرة المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص بشركاته ومؤسساته الكبرى.

الأمر ليس تبرعاً تحكمه قيم أخلاقية فردية بقدر ما نحن أمام مفهوم كامل المعاني والدور، يندرج ضمن تقسيم جديد للدور الاجتماعي، ما بين الدولة والقطاع الخاص من خلال أجسامه الكبرى.

وكي نفهم أهمية هذا الدور يكفي أن نصفه بالأساسي، وأنه لا يمكن اليوم تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة ظواهر الفقر والجوع وعدم تكافؤ الفرص، دون أن يؤدي القطاع الخاص دوره في المسؤولية المجتمعية من خلال تمويل مشاريع تتصل ببناء مدارس وتأمين خدمات الإعاشة للفقراء وأطفالهم. بمعنى آخر، ما تنازلت عنه الدولة من امتيازات لفائدة القطاع الخاص يتطلب تعويضه وسداده من خلال القيام بالمسؤولية المجتمعية. وهي مسؤولية تخفف من أعباء الدول، وأيضاً تمنح وجاهة للشركات الكبرى وقرباً من الناس، وهذا في حد ذاته ربحاً غير مباشر يصنع مكانة اعتبارية للمؤسسة الاقتصادية في المجتمع، الشيء الذي يمكن قياسه في حجم الإقبال على منتوجاتها.

وفي كثير من البلدان نشهد اليوم تنافساً بين المؤسسات التابعة للقطاع الخاص في مجال المسؤولية المجتمعية حيث إن هذه المؤسسات التي تحكمها علاقة تنافسية، وأحياناً صراعية من أجل الهيمنة على السوق، نجدها قد بدأت تتنافس، وهو ما يظهر في حجم الميزانيات التي تخصصها لما يسمى في برنامجها المالي بند المسؤولية المجتمعية.

إن العالم وجد نفسه مضطراً لحماية المجتمع، وإيجاد فاعلين جدد لأداء دور اجتماعي لا يمكن تجاهله أو إهماله، باعتبار أن الاستثمار والقطاع الخاص لن يكبرا ولن يتمكنا من تنمية الربح دون أمن اجتماعي يحمي الطبقة المتوسطة والطبقات الهشة من الانزلاق حيث إن الأمن الاقتصادي مرتبط بالأمن الاجتماعي. في هذا السياق، برز مفهوم المسؤولية المجتمعية ليسدّ فراغاً وليعيد تقسيم الدور الاجتماعي داخل البلد الواحد. فمن خلال المسؤولية المجتمعية للشركات والمؤسسات البنكية يحمي أصحاب المؤسسات الكبرى مستقبل مؤسساتهم وبيئة العمل والاستثمار. لذلك، فإن الجميع معني بالدور الاجتماعي والأطفال الذين لا يجدون مدرسة، ولا يتوفر لهم الحد الأدنى من الظروف المادية لطفولة متوازنة. هذا يعني أن المستقبل غير واضح ومعرض لأزمات من النوع الذي يوظف فيه الخزان الاجتماعي الذي يعاني من الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية.

لا يجب أن ننسى كم دفعت بلداننا من تكلفة باهظة بسبب العمليات الإرهابية التي عاشتها بلدان عربية كثيرة، وكيف أضرت عميقاً بعائدات السياحة التي تمثل عموداً فقرياً لميزانيات دول عدة. أي أن الرهان على المسؤولية المجتمعية وانخراط المؤسسات الكبرى في معاضدة جهود الدول في معالجة مظاهر الهشاشة إنما يعني عملياً التصدي الوقائي الذكي الاستباقي لما يمكن أن يهدد في الحاضر والمستقبل سيرورة العمل والاستثمار.

أيضاً يجب ألا ننسى أن المجتمع هو أصل الربح، وهو مبرر الاستثمار، وهو أيضاً الحريف والمستهلك... لذلك، فإن إيلاء دور المؤسسات الاقتصادية الكبرى الخاصة في ما يسمى المسؤولية المجتمعية الأهمية اللازمة، ومضاعفة التشريعات التي تجذب الإقبال على أداء هذا الدور، يعدّان أجندة عمل أساسية، في ظل تراكم أعباء الدول التي لا تستطيع التخلي عن دورها الاجتماعي، مهما ادعت النظريات السياسية. ومثلما منحت الدولة جزءاً من المجال للقطاع الخاص، فإنه آلياً يوازيه تأمين خدمات اجتماعية للفئات الهشة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولية بين الدولة والقطاع الخاص المسؤولية بين الدولة والقطاع الخاص



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib