الاعتذار لابن رشد
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الاعتذار لابن رشد

المغرب اليوم -

الاعتذار لابن رشد

د. آمال موسى
د. آمال موسى

إن الحديث عن الفلسفة في المجتمعات العربية حديث يذهب بنا إلى منطقة موجعة في التاريخ وأيضاً يضعنا وجهاً لوجه أمام انعكاسات ذلك الوجع على حالنا في العالم اليوم.
طبعاً يمكن القول إن الفلسفة تعرف في اللحظة الزمنية الراهنة ارتباكاً وتكلساً على مستوى العالم، ويظهر هذا الارتباك في أسئلة كثيرة تُطرح في بلدان ذات عراقة في العلاقة بالفلسفة، ومنها ما يتساءل: هل الفلسفة توقفت مع كانط وهيغل؟

ولكن يبدو لنا أن واقع أوروبا مع الفلسفة ليس واقع الفضاء العربي والإسلامي؛ فالمساران مختلفان ولكل فضاء ثقافي قصته مع الفلسفة. فالغرب استفاد من الإنتاجات الفلسفية ومثّلت العمود الفقري للثورة العلمية؛ ذلك أن الفلسفة هي أصل كل العلوم التي ظهرت سواء منها التجريبي ذو الصلة بعلوم الطبيعة أو تلك التي تندرج ضمن علوم الإنسان، وهو ما يفسر لنا حضور الفلسفة في الاختصاصات الجامعية كافة في أوروبا.

لا شك في أن فصل العلم عن الدين قد ساعد على تطور الفلسفة وظهور عصر الأنوار واستفادة أوروبا من مجموعة كبيرة من الفلاسفة الذين أحدثوا انقلاباً عميقاً في أوروبا وفي توجهها نحو التقدم ونحو تحرير الإنسان من كل الأبعاد التي يمكن أن تعطل إبداعه وأسئلته المطروحة بكل حرية، والذاهبة إلى جوهر الأشياء والتي تنطلق من مبدأ أن الحقيقة متغيرة ونسبية.
بالنسبة إلى العالم العربي الأمر مختلف تماماً. صحيح أننا عرفنا في تاريخنا نواة في الفلسفة، ولكنّ التجارب لم تسمح لها الثقافة العربية والإسلامية من التراكم ومن تحقيق رأسمال في مجال التفلسف. فكان الغالب على علاقتنا بالفلسفة ما تم تعريبه من إنتاجات الفلسفة اليونانية والألمانية والفرنسية بشكل خاص.
عرفنا في تاريخنا الفارابي وابن سينا. غير أن أبو حامد الغزالي استشعر الخطر فسارع إلى تأليف كتاب «تهافت الفلاسفة» فتغلغلت صورة تربط بين التفلسف والتهافت مع ما يعنيه معنى التهافت ذاته من نظرة سلبية.

وفهم الرسالة جيداً ومقاصدها في القرن الثاني عشر الفيلسوف ابن رشد الذي قام بالرد على كتاب الغزالي سواء في كتابه «فصل المقال» أو بأكثر وضوحاً ومباشراتية كتاب «تهافت التهافت».

وهنا نفهم كيف كان موقف الغزالي محدداً في التعامل مع الفلسفة ونكتشف أيضاً كيف بُنيت العلاقة مع الفلسفة على أساس الرفض الراديكالي من طرف علماء الكلام. وطبعاً مثل هذا الرفض مفهوم لأن النسق الثقافي العربي والإسلامي يعمل على تعزيز حقيقة واحدة مطلقة وثابتة، في حين أن جوهر التفلسف هو تنزيل كل الحقائق إلى طاولة السؤال والشك.

فالصراع بين علماء الكلام والفلاسفة في الفضاء الثقافي العربي والإسلامي كان دائماً لصالح علماء الدين، مما يعني أن هيمنة سلطة الخطاب الديني وهامشية الخطاب الفلسفي التي ظلت متواصلة إلى اليوم وبسبب تهميشنا للفلسفة فإننا اليوم على هامش الإنتاجات العلمية ومستهلكون سلبيين للعلم أكثر منه مساهمين ومنتجين.

ولعل تجربة ابن رشد هي المثال الأكثر وجعاً في تاريخ العلاقة بالفلسفة والفلاسفة، إذ تعرض لتهمة الإلحاد والنفي والأخطر هو حرق مؤلفاته مع ما يعنيه الحرق من رغبة في التخلص من الفلسفة وفي تحول مؤلفات ابن رشد إلى رماد وإلى دفن تجربة الرجل كأنّها لم تحدث.

وكي نفهم سر هذا الموقف الرافض للفلسفة، ولماذا كان مصير ابن رشد اتهامه بالإلحاد وحرق مؤلفاته، يكفي أن نطرح السؤال البسيط: إلى ماذا دعا ابن رشد في أطروحاته؟
باختصار شديد جوهر دعوة ابن رشد هو ضرورة إعمال العقل في الديني.

إن قراءة تاريخ علاقتنا بالفلسفة وملاحظة منحنيات العلاقة يضعنا في أفق رحب من الفهم والتفسير. وربما بعد ما عرفناه خلال السنوات الأخيرة من صعود ونزول للإسلام السياسي وتم تكوين تجربة معاصرة مع تصورهم الشمولي للحياة، قد آن الأوان للمصالحة مع الفلسفة وتجاوز ظاهرة القطيعة المتغلغلة في النسق الثقافي العربي والإسلامي. فالفلسفة هي التي ستمنح العقل العربي الثّقة في إمكانياته وستأخذه من ذهنية الأجوبة الثابتة الصلبة إلى ثقافة السؤال والنسبيّة والتعددية في الحقيقة.

ونعتقد في هذا المعنى أن من المؤسسات الجديرة بالتربية والتنشئة على التفلسف هي المدرسة، وإذا ما تم استيعاب دور مؤسسة المدرسة في غرس ثقافة السؤال والتفلسف فإن ذاك يعد ثورة حقيقية.

غير أن الملاحَظ هو أن المدرسة في بلداننا تقوم على بيداغوجية التلقين ولا تعي أهمية الفلسفة ويدرسها التلاميذ في مرحلة الشباب، والحال أن تعلم التفلسف ينطلق من الصغر كي يصاغ عقل الطفل ويسير على نهج السؤال والشك وتجاوز نسق الحقائق الثابتة الجامدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتذار لابن رشد الاعتذار لابن رشد



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib