الأمومة تشريعات أيضاً
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الأمومة... تشريعات أيضاً

المغرب اليوم -

الأمومة تشريعات أيضاً

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

عادةً ما يقترنُ الحديثُ عن الأمومةِ بالعاطفة دون سواها، وننسى أنَّ هناك أيضاً أبعاداً أخرى من شأنها أن تيسّر عمليةَ الأمومةِ وحالة الأمومة وتجعلها أكثرَ تحقّقاً على النحو الذي يجب أن تكونَ عليه.

وفي الحقيقة من المهم جداً طرح هذه المسألة في عالم أصبح غارقاً في الماديات التي أثرت سلباً على العلاقات الاجتماعية ووضعت نقاطَ شكٍ واستفهامٍ حول علاقات على غرار الصداقة، وعلاقات القرابة وحتى الحب بين الرجل والمرأة وغير ذلك من العلاقات ذات المنسوب العاطفي الأخلاقي الوجداني في المخيال الاجتماعي الإنساني، بدليل ما تركته الإنسانية عبر الحقبِ التاريخية من قصصٍ مؤثرةٍ وأمثالٍ وإبداعٍ وشعرٍ يتغزل ويتغنى بالقرابة والصداقة والحبّ.

في خضمّ هذا التراجع في متانة العلاقات الاجتماعية نجد أنَّ عاطفةَ الأمومة لا تزال صامدة وظلَّت نافورةً لا تنضب، وملجأ الإنسان في زمن القسوة والمادية. وفي سياق انطلاق المجموعة الدولية أمس في إحياء الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، فإنَّنا نعتقد أنَّه حان الوقت كي تتمَّ مقاربةُ مسألة الأمومة من منظورٍ متعددِ الأبعاد، حيث إنَّ الرضاعةَ الطبيعية والتشجيع عليها والدفاع عن حق الطفل في المناعة الصحية، كل هذه النقاط وغيرها إنَّما تندرج في جوهر الأمومة.

وبمراجعة الإحصائيات الأممية فإنَّنا نُصدم بواقع الرضاعة الطبيعية اليوم، حيث إنَّ أقلَّ من نصف الرضّع دون سن 6 أشهر يرضعون رضاعة طبيعية حصرية. وهي نقطة تمسُّ حتى العاطفي الوجداني من منطلق أنَّ العلاقة بين الأم ووليدها تأخذ منعرجاً جديداً منذ حدث الولادة وتكون الرضاعةُ هي الجامعَ الأوَّلَ بينهما.

من ناحية ثانية فإنَّ الطفولة تعاني اليوم من أمراض عدة مستجدة رغم الإنجاز الهائل في عالم التلاقيح، والسبب هو تراجع مدة الرضاعة الطبيعية الحصرية إلى درجات تبعث على القلق. فنصف الأطفال محرومون من هذا الحق، ناهيك بأنَّ المنفعة للوليد من خلال الرضاعة الطبيعية الحصرية كبيرة جداً، وهي التي تؤسس لمناعته الصحية. ولكن الواقع يؤكد تراجعَ هذه الممارسة الجيدة وتقلّص مدتها في صورة تواصلها. وهناك بلدان تراجعت فيها نسب الولادة إلى أقل من الربع.

إذن الحق في الصحة الذي تضمنه كل التشريعات هو مهدد بمجرد تراجع الرضاعة الطبيعية الحصرية، ويفسَّر هذا التراجع بعمل الأم التي تضطر إلى التضحية برضاعة طفلها لاعتبارات تتصل بالتشريعات التي لا تساعد على تأمين هذا الحق للطفل. لذلك فإنَّنا نعتقد أن مختلف تشريعات عطل الأمومة من المفروض أن تتقيَّد بتأمين هذا الحق وفق المدة الدنيا اللازمة، ولا نعتقد أنَّ الدول وهي تضمن هذا الحق لأطول مدة ممكنة، ستجابه أثراً مالياً كبيراً، لأن ما تدفعه الدول على الأمراض التي باتت تهدد حياة الأطفال أكثر بكثير مما لو أنَّها اتجهت لمقاربة ليست مكلفة.

واضح جداً أنَّ هناك علاقة سببية بين تراجع المناعة الجسدية للرضع بحكم حرمانهم من الرضاعة الطبيعية الحصرية أو لضعف المدة المخصصة لذلك، وبين هذه الأمراض التي أصبحت تمس فئة الأطفال التي تمثل بدورها الأجيال القادمة. وطبعاً حدة هذا المشكل تختلف من بلد إلى آخر، الشيء الذي يجعل من الخطط الوطنية لمعالجتها متعددة. غير أن الأكيد أن الجميع مطلوب منه سن التشريعات وتوفير كل ما ييسر تأمين حق الوليد في الرضاعة الطبيعية الحصوية لأطول وقت ممكن.

إلى جانب الأثر الإيجابي للرضاعة الطبيعية الحصرية على صحة الطفل وتعزيز مناعته الذاتية، إضافةً إلى ما يمكن أن تتجنبه الدول من مصاريف علاجية لأمراض هي نتاج الاستغناء عن هذه الممارسة الطبيعية الجيدة فإن المرأة ذاتها مستفيدة صحياً، خصوصاً أن العلاقة بين الرضاعة الطبيعية للوليد والوقاية من سرطان الثدي كبيرة وقوية وأثبتتها الدراسات. وفي عام 2022، شُخصت إصابة 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي وسُجلت 670 ألف حالة وفاة بسببه في العالم. بمعنى آخر، فإن الرضاعة الطبيعية الحصرية للطفل هي أيضاً عامل وقاية ويمكنه أن يقلص عدد الإصابات والوفيات بمرض سرطان الثدي. كما أنه يساعد الدول على تخفيض المصاريف الهائلة التي يستوجبها العلاج خصوصاً أن عدد الإصابات في ازدياد.

من المهم رسم استراتيجيات وطنية خاصة بكل بلد هدفها إعادة الرضاعة الطبيعية الحصرية إلى سالف ممارساتها في المجتمعات والرهان عليها كآلية متعددة الأرباح بالنسبة إلى الأطفال والأمهات معاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمومة تشريعات أيضاً الأمومة تشريعات أيضاً



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib