الفشل بوصفه طريقاً للنجاح
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح

المغرب اليوم -

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح

بقلم : د. آمال موسى

لا شك في أن بريق فكرة النجاح يظل الأكثر توهجاً، وأنه هاجس الجميع من دون استثناء. ولكن مع ذلك فإن العلاقة الصحية بالنجاح هي التي تمنح النجاح قيمته. لذلك فإن الكيفية التي تبني بها رمزياً المجتمعات مسألة النجاح مهمة جداً وهي مرآة لفهم تمثلات النجاح وسيرورته أيضاً.

طبعاً فكرة النجاح كمثل أفكار وقيم عدة تستمد جزءاً من معناها من المعنى المضاد لها، ونقصد فكرة الفشل على الأقل وفق الثقافة الشائعة والمتداولة، حيث إن اعتبار الفشل نقيض النجاح هو جوهر الفرق بين مجتمعات متصالحة مع الفشل وترى أنه أب للنجاح وأحد أقربائه، ومجتمعات ترى فيه عدواً للنجاح ولا صلة بينهما، وتقسم الأشخاص بين ناجح وفاشل.

فنحن أمة نهجو الفشل ولم نرتب العلاقة بعد بين الفشل والنجاح. وهو ترتيب مهم لأننا عندما نقوم به بشكل صحي ومتوازن فإننا نحمي الذات العربية من هذا الهجاء السري الموروث ثقافياً. ذلك أن نظرتنا للفشل في الدراسة تحتاج إلى التعديل، وعليها نقيس مجالات أخرى يعرف فيها الفرد الفشل. ولا يخفى كيف تتمثل الأسرة العربية فشل الطفل في الدراسة حيث تعتبر الرسوب في سنة دراسية كارثة ومأساة كبرى، في حين أن الرسوب هو حدث عارض، وقد يكون إيجابياً جداً وفرصة للتلميذ حتى يعيش تجربة خاصة تغير من سلوكه، وأيضاً تمنحه فرصة تلقي نفس المضامين التربوية سنة أخرى، مما يرفع من مهاراته. المشكل اليوم هو أننا نضع أمام أطفالنا طريقاً واحدة للنجاح، وننسى الإنصات إلى مهاراتهم المختلفة واستعداداتهم المختلفة. فالطفل يفشل لأنه غير مرتاح فيما يقوم به، ويمكن أن يكون هائل النجاح إذا ما فسحنا له مجال الاختيار. بل إننا مع الأسف حتى الذي ينجح بملاحظة متوسط أصبحنا نعتبره فاشلاً بشكل أو بآخر. وكم من عبقري عاش تجربة الرسوب مراراً وظل في الدراسة سنوات أكثر مما نعتبره عادياً وأثبت نجاحاً! وهناك من بينهم مَن هم من المشاهير ويؤثرون اليوم في الرأي العام. وكثيرة اليوم هي قصص نجاح الناس الذين اختاروا طريقاً للنجاح غير الذي فرضته التمثلات الاجتماعية.

من المهم أن نغير تعاملنا مع حدث الفشل الدراسي والتمييز بين عطب عابر وتوصيف الشخص بالفشل الذي لا يخلو من تعسف وتصنيف غير موضوعي، إضافة إلى ما تنطوي عليه النظرة المعيارية من إحباط والإصابة بعقدة الفشل.

إذن المدرسة تسهم في تحديد جزء وافر من معنى النجاح والفشل، وهي مساهمة مبالغ فيها ونتج عنها إهمال لعناصر أخرى بها تكتمل فكرة النجاح؛ ذلك أن النجاح خلاصة حياة مملوءة بالإخفاقات الصانعة بدورها للنجاحات الصغيرة.

إلى جانب أهمية دور المدرسة في تشكيل الوعي بفكرتي النجاح والفشل، فإن المشكلة الأخرى تكمن في تداعيات الوعي الخاطئ بفكرة الفشل في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال. فمجتمعاتنا اليوم تشتغل - كغيرها من مجتمعات العالم - بالتمكين الاقتصادي والقطاع الخاص والمبادرة الخاصة، وبصدد وضع عقد مختلف البنود في توزيع الوظائف بين القطاع العمومي والقطاع الخاص، ولكن نحن نخوض معركة تنمية وخلق الثروة بما وصفناه بالوعي الخاطئ بفكرة الفشل. ذلك أنه حسب هذا الوعي لا مجال للفشل في بعث مشروع. وكل باعث مشروع مطلوب منه النجاح والانطلاق في الربح وكتابة قصة النجاح من الوهلة الأولى والسنة الأولى. والحال أن الدراسات في العالم الغربي أثبتت أن رجال الأعمال الناجحين هم الذين فشلوا مرات عدة قبل أن ينطلقوا في تحقيق النجاح، ولأن ثقافتهم تجيد الربط بين الفشل والنجاح، وتعتقد في أبوة الفشل للنجاح، فإنهم لم يتعرضوا إلى إجهاض لإرادتهم وطموحهم.

في مقابل ذلك، نجد في مجتمعاتنا العربية أن فشل مشروع واحد يكفي كي نفقد الثقة بباعث المشروع ونعده فاشلاً لا يستحق الدعم ولا الإسعاف. ونعتقد أنه لم يعد من الممكن مواصلة النظر إلى إخفاق صاحب المشروع وصاحبة المشروع بنفس الطريقة، ومن المهم خلق نقاش حول قصص النجاح وإظهار المصاعب والإخفاقات التي عرفتها حتى انتهت قصة نجاح. وهو معطى مهم ليس فقط من ناحية التقييم الاجتماعي بل أيضاً في تعاطي هياكل دولنا والمؤسسات المالية الخاصة مع باعثي الأعمال بخاصة الشبان منهم، حيث إن ما يسمى اليوم بدراسة المخاطر، وبالتأمين على المخاطر إنما يندرج ضمن هذه الخلفية.

إن الفشل في الثقافة الواسعة الأفق والتأويل هو الطريق إلى النجاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح الفشل بوصفه طريقاً للنجاح



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib