الأطفال الفقراء لا مصعد لهم
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

الأطفال الفقراء لا مصعد لهم

المغرب اليوم -

الأطفال الفقراء لا مصعد لهم

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

يحتفل العالم، الثلاثاء المقبل، بـ«اليوم الدولي للتعليم»، وهي مناسبة جد مهمة للحديث عن حق الطفل في التعليم، وإلى أي مدى هذا الحق يجد الإنصاف والتلبية.
من المفارقات الكبرى أنه في عصر العلم والذكاء الصناعي نجد 244 مليون طفل ومراهق في العالم لا تُتاح لهم الفرصة للدراسة أو حتى إكمالها، وأيضاً 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة، أو حتى إجراء العمليات الحسابية الأساسية.
نحن فعلاً في وضع عالمي سريالي متفاوت بشكل لا يسمح ببناء توقعات إيجابية نحو المستقبل.
كما أننا من باب الواقعية أيضاً، واستناداً إلى هذه الأرقام وغيرها، نعتقد أن الإيفاء بالوعود التي جرى قطعها في الخطة الأممية للتنمية المستدامة، فإنه من الصعب أن نتحدث بثقة ومصداقية عن أنه لن يكون هناك أطفال خلف الركب من ناحية حقهم في التعليم.
إن ارتباط الفقر ومظاهره وأبعاده المتعددة يعني آلياً ضرباً عميقاً للحق في التعليم. وكلما ازدادت مظاهر الفقر فالتعليم هو أول ما يتعرض للتهديد بشكل يمكننا أن نجزم فيه بأن الفقر هو رأس الأفعى الحقيقي، ولا يمكن مقاومة ظواهر الحرمان من حق التعليم ومن العنف ومن الكرامة الإنسانية دون معالجة للفقر.
ومما يزيد في تثبيت هذه الرؤية السوداوية أن الفقر في تنامٍ، وعرفت الدول ارتفاعاً في نسبته، مع جائحة «كوفيد»، ومع تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية التي جعلت الحديث عن الأمن الغذائي يتصدر الأولويات، بمعنى أن العالم اليوم يقاوم شبح المجاعة وانهيار القدرة الشرائية وارتفاع عدد الفقراء والهشاشة الاقتصادية والاجتماعية.
تراجعت قدرة الدول اليوم على أداء الدور الاجتماعي، وعلى تأمين استحقاقات ذلك؛ من بنية تحتية، كالمدارس والمستشفيات وغير ذلك. ومثل هذا التراجع يضر بمصلحة الناس طبعاً، والأطفال في المقام الأول.
هناك مشكل مركّب يعيشه العالم اليوم، من دون أن نتنبه إلى أن الأطفال هم أكثر ضحاياه، الشيء الذي يجعل المشكل لا يتعلق بالحاضر فقط، بل بالمستقبل تحديداً، باعتبار أن ما يمس الأطفال سنجني شوكه في المستقبل.
ففي اليوم الدولي للتعليم، وفي سائر الأيام، يجب أن نناضل، دولاً ومجتمعات مدنية ومؤسسات مانحة، من أجل القضاء على الفقر، لأنه رأس الأفعى الذي متى تم قطعه ستُقطع آلياً ظواهر ومشكلات من نتاج الفقر وانعكاساته؛ فهاجس الخبز لا يختلف من حيث القيمة والأهمية عن هاجس التمتع بالحق في التعليم، الذي أصبح، بحكم التغييرات، محل تهديد.
وفي الحقيقة، فإن مصلحة العالم المتقدم والدول الغنية اليوم الاستثمار في هذه الحقوق، أي الحق في التعليم، والحق في ألا تكون فقيراً، لأن العالم الغني هو أول المتضررين من ملايين من أطفال ومراهقين لا يجيدون القراءة، ويجدون صعوبة في الالتحاق بمدرسة وتلقي العلم. أي أن الاستثمار في التعليم يعني الاستثمار في مقاومة الإرهاب، وفي التنمية والعقل الإنساني ككل.
ليس مقبولاً في هذه الألفية أن يكون التعليم حق الطفل الذي تستطيع أسرته تأمين ذلك مادياً. بل يجب، ومهما كانت خيارات الدول ليبرالية، أن يظل الحق في التعليم من واجب الدولة، حتى يجد الطفل الفقير المدرسة والمعلم، ويدرس ويحلم ويصعد اجتماعياً؛ فالفقراء لا مصعد لهم غير التعليم، وهكذا تقطع الدولة الطريق على الذين يستثمرون في هشاشة الناس وفقرهم، وهكذا أيضاً نعترف بالناس.
إن الاعتراف بالناس يعني تلبية حقوقهم الأساسية في العقل، وإيفاء الدولة ببنود العقد الاجتماعي التاريخي بينها وبين الناس الذين تخلوا عن قوتهم من أجل أن تستأثر الدولة وحدها بما يُسمى العنف المشروع.
تعج اليوم مجتمعاتنا بالجمعيات التي تقوم بدور مهم، غير أن هذا الدور لا يعلي من الشأن الاجتماعي بالشكل الذي يناسب تراكم المشكلات الاجتماعية، لذلك فإن المهمة الكبيرة والجوهرية للجمعيات اليوم في البلدان الفقيرة والمتواضعة هي التركيز أكثر ما يمكن على حماية الأطفال والمراهقين من تداعيات الفقر والاستغلال متعدد الأوجه، ومساندة النساء والأسر التي تصارع الفقر وتحتاج إلى مَن يعزز صمودها.
لا يمكن الحديث، الثلاثاء المقبل، دولياً عن الحق في التعليم من دون إثارة أم المشكلات: الفقر الذي يمنع الإنسان من التمتع بحقوقه، ويجعل منه أشبه ما يكون بقنبلة موقوتة ضد ذاته وضد العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطفال الفقراء لا مصعد لهم الأطفال الفقراء لا مصعد لهم



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib