الفشل بوصفه طريقاً للنجاح
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح

المغرب اليوم -

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح

بقلم : د. آمال موسى

لا شك في أن بريق فكرة النجاح يظل الأكثر توهجاً، وأنه هاجس الجميع من دون استثناء. ولكن مع ذلك فإن العلاقة الصحية بالنجاح هي التي تمنح النجاح قيمته. لذلك فإن الكيفية التي تبني بها رمزياً المجتمعات مسألة النجاح مهمة جداً وهي مرآة لفهم تمثلات النجاح وسيرورته أيضاً.

طبعاً فكرة النجاح كمثل أفكار وقيم عدة تستمد جزءاً من معناها من المعنى المضاد لها، ونقصد فكرة الفشل على الأقل وفق الثقافة الشائعة والمتداولة، حيث إن اعتبار الفشل نقيض النجاح هو جوهر الفرق بين مجتمعات متصالحة مع الفشل وترى أنه أب للنجاح وأحد أقربائه، ومجتمعات ترى فيه عدواً للنجاح ولا صلة بينهما، وتقسم الأشخاص بين ناجح وفاشل.

فنحن أمة نهجو الفشل ولم نرتب العلاقة بعد بين الفشل والنجاح. وهو ترتيب مهم لأننا عندما نقوم به بشكل صحي ومتوازن فإننا نحمي الذات العربية من هذا الهجاء السري الموروث ثقافياً. ذلك أن نظرتنا للفشل في الدراسة تحتاج إلى التعديل، وعليها نقيس مجالات أخرى يعرف فيها الفرد الفشل. ولا يخفى كيف تتمثل الأسرة العربية فشل الطفل في الدراسة حيث تعتبر الرسوب في سنة دراسية كارثة ومأساة كبرى، في حين أن الرسوب هو حدث عارض، وقد يكون إيجابياً جداً وفرصة للتلميذ حتى يعيش تجربة خاصة تغير من سلوكه، وأيضاً تمنحه فرصة تلقي نفس المضامين التربوية سنة أخرى، مما يرفع من مهاراته. المشكل اليوم هو أننا نضع أمام أطفالنا طريقاً واحدة للنجاح، وننسى الإنصات إلى مهاراتهم المختلفة واستعداداتهم المختلفة. فالطفل يفشل لأنه غير مرتاح فيما يقوم به، ويمكن أن يكون هائل النجاح إذا ما فسحنا له مجال الاختيار. بل إننا مع الأسف حتى الذي ينجح بملاحظة متوسط أصبحنا نعتبره فاشلاً بشكل أو بآخر. وكم من عبقري عاش تجربة الرسوب مراراً وظل في الدراسة سنوات أكثر مما نعتبره عادياً وأثبت نجاحاً! وهناك من بينهم مَن هم من المشاهير ويؤثرون اليوم في الرأي العام. وكثيرة اليوم هي قصص نجاح الناس الذين اختاروا طريقاً للنجاح غير الذي فرضته التمثلات الاجتماعية.

من المهم أن نغير تعاملنا مع حدث الفشل الدراسي والتمييز بين عطب عابر وتوصيف الشخص بالفشل الذي لا يخلو من تعسف وتصنيف غير موضوعي، إضافة إلى ما تنطوي عليه النظرة المعيارية من إحباط والإصابة بعقدة الفشل.

إذن المدرسة تسهم في تحديد جزء وافر من معنى النجاح والفشل، وهي مساهمة مبالغ فيها ونتج عنها إهمال لعناصر أخرى بها تكتمل فكرة النجاح؛ ذلك أن النجاح خلاصة حياة مملوءة بالإخفاقات الصانعة بدورها للنجاحات الصغيرة.

إلى جانب أهمية دور المدرسة في تشكيل الوعي بفكرتي النجاح والفشل، فإن المشكلة الأخرى تكمن في تداعيات الوعي الخاطئ بفكرة الفشل في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال. فمجتمعاتنا اليوم تشتغل - كغيرها من مجتمعات العالم - بالتمكين الاقتصادي والقطاع الخاص والمبادرة الخاصة، وبصدد وضع عقد مختلف البنود في توزيع الوظائف بين القطاع العمومي والقطاع الخاص، ولكن نحن نخوض معركة تنمية وخلق الثروة بما وصفناه بالوعي الخاطئ بفكرة الفشل. ذلك أنه حسب هذا الوعي لا مجال للفشل في بعث مشروع. وكل باعث مشروع مطلوب منه النجاح والانطلاق في الربح وكتابة قصة النجاح من الوهلة الأولى والسنة الأولى. والحال أن الدراسات في العالم الغربي أثبتت أن رجال الأعمال الناجحين هم الذين فشلوا مرات عدة قبل أن ينطلقوا في تحقيق النجاح، ولأن ثقافتهم تجيد الربط بين الفشل والنجاح، وتعتقد في أبوة الفشل للنجاح، فإنهم لم يتعرضوا إلى إجهاض لإرادتهم وطموحهم.

في مقابل ذلك، نجد في مجتمعاتنا العربية أن فشل مشروع واحد يكفي كي نفقد الثقة بباعث المشروع ونعده فاشلاً لا يستحق الدعم ولا الإسعاف. ونعتقد أنه لم يعد من الممكن مواصلة النظر إلى إخفاق صاحب المشروع وصاحبة المشروع بنفس الطريقة، ومن المهم خلق نقاش حول قصص النجاح وإظهار المصاعب والإخفاقات التي عرفتها حتى انتهت قصة نجاح. وهو معطى مهم ليس فقط من ناحية التقييم الاجتماعي بل أيضاً في تعاطي هياكل دولنا والمؤسسات المالية الخاصة مع باعثي الأعمال بخاصة الشبان منهم، حيث إن ما يسمى اليوم بدراسة المخاطر، وبالتأمين على المخاطر إنما يندرج ضمن هذه الخلفية.

إن الفشل في الثقافة الواسعة الأفق والتأويل هو الطريق إلى النجاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح الفشل بوصفه طريقاً للنجاح



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib