فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي

المغرب اليوم -

فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي

د. آمال موسى
د. آمال موسى

ما يحصل خلال هذه الأيام من توترات بين فرنسا والجزائر يقودنا إلى الاستغراب والتعجب من إثارة ما يُؤجج المسافة، والحال أن علاقة فرنسا بالجزائر وبعموم بلدان المغرب العربي ترتقي إلى مرتبة ما هو حيوي وعضوي. بل نعلن عن استغراب مضاعف من رسالة القرار الذي اتخذته فرنسا الأسبوع الماضي، المتمثل في خفض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة بقرابة الثلث، والحال أن فرنسا تستعد لعقد قمتها الفرنكفونية في تونس خلال الشهر القادم.

أولاً من المعروف أن العلاقة مع المستعمر القديم تظل دائماً حساسة بالنسبة إلى الشعوب التي عرفت الاستعمار في تاريخها. فهاجس الوصاية دائماً يظل يهيمن في التمثلات وفي مخيال الشعوب المستعمَرة. من ناحية ثانية من المفروض أن فرنسا تجاوزت أخطاء الماضي وأصبحت تتعامل مع بلدان المغرب العربي كشركاء لها، خصوصاً أن وضع العالم اليوم وتوزعه بين قوى كبرى يُحتم على فرنسا المحافظة أكثر من أي وقت مضى على علاقاتها الاستراتيجية.

فالجزائر رقم أساسي في المغرب العربي، وهي بوابته الكبرى، ولعل فرنسا أكثر من يعلم، مقارنةً بالدول الأخرى، وزن الجزائر ودورها في المغرب العربي وفي أفريقيا وفي العالم العربي. لذلك فمن المجانية بمكان أن يتضمن كلام الرئيس الفرنسي ماكرون عبارات تثير التوتر وتعيد التاريخ إلى الوراء.
من جهة ثانية فإن التشدد المبالغ فيه بخصوص منح التأشيرات للمغاربة، وهو تشدد ينسحبُ حتى على النّخب، قد أنتجرسالة رفض للمغاربة في فرنسا. ونظن أن العكس هو ما كان يجب أن يكون باعتبار أن المغاربة يشكّلون غالبية الجالية العربية والإسلامية في فرنسا، وهو ما يمنحهم امتيازاً خاصاً.

السؤال الذي يجب أن تطرحه فرنسا اليوم بكل صراحة وجرأة وشجاعة: كيف تحافظ على العلاقة المميزة مع دول المغرب العربي؟
لقد تابعت النخب الفرنسية المشكل الكبير الذي تعاني منه الفرنكفونية في المغرب العربي اليوم، إلى درجة يصح فيها الحديث عن أزمة اللغة الفرنسيّة في المغرب العربي، حيث أصبحت ميول الأجيال الجديدة إلى اللغة الإنجليزية أقرب منها إلى اللغة الفرنسية. بل إنه لأسباب عديدة يطول شرحها، هناك ما يشبه النفور لدى عدد كبير من التلاميذ في تونس مثلاً ومن سنتين تحصل 7000 تلميذ على صفر في مادة اللغة الفرنسيّة.

وعندما نتحدث عن الشباب فإننا نتحدث آلياً عن مستقبل فرنسا في المغرب العربي، خصوصاً أن اللغة هي جواز سفرها الرئيسي، وفرنسا هي حاملة شعار الاستثناء الثقافي. كما أن الفرنكفونية تستمد رصيدها وما تبقى لها من وجود من بلدان المغرب العربي وإذا قمنا بحذف المغاربة من مجموع الناطقين باللغة الفرنسية كلغة ثانية، سنجد أن وضع الفرنكفونية بات ضعيفاً وغير مؤثر، وهو أمر خطير جداً بالنسبة إلى دولة تستمد قوتها من الانتشار الثقافي واللغة قاطرتها الثقافية.

إننا نطرح هذه النقاط لأن وضع فرنسا كلغة في الفضاء المغاربي يشير إلى انحسار حقيقي، وكان من المنتظر أن تمارس فرنسا سياسة الجذب عبر قرارات تُقرب المغاربيين وتغازل الشباب وتُحكم طي صفحة التاريخ الموجع مع الجزائر وبقية الدول المغاربية. كما أن إثارة التوترات لن يعيد الميول المنصرفة إلى لغة شكسبير والراغبة عن لغة موليير.
إذن هناك مشكل في كيفية حل المشكل.
أيضاً لا تفوتنا الإشارة إلى أن الحاجة متبادلة بين فرنسا وبلدان المغرب العربي؛ فعلى المستوى الاقتصادي نجد أن جميع البلدان المغربية مع تفاوت نسبي بينها، تمثل الشريك الاقتصادي الأول لفرنسا، كما تُصدّر إليها النصيب الأكبر من صادراتها، إضافةً إلى أن الاستثمار الفرنسي في المغرب العربي يسهم في تماسك الاقتصادات المغاربية.
من ناحية أخرى، من المهم الإشارة من باب الموضوعية إلى أن عجز بلدان المغرب العربي عن تفعيل مؤسسة الاتحاد المغاربي وتشكيل تكتل يمثل قوة اقتصادية مغاربية يجعل الحاجة إلى فرنسا قائمة الذات، وهي حاجة محددة لشدة نبرة فرنسا في لحظات التوتر.

من الواضح أن ما يحصل في الأشهر الأخيرة مع الجزائر ينمّ عن محاولة إغراق الجزائر في التوترات، وهنا نستحضر التوتر الجزائري مع المملكة المغربية. ولعل نظرة واسعة على أحوال المغرب العربي تقودنا إلى الاستنتاج بأن هناك محاولات لإضعافه حتى على مستوى العلاقات العادية: تونس في مرحلة انتقال ديمقراطي صعبة وإصلاح للمسار الديمقراطي ككل، وليبيا في بداية العودة إلى استقرار مشوب بالحذر، والجزائر في أزمة مع المغرب ومع فرنسا.

ما يحصل في المغرب العربي يكشف عن نية تحويله إلى بؤرة توتر موسعة، وهو أمر متوقّع من سنوات طويلة، حيث كان لا بد من تجاوز الخلافات والإصرار على حلم الاتحاد المغاربي الذي وحده يصنع قوة البلدان المغاربية ويجعل فرنسا وكل العالم تضع لها ألف اعتبار وحساب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib