المال مقابل حياد الكربون
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

المال مقابل حياد الكربون

المغرب اليوم -

المال مقابل حياد الكربون

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

يمثل فصل الصيف مناسبة مهمة إضافية لتناول مسألة تغييرات المناخ، إذ إنه الفصل الذي ندرك خلاله أكثر فأكثر ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة بشكل يختلف عن فصول الصيف الماضية قبل سنوات. لكل منا ذاكرته وصباه الذي يمكّنه من ملاحظة الفارق، خصوصاً أن ارتفاع الحرارة هو الذي تسبب بدوره في جملة من تغييرات المناخ، كالجفاف وندرة الماء، وهي تغييرات تبلغ درجة الكارثة البيئية.
نعتقد أن الحديث عن تغييرات المناخ يجب أن يكون حديثاً قاراً ومتواصلاً في اللقاءات العلمية وفي وسائل الإعلام، لأن الأمر يتصل بحياة الإنسان ويتعلق بالأخطار على غرار تعميق هشاشة الفقراء وتهديد الحياة بسبب الحرائق والفيضانات والزلازل.
طبعاً التعريف البسيط لما اصطلح على تسميته تغييرات المناخ يحمل المسؤولية ويلقي التهمة أو الجريمة على عاتق الإنسان، باعتبار أن أنشطته هي المتسببة في تغييرات المناخ المهلكة للحياة والمضرة لها.
في مقابل ذلك، فإن الطرح الجدي اليوم لهذه المشكلة لا يغفل مسألة تمويل الأنشطة التي ستحد من تغييرات المناخ. فالقضية مالية جداً. لذلك شغلت قضية تعبئة الموارد المالية مؤتمرات المناخ العالمية مما يعكس الإيمان بأنه لا بد من الإنفاق ومساعدة دول العالم على مقاومة التغييرات لأن أي تقصير سيكون ضحيته كل العالم، والمناخ لا يعترف بالتقسيم الجغرافي للدول.
يتعلق التمويل المناخي بالموارد المالية التي يتعين إنفاقها على مجموعة من الأنشطة التي ستُسهم في إبطاء تغير المناخ وستساعد العالم على بلوغ هدفها المتمثل في الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ولتحقيق هذا الهدف، يحتاج العالم إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى مستوى الصفر عملياً بحلول عام 2050. وتشمل المبادرات التي يجب تمويلها للوصول إلى الصافي الصفري، تلك التي تقلّص من انبعاثات الغازات الدفيئة، بالإضافة إلى تلك التي تعزز أو تحمي الحلول الطبيعية والتي تلتقط تلك الغازات، مثل الغابات والمحيطات.
يهدف التمويل المناخي أيضاً إلى بناء مُقوّمات صمود السكان الأكثر تضرراً من تغير المناخ وإلى مساعدتهم على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، وهي تدابير ستساعد بدورها على الحدّ من الاحتباس الحراري.
إنّ العالم ما فتئ يواجه ثلاث حتميات في التعامل مع أزمة المناخ؛ أولاً الوصول إلى حياد الكربون (صفر انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري) خلال الثلاثين سنة المقبلة. ثانياً ملاءمة التمويل الدولي لاتفاق باريس، الذي يعتبر خطة العالم للعمل المناخي. ثالثاً تحقيق تقدم كبير في التكيف مع التغير المناخي لحماية العالم، وخاصة الفئات الاجتماعية في وضعية الهشاشة والبلدان الأكثر تضرراً من آثار التغير المناخي.
وفي الحقيقة، فإن العمل المناخي يتطلب استثمارات مالية كبرى، كما هو الحال في تكنولوجيات النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة وفي البنى التحتية القادرة على الصمود أمام تأثيرات تغير المناخ. والجدير بالذكر أنّ التقاعس عن العمل المناخي هو أكثر تكلفة من الاستثمار في تركيز مقومات الصمود.
لكن المشكل يتمثل في العديد من الدول النامية التي تفتقر إلى الموارد والتكنولوجيا لتحقيق هذه الأهداف. لهذا السبب اتفقت المجموعة الدولية على أن تتكفل الدول الصّناعية التي تحظى بالأسبقية التكنولوجية وتوفر الموارد من معارف وأموال وخبرات وقدرات على البحث العلمي والتجديد التكنولوجي، بالإيفاء بتعهداتها عن طريق تمويل العمل المناخي في البلدان النامية، ولا سيما الأكثر فقراً وضعفاً، وتعزيز التعاون الدولي للتصدي لتغير المناخ. وكما نعلم فإن البلدان الأكثر فقراً والفئات الأكثر خصاصة في ازدياد، خاصة مع تداعيات جائحة «كوفيد - 19».
وفي هذا الإطار، التزمت البلدان المتقدِّمة منذ سنة 2009 برصد 100 مليار دولار سنوياً بهدف تمويل مكافحة تغيُّر المناخ لصالح البلدان النامية حتى سنة 2020.
ولكن من يتابع واقع برامج الحد من تغييرات المناخ في العالم اليوم يلحظ فارقاً كبيراً بين الخطاب الدولي وواقع تعبئة الموارد المالية للبلدان المحتاجة إلى التمويل لتطبق سياسة الاقتصاد الأخضر، أي أن الجهود التي بذلتها البلدان المتقدمة، لم تبلغ المستوى المطلوب في تعبئة الأموال من أجل التصدي للتغييرات المناخية في البلدان النامية، إذ لم يتعدّ مستوى التمويل في مجال المناخ من طرف البلدان المتقدمة في سنة 2019 مبلغ 79.6 مليار دولار.
ويتساءل المهتمون بقضايا المناخ عن مدى الالتزام بالمبالغ التي نصت عليها الوثيقة النهائية لمؤتمر أديس أبابا حول تمويل التنمية الذي انعقد سنة 2015 في إطار الإعداد لقمة نيويورك حول خطة التنمية المستدامة 2030 والتي أقرّها اتفاق باريس للمناخ عام 2015.
إنّ تمويل المناخ يترجم عزم الحكومات على الوصول إلى صفر انبعاثات بفضل سياسات وخطط وأهداف بأطر زمنية محدّدة بما يضمن الشفافية ويعزّز ثقة قطاع الأعمال لدفع حركة الاستثمار في حياد الكربون.
الفكرة الجديرة بالترويج لها والدفاع عنها هي أن المال الذي لا ننفقه اليوم من أجل محاربة تغييرات المناخ والصمود أمامها سندفع أضعاف أضعافه غداً مالاً وأرواحاً وأوجاعاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المال مقابل حياد الكربون المال مقابل حياد الكربون



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib