مهن للطيبين فقط
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

مهن للطيبين فقط

المغرب اليوم -

مهن للطيبين فقط

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

 

عندما نتحدث عن عالم المهن واستحقاقات العمل الجيد فإننا نركز، ولنا الحق في ذلك، على الكفاءة والصنعة والجدية. وكما نرى فهي خصال أساسية تمكن صاحبها من النجاح في مهنته، والمجتمع يستفيد من عمله وكفاياته.

ولكن هل هذا كل ما يستلزمه العمل بالنسبة إلى كل المهن؟ هل هذه الشروط هي نفسها المطلوبة ولا شيء غيرها؟

نظرياً وعملياً وموضوعياً فإن شروط الكفاءة والجدية والمهارة كافية جداً. بل إن توفر هذه الشروط الثلاثة مجتمعة يعد حظاً كبيراً وإنجازاً في عالم أصبح فيه التقاعس والرغبة في الربح السريع والوصول إلى الثروة، الغاية والوسيلة معاً.

في الحقيقة كل هذه الديباجة في وضع شروط العمل والنجاح في ممارسة أي مهنة لا غبار عليها وتظل منتهى ما يمكن تحقيقه.

غير أن التجربة في المجتمع وأخذ خبرة عامة حول مفاتيح النجاح في المهن وتوزيع المهن حسب القطاعات والمجالات وطبيعة الفئات التي تُسدَى لها الخدمات قد تحتاج إلى وضع بعض الإضافات، أو لنقل إضافة شرط إلى خانة معينة من المهن.

طبعاً هذا الشرط لا صلة له بامتلاك اللغة الإنجليزية ولا بضرورة التمكن من استعمال تكنولوجيا الاتصال والإبحار في العالم السيبراني. هو شرط لا يخطر على البال ولا يمكن للنظريات أن تتفطن له. شرط هو ثمرة الخبرة في الحياة والاطلاع على عوالم المهن ذات الصلة بالعمل الاجتماعي مع الفئات الاجتماعية المهمشة والفاقدة للسند أو هي في حالات تهديد. إنه شرط الطيبة. العمل مع الفئات الاجتماعية الضعيفة والموجوعة اجتماعياً لا يمكن أن يقوم به وينجح فيه إلا الطيبون فقط.

في عالم الأطفال وكبار السن الفاقدين للسند تحتاج إلى أشخاص لهم من النبل ما يجعلهم يفكرون خارج التوقيت الإداري للعمل وخارج الواجب المهني المحدد. تحتاج إلى أشخاص يتورطون بسرعة عاطفياً ويصبح الطفل اليتيم وغيره الفاقد للسند والمتخلى عنه وكبير السن الوحيد المحتاج... كلهم معنيون بهم ويهمهم متابعتهم والسهر على راحتهم وتفهم حتى توترهم ومزاجهم المتقلب باعتبار أن أسرهم لفظتهم وانكسروا اجتماعياً وأصابهم الوجع الذي لازمهم.

إن التعاطي مع هذه الحالات يتطلب نفساً واسعة وصدراً رحباً وقلباً طيباً يشعر بهم ويفهمهم ويتفهم حتى تجاوزاتهم. لذلك فهي ليست مهناً للجميع ولا يمكن لأي مؤسسة ترغب في انتداب إطارات للعمل في مراكز إيواء أو رعاية أن تدرج مثل هذا الشرط صراحة، بل إن الذي يترشح لمثل هذه الخطط هو المطلوب منه أن يتحاور مع نفسه مطولاً وأن يعدد مشاق العمل في المجال الاجتماعي الهش وأن يكون مستعداً لفناء حياته المهنية في خدمة فئة هشة من دون أن يتذمر أو تكون تلك المهنة سبباً في جني أفعال يحاسب عليها في الدنيا والآخرة.

من هذا المنطلق، فإن الذاهب إلى عوالم الفئات الهشة للعمل ورعايتها ليعلم أنه في عالم مفاتيحه الطيبة، والنبل، وحبّ الإحسان والخير.

من جهة ثانية، من المهم بالنسبة إلى الدول أن تضع أطراً مهنية خاصة للعاملين في خدمة الفئات الهشة وأن تتعاطى مع هذه المهن بوصفها شاقة وتستنزف العاملين فيها بدنياً ونفسياً. ففي عوالم كبار السن المتخلى عنهم والأطفال ضحايا التقصير والإنجاب خارج إطار الزواج توجد خلاصة الخيبات والفشل الاجتماعي، أي أن العاملين في هذه العوالم يتعاملون مع نفسيات هشة مدمرة تجر آلاماً وخيبات ومشاعر مختلطة من الغضب والحرمان والاحتقان. هم باختصار في أوساط غير طبيعية لأن مسار حياتهم وظروفهم غير طبيعية، الشيء الذي يتطلب قدرة على التحمل وكفاءة نفسية معرفية في التعهد بهم ومرافقتهم.

وعملياً المطلوب من المشرعين في مجال العمل، التعاطي بخصوصية مع العاملين في القطاعات الاجتماعية الهشة، بخاصة أن عدد المهمشين في العالم في تزايد، حيث ارتفاع نسب الطلاق وظاهرة التخلي عن الأبناء والعنف وتراجع تأثير ودور مؤسسات الأسرة لصالح تنامي الفردانية، إضافة إلى ما خلفته التوترات والحروب والصعوبات الاقتصادية من أيتام وأرامل وكبار سن ومرضى وأصحاب إعاقات... ونعتقد أننا فعلاً أمام نوع من المهن يستحق أن نطلق عليه توصيف المهن الشاقة، وبناء عليه تخضع هذه المهن إلى عدد معين من ساعات العمل ومن مكافآت مالية جاذبة للعمل في بيئة ترى فيها قبح المجتمع والإنسان وماذا يمكن أن يفعل في الأطفال والمسنين والمهمشين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهن للطيبين فقط مهن للطيبين فقط



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib