من القرية الصغيرة إلى الاقتصاد الصغير
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

من القرية الصغيرة إلى الاقتصاد الصغير

المغرب اليوم -

من القرية الصغيرة إلى الاقتصاد الصغير

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

دائماً ما يتناول الخطاب الفكري العام مفهوم التغيير الاجتماعي بوصفه من الموضوعات السوسيولوجية الكبرى واختصاصاً بذاته يهتم بالمفاهيم الخاصة به والفاعلين في عملية التغيير الاجتماعي وسيرورة التغيير الاجتماعي وخصائصه، بل إنّ تفسير الانتقال من مجتمعات ما قبل الحداثة إلى الحداثة تعرض بالأساس إلى أثر الثورتين الصناعية والفرنسية في إحداث تغيير اجتماعي أدى بدوره إلى مجموعة من التغييرات التي شملت حقول الفعل الاجتماعي كافة.
اليوم إلى أي مدى نحن قادرون على فهم التغييرات الاجتماعية من دون أن نضعها أكثر من أي وقت مضى في ارتباط وثيق بالتغييرات الاقتصادية. ويمكن الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، ونقول إن التغييرات الاقتصادية هي المنتجة في العصر الحالي للتغييرات الأخرى.
العالم اليوم في قلب التغييرات الاقتصادية. هناك زلزال اقتصادي يهز العالم في غفلة عن كل العالم باستثناء الفاعلين الكبار في هذا الزلزال الذين يدركون جيداً ما يفعلون.
قد يرى الكثيرون في هذا التدقيق بداهة، ولكننا نعتقد العكس تماماً: من المهم جداً أن نضع هذا المعطى الكبير جداً نصب أعيننا، وأن نفهم ما يجري ومسار عملية التغيير الحاصلة اليوم في كل شيء في هذا المضمار. ومن دون هذا التدقيق، فإن عملية الفهم ستظل مشوّشة، والأخطر هو أن هذا الغموض ولّد انعكاسات سلبية جداً على كيفية التعامل مع التغييرات الاقتصادية التي لا ينفع معها الرفض بقدر ما ينفع معها التفاوض الفاهم والمسؤول.
الخطر اليوم يمس لقمة عيش مليارات من النّاس على كوكب الأرض. لا أحد من كثير من هذه المليارات يستطيع الصمود الكامل أمام التغييرات الاقتصادية الحاصلة. والذكاء يفترض تعزيز الصمود لمواجهة هذه التغييرات وإعادة تدويرها وفق طبيعة أي اقتصاد وما يمتلكه من موارد بشرية وطبيعية.
ولا نبالغ إذا ما قلنا إن الجزء الوافر اليوم من السلم الاجتماعي أصبح رهين فهم التغييرات الاقتصادية الحاصلة في العالم؛ لذلك فإن الفهم حلقة أساسية في عالمنا اليوم أمام سرعة وتيرة التغيير، وموضوعات التغيير التي تمس الحق في الحياة وتوفير الأساسيات المادية للعيش. وهنا نلحظ أن التغييرات الاقتصادية العالمية قد انتقلت بنا من أنموذج خلق الثروة لتحقيق الأحلام التنموية إلى خلق الثروة للعيش.
طبعاً هناك من يرى أنه من الخطأ التعاطي مع التصور الاقتصادي الراهن كأمر واقع، وأنه يمكن إحداث قطيعة معه، والتفكير اقتصادياً بأسلوب مختلف. وهو في الحقيقة نظرياً موقف يحمل وجاهة، ويرتكز على إخفاقات الفكر الاقتصادي للقرنين التاسع عشر والعشرين، ولكن كما نعلم فإنه حتى القطيعة - وأي نوع من القطيعة - لا تكون بين ليلة وضحاها، بل شيئاً فشيئاً؛ أي تدريجياً، خاصة أن المعنيّ بهذه القطيعة ليس فرداً، بل مجتمع كامل.
إذن، لا مفر من التعامل مع التغييرات الاقتصادية وبسرعة باعتبار أنّها ستشمل الاجتماعيّ بشكل عام. وأول خطوة في الفهم هو الحديث عما يجري في العالم اقتصادياً بشكل عقلاني وعلمي ودقيق.
إنّ نقل الخبر الاقتصادي من دون الإجابة عن سؤالي: لماذا وكيف، يظل نقلاً منقوصاً.
يجب ألا نقلص من أهمية الفهم؛ لأن التغييرات الاقتصادية تمس الحياة اليومية للناس، وتمس جيبهم وتمس وضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية.
نعتقد أنه من المهم أن نبذل مجهوداً كبيراً في فهم التغييرات الاقتصادية؛ وذلك لسببين: حتى يكون التعامل معها عقلانياً من الأطراف كافة، وأيضاً حتى نضع الاستراتيجية اللازمة للمواجهة وتعزيز الصمود.
لا شك في أن التغييرات الاقتصادية الحاصلة اليوم هي نتاج صراعات دولية أملت تحولات قسرية وفجائية، ولكنّها أيضاً بقدر ما تحتم هذه التغييرات الانصياع لها، خاصة عندما تمس القوت والخبز، فإنها تظهر أن عبقرية شعوب العالم تدفع الشعوب العبقرية إلى التفكير في سبل تحقيق مناعة ضدها.
شيء ما يدعونا للعودة للاستثمار في خيرات الأرض في بلداننا والبلدان السائرة في طريق النمو، وحتى التي لا تزال بعيدة جداً عن الركب. كي نسلم من تداعيات صراعات العالم، أو كي تكون تداعيات صراعات القوى الكبرى وحساباتهم أخف وطأة على اقتصاداتنا وعلى مجتمعاتنا؛ لا مفر من التعويل على الذات، وجعل العيش في ارتباط بالإنتاج الوطني الداخلي. بمعنى آخر، فإن خطر التغييرات الاقتصادية سيظل قائماً ومتواصلاً ومتوقعاً كلما كانت الواردات تتضمن الأمن الغذائي الذي يرتبط به الحياة والموت.
المطلوب ليس هيناً: التفاعل العقلاني وفهم التغييرات الاقتصادية والتعاطي معها عقلانياً. ولهذا تكلفة وشروط، أهمها التقشف وبناء سلوك استهلاكي جديد، وأيضاً في نفس الوقت وضع منهج اقتصادي أقل تبعية وأكثر اعتماداً على موارد البلاد وخيرات الأرض.
صحيح أن العالم أصبح قرية صغيرة بحكم تطور وسائل النقل وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، ولكن أيضاً الصراعات حولت العالم إلى اقتصاد صغير، بخلاف ما يعنيه معنى القرية الصغيرة. هناك الصغر بمعنى تضييق الخناق!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من القرية الصغيرة إلى الاقتصاد الصغير من القرية الصغيرة إلى الاقتصاد الصغير



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib