المجتمعات العربية وتحدي التعويل على الذات
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

المجتمعات العربية وتحدي التعويل على الذات

المغرب اليوم -

المجتمعات العربية وتحدي التعويل على الذات

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

كل العالم اليوم في لحظة خاصة جداً وتتميز بالغموض المكثف. فالعالم بصدد التحول والتغيير ولكن من الصعب تحديد مآل هذه التحولات.
من المهم ملاحظة أن جائحة «كوفيد 19» من القوة بمكان إلى درجة أن الذين قالوا وهم في أوج الجائحة إن العالم بعد «كورونا» ليس هو نفسه قبله، لم يكن كلامهم على محمل التلاعب بالكلام أو الفكر الواهن.
بالفعل هناك مخاض وهناك غموض وهناك صعوبات، إلا أن كل ذلك تنتشر منه بعض الأضواء الخافتة، تبين لنا أن هناك حقائق بصدد التشكل وإعادة الصياغة مفادها أن النقطة الأكثر وضوحاً في كل الغموض الدولي اليوم هي أنه لا مفر من التعويل على الذات ومن أن تخوض كل دولة من دولنا اليوم غمار الامتحان والبناء مهما كان صعباً وشاقاً وعديم الموارد.
أولاً يجب ألا يذهب في أذهاننا أن الخطاب الدولي حول التضامن والتعاون ينطبق على الجميع، فالعالم لا يتضامن إلا مع من يعوّل على نفسه ويشق طريقه ويحتاج إلى الدعم فقط.
بل إنه في اللحظة التي تبرهن فيها المجتمعات أنها مستعدة للتشمير عن السواعد وبذل الجهد والعرق والأفكار والاجتهاد من أجل التغيير الاجتماعي وإيجاد الحلول الاقتصادية والاجتماعية المواتية، هي تلك اللحظة التي تكون فيها الدولة قد نهجت طريق التعويل على الذات.
إنّها الحقيقة: لا مفر من التعويل على الذات. المجتمعات تبني ذواتها بنفسها وتضع الأساس ثم يمد لك العالم يده بعد أن تكون قد خضت مخاضات التعافي والبناء بمفردك.
قد يبدو هذا الأمر محبطاً في الظاهر ولكنه واقعي، وهذا في حد ذاته يكفي لاعتماده كفلسفة وجود.
طبعاً التعويل على الذات يستوجب وحدة اجتماعية وتضامناً اجتماعياً يرصد المتوفر ومقومات العيش الذاتية ويقارن الموجود واقعياً بما يمكن تحقيقه لو تم توخي الحوكمة وحسن التصرف في جميع أنواع الموارد البشرية والطبيعية...
وفي الحقيقة تمتلك مجتمعاتنا من الذكاء ومن رأس المال البشري الشبابي ومن الحجم الديموغرافي الكبير من الأطفال ما يجعلها مجتمعات ذات أفق ومستقبل وأجيال قادمة. وهي مسألة مهمة جداً لأن هناك بلداناً متقدمة وذات رفاهية ولكنها تعاني من التهرم السكاني الحاد ومن عزوف عن الإنجاب. وعند الحديث عن مجتمع فنحن نتحدث عن الغد وعن الأجيال، وهي ثروة لو عرفنا كيف نزنها ونقيمها.
من ناحية ثانية من الخطأ النظر إلى المنجز في العقود الأخيرة في البلدان العربية على كونه سلبياً، فيكفي الأجيال والملايين من أصحاب الشهادات اليوم، وتكفي النخب العالية الكفاءة في مجالات الطب والعلم والعلوم الإنسانية والاجتماعية والهندسة، فكل هذا هو نتاج استثمار كبير في رأس المال البشري وهو ما سيجعل اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، من عملية التعويل على الذات ممكنة ومضمونة وناجحة أيضاً.
المؤكد أنه بعد عقود من الاستقلال فإن كل البلدان العربية ومهما كان وضعها قادرة على أن تتبنى خيار التعويل على الذات أو هي بصدد تحقيق كفاءة التعويل على الذات، باعتبار أن خاصية التعويل على الذات إنما تمثل في حد ذاتها نتيجة لمسار كامل من مشاريع بناء دول الاستقلالات العربية، أي إنها كنتيجة إيجابية تضاف إلى نقاط قوة الدولة. فالتعويل على الذات هو في حد ذاته نتاج اشتغال على الذات.
أيضاً أن تكون مجتمعاتنا قادرة على التعويل على الذات فهذا يعني أنها تمتلك قدرة التطوير، وأن لها من مقومات الصمود والتأقلم واللحاق بالركب. لذلك فإن الأهم من كل أشكال الدعم الخارجي الممكنة هو أن نكون بالفعل نمتلك القدرة على التعويل على الذات، وأن نمتلك الحد الأدنى من المنجز القابل للبناء عليه وتنميته. ولعله من المهم الانتباه إلى أن كل ما ننجزه في مسار التعويل على الذات إنما هو ينضوي ضمن المكاسب ويُحسب فيما تم خلقه في مجال الثروة، في حين أن الدعم قد يكون في جزء منه عبئاً.
لا يفوتنا التركيز على نقطة نعدّها مفصلية، وهي أنه كلما تقدمنا أكثر في طريق التعويل على الذات وقطع الخطوات المهمة كبرت قدرتنا على التفاوض وعلى فرض أولوياتنا ومقاربتنا في علاقتنا بالآخر قوةً وثقافةً وموقفاً وخيارات.
كل النجاحات الفردية هي قصص تعويل على الذات. وما ينطبق على الفرد ينطبق على المجتمعات والدول. بل إن قصة تعويل المجتمع على ذاته الجمعية الغنية لا يمكن إلا أن يحتفي بها العالم حاضراً وفي التاريخ الإنساني.
المجتمعات العربية تمتلك كل مقومات التعويل على الذات... فقط شجاعة أكبر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمعات العربية وتحدي التعويل على الذات المجتمعات العربية وتحدي التعويل على الذات



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib