التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول

المغرب اليوم -

التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

المفكر وعالِم الاجتماع بيار بورديو، الذي غادرَنا منذ أكثر من عقد، له كتاب مميز جداً عنوانه «التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول»، وهو عبارة عن محاضرة مطوَّلة يصف فيها معالجة التلفزيون للأخبار، وكيفية توظيف الخبراء والجامعيين، وكيف أن التلفزيون ينتج ما سمّاه المفكر بالسريع، منتهياً إلى ما يعني الدعوة الصريحة لمقاطعة المفكرين والمثقفين للتلفزيون.

أيضاً يتناول هذا الكتاب آليات التلاعب بالرأي العام، والحِيل التضليلية المستعملة، وركّز على مُعطى مفاده تشابه وسائل الإعلام، وكيف أن التقليد أهم مبدأ عمل يجمع القنوات المختلفة.

لماذا استحضار بيار بورديو وكتابه الآن؟

في الحقيقة، نحن في لحظة قلّما تتوفر بهذه الشاكلة من توظيف آليات التلاعب بالعقول، التي تأتي على رأسها آلية التضليل بواسطة الإعلام. كما القول إن كل نشرات الأخبار تتشابه، أو إن غالبيتها كذلك من الأفكار التي تحتاج إلى تدقيق وتصويب، حيث إنه، في الأوقات العادية وخارج الأحداث الساخنة، فإن كل الأخبار والمعالجات الإخبارية تتشابه إلى حد كبير. في مقابل ذلك، فإن الحروب والمعارك والتوترات والأحداث ذات المسائل الإشكالية، والتي تكون فيها المواقف وطبيعتها محددة لتواصل المصلحة من عدمها، فإن وسائل الإعلام تجد نفسها مجبَرة على إظهار ما هو مسكوت عنه في سائر تغطيتها للأحداث.

هناك معارك تستوجب دخول وسائل الإعلام فيها، والاضطلاع بجزء من هذه المعركة.

هذا ما نشاهده من تاريخ انطلاق الحرب على غزة والفلسطينيين: التلاعب أولاً باللغة والمفاهيم والمصطلحات؛ لأن الرسالة تُبنى في طورها الأول باللغة. والفهم يمر باللغة، وتشكيل الرأي أيضاً يتحقق باللغة، لذلك فإن المعجم المستخدم في وسائل الإعلام، في هذه الأيام، بخصوص الأحداث في غزة، يقوم على التناقض وعلى سرديات لا خيط ينظمها أحياناً، كما يفعل الجانب الإسرائيلي. الحرب قائمة من تاريخ انطلاق الأحداث فوق الأرض وفي اللغة: تراوح إشكالي بين الواقع الذي تمثله أحداث القتل والتهجير والتنكيل، واللغة التي يستخدمها الجانب الإسرائيلي لتقديم سردية تقوم حول مفهوم الضحية. في أرض اللغة يُمارس القهر والهجوم الأكبر أثراً.

إنه الهجوم الكبير والأكبر من هجوم الواقع، رغم أن عدد الشهداء في غزة بلغ سبعة الآلاف، وذلك باعتبار أن الملايين من الناس في العالم يتابعون الحرب على غزة، والموقف منها يُبنى استناداً إلى المعجم المستخدَم والروايات محض الخيال...

طبعاً الحقيقة من فرط هيمنة مظاهرها في الواقع إلى حد كونها مرئية بامتياز، نجحت في هزم الإمبراطوريات الإعلامية المموَّلة كلياً أو جزئياً من إسرائيل وإسرائيليين. وكلما يكون التنكيل أكبر فإن سطوة التضليل الإعلامي تكون أضعف. فالأمر يستوجب تحديداً كيميائياً مدروساً بدقة للتنكيل والقهر، وأي خلل في التحديد الكيميائي، وفق الجرعات التي تفضح التضليل، فإنه يؤدي إلى نوع من الدعاية الذاتية المضادة.

هناك حرب إعلامية موازية، وهي الأخطر؛ لأنها تصنع السردية وتشكِّل المواقف والرأي العام؛ لأن الذي تهيمن سرديته على وسائل الإعلام وتنشرها، كما تسري النار في الهشيم، هو الطرف الرابح، حتى لو كان خاسراً ومعتدياً على القوانين وحقوق الإنسان في المعركة على الأرض وفي الواقع.

لا شك في أن هذه الأحداث، وغيرها من الأحداث الحارقة، تسبِّب حرجاً وضيقاً وخلافات؛ لأن التضليل هو عملية غير أخلاقية ويرفضها الضمير الحي. وهنا نكتشف للمرة الألف أن التنكيل وتجاوز الحدود الإنسانية هما ما يُحرج حتى المساندين لإسرائيل ويجرُّهم إلى مواجهات مع خصومهم. بل إن الحد اللاإنساني من القهر يبطل مفاهيم إيجابية ويؤثر سلباً على مساعٍ تهدف إلى رأب الصدع وإيجاد الحلول.

السؤال: أليس أهم نصر هو نصر يُحاك بالحقيقة لنضمن ديمومته وصلابته أمام العالم والمستقبل؟ ما نفع سردية مهدَّدة بالمحو في أية لحظة مع بلوغ السيل الزبى؟!

إن هذه الممارسات التي عمّقت القهر والجرح التاريخي ستلقي بتداعياتها على المستقبل، وستُضاعف من الشعور بالخوف. كل ما تقوم به إسرائيل من أجل فرض سردية تاريخية، إنما يبرز إلى أي حد هناك مُشكل في العقل الإسرائيلي في هذا المنحى، حيث نلاحظ نسخاً لسردية مستقبلها في المنطقة بحِبر دموي.

واستناداً إلى ما يعيشه العالم اليوم من حرب إعلامية حامية الوطيس، فإن الحديث عن الموضوعية والمهنية، بالنسبة إلى عدد من وسائل الإعلام، يصبح حديث القهر بواسطة الإعلام، وهو الأعتى؛ لأنه يتلاعب بالعقول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib