هل مؤسسة الأسرة في حالة تهديد
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

هل مؤسسة الأسرة في حالة تهديد؟

المغرب اليوم -

هل مؤسسة الأسرة في حالة تهديد

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

هيمن الاهتمامُ بالفرد، وأهملنا في مقابل ذلك، ما عرفته وتعرفه الأسرة كمؤسسة بالمعنى الاجتماعي والرمزي للكلمة والمفهوم، من تراجع في المكانة والأدوار وفي الخصائص.

من المهم التذكير بأنَّ الأسرة هي الوحدة الرئيسية في البناء الاجتماعي العام، وأنَّها الخلية الأولى للجسد الاجتماعي. ومن المهم أيضاً التذكير بأنَّ ما يسمى وظيفة التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد ومن خلالها تنقل له الرموز والثقافة وطريقة العيش ونماذج التصنيف والقيم... إلى الفرد. وبالحديث عن وظيفة التنشئة الاجتماعية اللازمة كي ينتقل الفرد الإنسان من طور الطبيعة إلى طور الثقافة، فإننا نقر ضمنياً وبصريح العبارة بأن الأسرة هي مؤسسة لا غنى للإنسان عنها بالمعنى الوظيفي المحض.
طبعاً لا شك أن فلسفة الحداثة ذاتها، القائمة على إعلاء شأن الفرد والدفاع عنه ضد حتمية المؤسسات الاجتماعية وهيمنتها، قد مثلت أول ضربة تاريخية في مكانة الأسرة. كما أن هذه الضربة كانت على مراحل ولا تزال تعتمد نفس التقنية؛ أي المرحلية. وهذه مسألة مفهومة جداً لأنَّ التغيير الثقافي بشكل خاص يحتاج إلى زمن. ويمكن الاستنتاج أنَّ تراجع الأسرة والتحولات التي عرفتها شكلاً ووظائف ومكانة، إنما هي نجد صداها ومظاهرها في عملية الانتقال من المجتمع التقليدي ذي الهياكل التقليدية إلى مجتمع حداثي. بمعنى آخر، فإنَّ الأسرة ارتبطت بالبناء التقليدي التاريخي للمجتمع واستمرار مؤسسة الأسرة كان مرفوقاً بتحولات شتى عرفتها الأسرة، حيث إن ما عرفه الفرد من تنامٍ لدوره ومكانته واستقلاليته ولعلاقته بالمؤسسات وموقعه في الفعل الاجتماعي... كل هذا أدَّى آلياً إلى تراجع متعدد الأبعاد في مؤسسة الأسرة، وذلك من منطلق أن ما تحصّل عليه الفرد هو في جزء وافر منه كان من رصيد الأسرة. وهنا يمكن أن نقيس ما شاب الاجتماعي من تغييرات بتنامي ظاهرة الفردانية التي أثرت على العملية الاجتماعية ككل، وكان أول من بدأ يفكر في هذا الانقلاب الاجتماعي هو عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر، من خلال نظرية الفعل الاجتماعي وتناول مفهوم الفاعل الاجتماعي، بعد أن كانت الأدبيات السوسيولوجية تستعمل مفهوم العون الاجتماعي. فالانتقال من زمنية العون الاجتماعي إلى زمنية الفاعل الاجتماعي حتَّم تغيراً في المواقع والمراتب والصراع على الهيمنة.
إذن الحداثة كمنظمة قيم تنتصر للفرد واستقلاليته عن الأطر الاجتماعية وحريته، إضافة إلى أن عملية الكسر المتراكم للعلاقات العمودية النسق والقيم والعلاقات مثلت في الحقيقة عامل إرباك نتج عنه مخاض طويل بطيء تختلف شدته من مجتمع إلى آخر ومن فضاء ثقافي اجتماعي إلى آخر. وفي هذا السياق، من المهم التمييز بين واقع الأسرة في الفضاء الأوروبي والغربي عموماً، وفي الفضاء العربي والإسلامي باعتبار أنَّ الأسرة في الفضاء العربي والإسلامي لا تزال تحظى بمخيال إيجابي، وتمثل مصدراً وجدانياً واجتماعياً رغم كل التغييرات الحاصلة التي تجعلها رغم أهميتها تعرف هزات وصدمات. أما في الفضاء الأوروبي فإنَّ حالة التّهرم السكاني ذاتها تعني من بين ما تعنيه تراجع نسب الإنجاب وتكوين الأسر.
طبعاً المجتمعات العربية في غالبيتها ما زالت مشدودة إلى مؤسسة الأسرة، ولكن من الخطأ أن نتصور أنّها صامدة بشكل كامل، بل إنّه إلى جانب ما طرأ على مجتمعاتنا من تغييرات هي نتاج خطوات التحديث، فإنَّ الارتباكات الاقتصادية العالمية وفي المنطقة العربية وتوالي الأحداث، بدءاً بحرب الخليج، ثم ما سمي الربيع العربي، وصولاً إلى جائحة الـ«كوفيد- 19» قد ألقت بظلالها على واقع الأسرة وراكمت أمامها الصعوبات. بمعنى آخر، فإن التداعيات الاقتصاديّة للأحداث قد أنتجت مجموعة من التوترات متعددة الأبعاد داخل الأسرة، ويتمظهر ذلك في ارتفاع حالات الطلاق وتزايد ظواهر العنف داخل الفضاء الأسريّ وتدهور القدرة الشرائيّة.
إنّ مؤسسة الأسرة تعرف في الوقت الرّاهن تهديدات ثقافيّة وماديّة اقتصاديّة متشابكة تُؤثر سلباً على وظيفتها التّاريخيّة وتنتج ظواهر تهدد استقرار المجتمع ومستقبله، خصوصاً فيما يتعلق بالعزوف عن الزواج أو إهمال الأبناء، وما يمثله الطلاق ذاته من حالة تهديد للطفل، وشعور بالفشل لدى الزوجين ومن تفكك أسري ومجتمعي.
المؤكد أنَّ الأسرة كأهم مؤسسة اجتماعية والأقدم تاريخياً، في حالة تأزم قد تختلف وتيرته من مجتمع إلى آخر، وقد يختلف شكله من فضاء ثقافي إلى آخر، ولكن في نفس الوقت الحقيقة التاريخية تقول إنَّ المجتمع لا يستغني عن الأسرة كنواة أولى، وأنَّ التعامل السلبي مع العواصف التي تمس وجودها، إنما يؤسس لخراب اجتماعي لا قدرة للإنسان ولا للإنسانية عليه.
فالحل هو معالجة تهديدات الأسرة؛ لأنَّه لا غنى عنها، حتى ولو بلغت الفردانية أوجَها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل مؤسسة الأسرة في حالة تهديد هل مؤسسة الأسرة في حالة تهديد



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib