الطرح المخاتل لمشكلة الهجرة غير النظاميّة
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الطرح المخاتل لمشكلة الهجرة غير النظاميّة

المغرب اليوم -

الطرح المخاتل لمشكلة الهجرة غير النظاميّة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

ليس جديداً القول إننا نحيا في عالم انفصامي بامتياز: منذ عقود راجت مقولة أن العالم أضحى قرية صغيرة بسبب العولمة وتكنولوجيا الاتصال والثورة الحاصلة في وسائل النقل... الكل صدق هذه المقولة وراقت له لما لمفهوم القرية من معانٍ تبعث على الدفء والحنين والعلاقات القريبة.

وفي إطار التشظي الذي يميز عالمنا اليوم فإن المقولة المشار إليها لم تمنع من ظهور مفهوم الهجرة غير النظامية الذي أصبح شائعاً، وصارت هذه الهجرة من أهم الموضوعات الدولية مثلها مثل تغير المناخ وقضية الشرق الأوسط.

الأمر لا يقف عند ملاحظة التشظي، بل إنه يزحف في اتجاه لغة المخاتلة وإخفاء الحقائق.

من يتابع خطاب الاتحاد الأوروبي بخصوص مشكلة الهجرة غير النظامية، أو تلك الأحزاب اليمينية المتطرفة الرافضة لوجود المهاجرين على أراضي بلدانها، يخطر في ذهنه للوهلة الأولى أن أوروبا ضحية هجوم المهاجرين غير النظاميين الذين يجتازون حدودها ويفرضون أنفسهم ويشوشون على شعوبها حياتهم واستقرارهم.

فالصورة الحقيقية هي ما تقوم به بعض بلدان أوروبا من مساعٍ حثيثة من أجل إيقاف ظاهرة الهجرة غير النظامية وإقناع العالم بأنها تطالب بحقها في التصدي لهجرة يصفها العالم بكونها غير قانونية.

السؤال: هل مثل هذا الخطاب المخاتل الذي يفتقر إلى التاريخ والذاكرة يكفي كي تكتب أوروبا والبلدان التي تعتبر نفسها الأكثر تضرراً من الهجرة غير النظامية سردية تكون فيها بالفعل بريئة وضحية؟ وأيضاً لماذا ارتفعت نبرة التذمر من الهجرة غير النظامية في هذه السنوات حتى أنها أصبحت الشغل الشاغل لأوروبا؟

لعله من المهم أن نضع بعض النقاط على الحروف وأول ما يستحق التذكير به هو أن أوروبا أول من مارست الاستعمار حين ارتأت أن تتوسع وتجمع المواد الأولية والثروات الطبيعية من البلدان التي احتلتها طمعاً في بناء نهضة صناعية كبيرة. ولقد حققت أوروبا من خلال الاستعمار ما أرادت، وإضافة إلى نهبها الثروات الطبيعية، فإنها فتحت بلدانها لليد العاملة المغاربية والأفريقية كي تبني لها نهضتها العمرانية وتقطف لها حصادها الزراعي. واستمر ذلك لعقود حتى بعد خروج فرنسا وبريطانيا وإيطاليا من مستعمراتها عندما قالت حركات التحرير الوطني كلمتها.

ولكن شيئاً فشيئاً لم تعد أوروبا بحاجة إلى المهاجرين، فتمت شيطنتهم على كافة الأصعدة وأصبح الحديث عنهم خالياً تماماً من كل إنسانية ومن التاريخ والمسؤولية أيضاً. وفي مقابل ذلك نلاحظ ترحيباً خاصاً بالنخب ذات الصلة بالمجالات التي تحتاجها أوروبا اليوم وعلى رأس المهاجرين المرحب بهم المهندسون والأطباء الذين أنفقت عليهم بلدانهم حتى صاروا كفاءات. أي إن المقاربة الجديدة انتقائية محضة وهي استقطاب كفاءات البلدان المستعمرة وهكذا يتم الانتقال من استعمار هدفه الثروات الطبيعية إلى تكتيك جديد يقوم على صيد الكفاءات الشابة ذات الشهادات العلمية التي هي الأكثر حاجة اليوم في السوق الدوليّة.

وهنا درس غير مباشر في البراغماتية الأوروبية المتواصلة بأشكال مختلفة وخطط متغيرة.

ما يجب أن تعلمه البلدان التي تعبر عن تذمرها من ظاهرة الهجرة غير النظامية أنها تمثل أحد أهم أسباب هذه الهجرة. فالشباب الذين وجدوا أنفسهم أمام آفاق ضيقة كانت الدول المستعمرة متسببة فيها إلى جانب ما بذلته من جهد من أجل ألا تكبر تلك البلدان وكي لا تكون نامية وقوية، الأمر الذي جعل الآفاق غير موجودة خاصة بعد تضافر عوامل أخرى ما فتئت تتجمع من تاريخ حرب الخليج الأولى وصولاً إلى جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية.

هناك مشكلة في كيفية طرح قضية الهجرة غير النظامية، ولن تجد هذه القضية طريقها نحو المعالجة من دون الخروج من بوتقة الخطاب الزئبقي المخاتل.

لذلك فإن المعالجة الصريحة الشجاعة تكون عندما تدعم البلدان وتساعد النخب الحاكمة فيها على تأمين استقرار اقتصادي وخلق فرص للشباب. والدعم الحقيقي ليس فيما هو فني فقط بل في الدعم المالي وضخ الاعتمادات لأن هذه البلدان رغم ضيق ذات اليد فإنها غنية بالكفاءات، بدليل أن أوروبا باتت بحاجة إلى طلابها المتميزين وتقدم لهم كل ما تعجز بلدانهم الأصلية على تقديمه لهم من ظروف عمل مريحة ومعاشات عالية.

إن سياسات الدعم قطرة قطرة والدعم المشروط والمحسوب أثبتت فشلها: شباب في أوج إرادة الحياة والحلم والطموح سيبحر في المتوسط بحثاً عن ضفة باتت لا تريده.

كونوا شريكاً حقيقياً في تنمية أفريقيا ولن يرغب أحد في ترك العائلة والأصدقاء وأرض بلاده. كونوا شريكاً حقيقياً وردوا بعض ما نهب من ثروات طبيعية من دون مقابل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطرح المخاتل لمشكلة الهجرة غير النظاميّة الطرح المخاتل لمشكلة الهجرة غير النظاميّة



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib