نحن والصدامات
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

نحن والصدامات!

المغرب اليوم -

نحن والصدامات

د. آمال موسى
د. آمال موسى

نظرياً الأشياء غير المتوقعة هي التي تُشكل صدمة. بمعنى آخر، فإن غير المتوقع وحده هو القادر على إحداث الصدمة.ولكن واقعياً هذه الفكرة النظرية ليست دائماً صحيحة مائة في المائة. فكم من أمر رغم كونه متوقعاً فإننا نشعر إثر حدوثه بالصدمة. ولعل المثال الدامغ على ما ذهبنا إليه هو الموت، نكون على يقين أن حالة العزيز علينا ميؤوس منها، وأنه في مرحلة متقدمة من المرض العضال، ومع ذلك عندما ينتهي أجل مريضنا العزيز فإننا نعيش الصدمة والفجيعة.

هذا المدخل أردناه لتنسيب علاقة الصدمات بالمتوقع وغير المتوقع، وذلك في سياق تناولنا موضوع صدمة تونس من تصنيفها الأسبوع الماضي من وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني دولةً تنتمي إلى صنف «ب 3»، وهي المرتبة ما قبل إعلان تونس دولة مفلسة غير قادرة على تسديد ديونها من جهة، مع التحذير من إقراضها من جهة ثانية.

شعر التونسيون بالصدمة والخيبة، رغم أنه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صُنفت من نفس الوكالة ضمن تصنيف «ب 2»، الذي يعني أن تونس ذات نظرة مستقبلية سلبية. وللعلم فإن هذا التصنيف أيضاً قد أحدث صدمة منذ 5 أشهر ماضية، ولكن على ما يبدو لم تكن بالصدمة الفاعلة والخلاقة التي تحدث حالة من اليقظة والاستنفار من أجل إنقاذ ما يجب إنقاذه. وهو رد فعل يمكن أن نستنتج منه أن النخب الحالية في تونس تفتقد الشعور بالمسؤولية تجاه انعكاسات، مثل هذه التصنيفات ومدلولها على الشعب التونسي.
السؤال الذي يفرض نفسه مبدئياً؛ لماذا بلغ التدهور بتونس هذا الحد؟
حسب تقرير «موديز»، فقد تم تفسير تراجع تونس الاقتصادي بضعف الحوكمة وتعطل الإصلاحات، خاصة في القطاع العمومي، وتداعيات جائحة كورونا. وهي تفسيرات مقنعة، ويُصدقها الواقع الاقتصادي. والمشكل الأكبر في التقرير المشار إليه ليس فقط في إعلان الأزمة واقتراب تونس من قاع الهاوية مالياً واقتصادياً، بل إن المشكل في الإشارة إلى العجز الظاهر في تجاوز أسباب التدهور، وغياب الأفق الذي يجعل من أمل تحسن تصنيف تونس في السوق المالية أملاً واقعياً قابلاً للتحقق.

طبعاً اليأس من الشعوب، من الأفكار التي فنّدها تاريخ الشعوب. واليأس في المثال التونسي مردّه الأزمة السياسية وتشعبها وبلوغها مستوى متقدماً من التعقيد. فالتدهور الاقتصادي التونسي ارتبط بالتجاذبات الآيديولوجية والصراعات، وحرب الكل ضد الكل.

وإذا عدنا وتأملنا بموضوعية مسار الحكومات التونسية خلال العشرية الماضية، فسنجد أن كل الحكومات لم تتمتع بالحد الأدنى من الاستقرار حتى تنكب على معالجة ملفات التشغيل والبطالة والإصلاح في القطاع العمومي المرهق لكاهل الدولة وأزمة التعليم وقطاع الصحة.

لقد رفضت الأحزاب اليسارية والحداثية الإسلام السياسي، وتحديداً حركة النهضة، وتم نصب العداء والنقد لكل من تحالف مع حركة النهضة. وكانت المعارضة فاعلة، رغم ضعف التمثيلية البرلمانية، وذلك لأن معارضتها التحمت مع الحركة الاحتجاجية الشعبية المنادية بتحقيق أهداف الثورة التي عرقلها عدم الاستقرار السياسي والقطع مع ثقافة الغنيمة. وفي مقابل هذا الرفض من الأحزاب المعارضة لوجود الإسلام السياسي في الحكم فإن حركة النهضة لم تنجح في تقديم البديل، ووقعت في أخطاء أسهمت في تراجع شعبيتها، وفشلت في المحافظة على من تحالفوا معها، رغم تكلفة التوافق معها، أي أنها قدّمت أداء سياسياً براغماتياً ونفعياً بالمعنى الضيق للكلمة، أثّر في مصداقية ما قطعته من وعود جوهرية في حملاتها الانتخابية. ولقد مس هذا التأثير القواعد الشعبية المنتمية للحركة نفسها.
ومنذ أسابيع طويلة، دخلت تونس في أزمة سياسية حادة، وذلك في قلب جائحة كورونا وتداعياتها الخطيرة على الفئات الشعبية الضعيفة والمتوسطة، حيث قام رئيس الحكومة بتحوير (تغيير) وزاري استهدف الوزراء الذين رشحهم رئيس الجمهورية، فكانت نتيجة الصراع السياسي المجاني حول من يهيمن أكثر على الحكم، والحقائب الوزارية، ورفض رئيس الدولة أن يؤدي بعض الوزراء الجدد اليمين أمامه، وهو بند دستوري أساسي.
الواضح جداً أن الصراع السياسي أقوى من الصدمات الاقتصاديةوتدهور أحوال البلاد. وهنا نفهم سر اليأس ومصدره.

اللافت للانتباه أنه رغم ما يمثله هذا الإخفاق من مادة دسمة للمعارضة التونسية ولخصوم النخبة الحاكمة حالياً في تونس، فإننا نلاحظ نوعاً من اللامبالاة، ومن غياب طرف سياسي فاعل يعلن صيحة الفزع ويجمع الجميع إلى طاولة الحوار والتفاوض والتجاوز. ويبدو أن إطلاق هذه الصيحة قد تجاوزه تراكم الإخفاقات، ما يجعل من مصلحة المعارضة سياسياً المواصلة في مواقفها، باعتبار أن استراتيجية المعارضةهي جعل هذه المنظومة التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة في حالة عزلة. فالهدف هو عزل الأطراف الحاكمة سياسياً والمرور إلى مرحلة سياسية لا تحكم فيها حركة النهضة.

وهنا لا بد من طرح مجموعة من الأسئلة، هل تتماشى استراتيجية المعارضة التونسية مع شروط الديمقراطية؟ وكيف يتم العزل في التجارب الديمقراطية؟ وهل تبني مثل هذه الاستراتيجية، مهما كانت أسبابها مقنعة، يأخذ بعين الاعتبار الفاتورات الاقتصادية وواقع الفئات الضعيفة؟
والسؤال الآخر الأكثر إلحاحاً، ماذا ستفعل الحكومة التونسية التي خططت للميزانية الجديدة، على فرضية أنها ستقترض 16 مليار دينار، والحال أن تقرير «موديز» سيجعل قدرة تونس على التفاوض مالياً ضعيفة جداً؟
تونس مقبلة على صدمة حقيقية وموجعة للجميع إذا استمر الصراع الآيديولوجي السياسي الأعمى البصيرة. وإذا أراد الجميع الحياة فلا مفر من جعل الموجع والصادم مصدر خلق ونجاح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن والصدامات نحن والصدامات



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:24 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنياتها الفنية في المرحلة المقبلة
المغرب اليوم - بشرى تكشف عن أمنياتها الفنية في المرحلة المقبلة

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib