التبغ وفشل حملات التشهير به
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

التبغ وفشل حملات التشهير به

المغرب اليوم -

التبغ وفشل حملات التشهير به

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

يحيي العالمُ الأربعاءَ المقبل، اليومَ العالمي للإقلاع عن التدخين الذي ربما للوهلة الأولى لا يثير فينا فضولَ الإنصات والمتابعة والاهتمام. وهو موقف مفهوم جداً، بمعنى أنَّه يمكن تفهمه لأنَّ الجهود الكبرى التي بُذلت وما زالت، تبذل لم تعطِ أكلَها، وظلَّ التبغ يُحكِم قبضتَه على ملايين من الأشخاص حول العالم. بل إنَّ قرار الإقلاع عن التدخين في حد ذاته يمثل أكبر معركة يمكن أن يخوضَها أي شخص مدخن.

ورغم أنَّ الكلام عن التبغ ومضاره لا يجد الآذان الصاغية، فإن الشيءَ الذي يجب ألا ينقطع والدعوة التي لا بد من أن نستمر في رفعها ضد التبغ لا مفر من ضرورة استمراريتها. وذلك بكل بساطة لأنَّ القضيةَ ذاتُ وجاهةٍ وجادةٌ وذاتُ علاقةٍ بأثمنِ شيء في حياة الإنسان وهو الصحة.

بل إنَّه كلما تمعنّا أكثر في علاقة أمراض عويصة كثيرة بالتدخين، لا نستطيع إلا أن نواصل درب التشهير والتنديد.

ولقد حدَّدت منظمةُ الصحة الدولية أكثرَ من 100 سبب للإقلاع عن التدخين. وأظهرت الدراسات أنَّ التبغ مسؤولٌ عن ربع الوفيات الناجمة عن مرض القلب التاجي. وأعلنت منظمة الصحة العالمية بكل وضوح أنَّ ثمانيةَ ملايين شخص يلقون مصارعَهم سنوياً بسبب التبغ. يمكن القول إنَّنا في حرب مقنّعة باردة سرية مع التبغ، ولكن لا ناقوسَ لهذه الحرب. والعهد ليس ببعيد، أظهرت جائحة «كوفيد - 19» كيف أنَّ الذين يدخنون كانوا أكثر عرضة لِعيشِ تجربةٍ قاسية مع الجائحة بما في ذلك الوفاة. وفي الحقيقة أنَّ العلماء نطقوا وشهروا بالتبغ طولاً وعرضاً من دون هوادة، إلى درجة أن ركَّزوا على حقيقة الارتباط بين التدخين و20 نوعاً من السرطان. لكنَّ هذا لم يُسهم في خلق صدمة كبيرة ويحقق نتائجَ عريضة في خضمِ الحملات المبذولة من أجل الإقلاع عن التدخين.

الفكرة الرئيسية التي من المهم الانتباه إليها حسب اعتقادنا هي أنَّ الفشلَ في التوعية وإسداء النصائح لا يمكن أن يخلق شعوراً بعدم الجدوى. فالتداعيات خطيرة جداً ولا يتسبب التدخين في وفاة 8 ملايين شخص سنوياً فقط، بل إنَّ تكلفة ذلك أكثر بكثير، إذا ما أضفنا عدد الأرامل وعدد الأطفال الأيتام بسبب التبغ، عدا التكلفة المادية.

ومن هذا المنطلق، فإنَّ الحكمة تقتضي مواصلة التوعية من دون توقف، خصوصاً أنَّ المقبلين الجدد على التدخين في ازدياد وفي توسع، بمعنى أن تعاطي التدخين عرف تغييرات من المهم أخذها بعين الاعتبار. ففي الماضي القريب كان التدخين حَكراً على الرجال، واليوم أصبح يشمل الجنسين. وفي الماضي كانت بداية تعاطي التدخين تبدأ في سن الشباب تقريباً، واليوم أصبح الأطفالُ أيضاً يدخنون. وبالنظر في هذه التحولات التي زادت في قاعدة المقبلين على التدخين، فإن جهودَ التوعيةِ لا بد من أن تتضاعف وتتضاعف. فالأمر هو جوهر مستقبل الحياة في الأرض ونوعية الحياة أيضاً. ويتعلَّق الأمر بقوة العمل في أي بلد، ونحن نعلم كم ينهك التدخينُ جهازَ التنفس والرئتين في جسد الإنسان.

طبعاً هناك مشكل، وهو أنَّ الجميعَ يُشَهِّرُون بالتدخين ويهجونه شرَّ هجاء، سواء أكانوا مدخنين أم غير مدخنين، وحتى صناع التدخين أنفسهم يكتبون على غلاف علبة السجائر العبارة الشهيرة: التدخين مضر بالصحة، ولا يكتفون بهذا، بل يضعون صوراً مقززة لتأثير التدخين على الجسم. أي أنهم يقومون بتوفيره وتوزيعه مع الإعلام بمضاره. وربما هذه الجملة التي قضت على جهود التوعية بالفشل؛ لأن أكثر من يمارس التوعية والتنبيه في كل علبة سجائر هم باعة التبغ.

لذلك؛ يمكن القول إنَّ المنتوجات القائمة على الإدمان وصعوبة الانقطاع، تضع حملات التوعية في مواجهة صعوبات كبيرة. لذلك؛ ربما من المهم أن يتغير خطاب الدعوة إلى الإقلاع عن التدخين، لأن هذا المجال يوظف ملايين البشر الذين يعتاشون منه. لذا وجب البحث عن العلاج الملائم وغير المتسرع في هذا الأمر؛ لأن الحرب على التدخين تولّد بطالة ينبغي معالجتها أيضاً.

من ناحية أخرى، نلحظ أنَّ الإقلاع عن التدخين يحتاج إلى مناخ كامل يسهم في نجاح أي محاولة.

كما أننا نعتقد أن الخطاب متسامح أكثر مما يجب، ولا يذهب إلى المناطق التي يمكن أن تخلق نقاشاً عمومياً عميقاً: فمثلاً نصِف أحياناً من يدخن وهو مريض بأنَّه بصدد الانتحار، ولكن لا نصِف من يدخن بأنَّه بصدد الاعتداء على البيئة وعلى الأشخاص الذين لا يدخنون. فالمدخن السلبي يصله شرُّ التبع وهو لا يتعاطاه، ولكن لا تهمة للمدخنين ولا نتناول الموضوع من زاوية الانتصار لحق غير المدخن في أن يحمي نفسه من المدخنين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التبغ وفشل حملات التشهير به التبغ وفشل حملات التشهير به



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib