مشكل عقلنة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

مشكل عقلنة

المغرب اليوم -

مشكل عقلنة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

جميل أن نفكر في تغيير الواقع بمختلف أبعاده. وجميل أيضاً أن نضع الخيارات الاقتصادية محل شك من ناحية الجدوى وأن نفكر ألف مرة في النظام السياسي المناسب لمجتمعاتنا والأكثر تحقيقاً للديمقراطية. جميل كذلك أن نقتفي أثر الأمم المتقدمة ونأخذ عنها مظهراً من مظاهر تقدمها ومحاولة امتلاكه... أشياء كثيرة جميلة ومهمة في حد ذاتها، غير أن تنزيل ما ذكرناه في البيئة الاجتماعية واقعياً قد يجعلها متواضعة الأثر والفعل والجدوى.
وهنا لا بد من التمييز بين أن نسعى إلى امتلاك أسباب التقدم والتمسك بها بقوة وإصرار ومثابرة على تجسيدها، وبين أن نهتم بالظاهر وننسج على منواله، فلا حداثة حقيقية من دون الرجوع إلى أصل الحداثة وشراراتها الحقيقية. وتمثل هذه النقطة فارقاً كبيراً وعميقاً.
نعتقد أن القدرة على التمييز لم تعد هي نفسها. في المرحلة الأولى من فترة الاستقلالات العربية كان الهاجس واضحاً وهو الرهان على التعليم والثقافة وإعادة الاعتبار للإنسان في الفضاء العربي والإسلامي وتعويضه عن الحقبة الاستعمارية الصعبة.
رغم حداثة الاستقلالات آنذاك وقلة النخب المتعلمة القادرة على تحمل مسؤوليات دول عانت من الاستعمار فإن نقطة القوة كانت تتمثل في وضوح المشروع والأهداف.
اليوم بفعل وتيرة الأحداث وتشابك الظواهر تحولنا فعلاً إلى مجتمعات بالغة التعقيد والتركيب، وهو أمر مربك في حد ذاته باعتبار أن التعقيد خاصية من خاصيات المجتمعات الحديثة، وأصبحت هذه الخاصية خاصية جميع المجتمعات الحديثة منها والتي لا تزال حاملة للبنى التقليدية.
السؤال هو ما دامت هناك محاولات في الفضاء العربي والإسلامي لنتبنى مقاربات العالم المتقدم والانخراط في التحديث فأين يكمن المشكل إذن؟
هنا نصل إلى بيت الداء: نحن نناقش الخيارات الاقتصادية وننتقد الأنظمة السياسية ونمايز بين الأنظمة بقياس الديمقراطية ونتشاجر إلى حد التلاسن حول مشاريع التغيير الاجتماعي ونرجح مشروعاً على آخر بالصوت العالي وأحيانا بالشتم وتبادل التهم والقدح والذم ويصل أحيانا الخلاف الآيديولوجي إلى الدم.
فهل المشكلة في كل ما ذكرناه أم أن الجدير بالنقاش والبناء هو الإنسان العربي نفسه ومتى اكتمل البناء والتنشئة تم التحصين الذي نسعى إليه؟
فالتحصين ليس في النظام السياسي ولا في النمط الاقتصادي، بل إن التحصين الحقيقي يكون عندما ننتج مجتمعاً عقلانياً يؤمن بالاختلاف والنسبية والنقد ويمارس الموضوعية في مقاربته للأشياء والأشخاص والتجارب.
نحن نعرف مشكلاً كبيراً في العقلنة، لذلك فكل الخيارات قابلة للانحراف. والنخب الواعية هي التي تتوقف عن إهدار الوقت ونقاش قشور القضايا وتركز على سبل بناء ذات تكون محور الإصلاحات والخيارات، لأنه متى كان الفرد عقلانياً والعقلنة تسود سلوكه وتفكيره وخياراته فلا خوف عليه ويستطيع في صورة حصول أي انحراف بنمط التنمية أو في السياسة أن يدافع عن نفسه، إضافة إلى أن المجتمع الذي يخطو خطوات أساسية ومحمية في العقلنة لا خوف عليه ولن ينتكس من منطلق أن العقلنة ذاتها تنتج ثقافة مؤسسات وقيم والولاء للقانون وللمصلحة العامة.
ما نلاحظه أن مجتمعاتنا لا تزال انفعالية تحكمها الغنيمة والعصبية. وفي هذا السياق قد يكون من المهم القيام بدراسات تكشف لنا إلى أي مدى مجتمعاتنا لا تزال تخضع وتحتكم للمحددات التي ضبطها المفكر الراحل محمد عابد الجابري والمتمثلة في العصبية والغنيمة أساساً، حيث إنّها محددات ما زالت تفعل فعلها وقائمة الذات حتى ولو اختلفت من ناحية الحدة. وما دامت هذه القيم السلبية متواصلة في الذهنيات وأنماط السلوك فإن مسار العقلنة سيظل مهدداً في العمق. ووحده التعليم قادر على وضع مجتمعاتنا في سكة العقلنة الصحيحة. وغالبية ما نعرفه من مشكلات إنما تعود إلى ضعف المشروع التربوي في بلداننا الذي لم يرسم هدفاً واضحاً يطلق عليه إنتاج مجتمع عقلاني.
الفكرة الأساسية هي أن العقلنة هي أصل التقدم وهي الحل لما نعيشه من مشكلات على جميع الأبعاد. فالمجتمع العقلاني هو مجتمع يرتبط سلوكه بأهداف ويستبطن العلاقة التعاقدية في العلاقات الاجتماعية ويؤمن بالمؤسسات.
لذلك فإن وضع هدف استراتيجي والتفكير في كيفية توظيف مؤسسات التنشئة الاجتماعية لتأمين عقلنة العقل والسلوك والمواقف بات حاجة ملحة، وهي صمام الأمان وهي التحصين الحقيقي والحصن الأول. بمعنى آخر فإن الجدير بالبناء أولاً هو المجتمع، وإذا نجحنا في البناء العقلاني للفرد فإن كل العناء قد تم لأن التقدم الذي هو أحد أهم منتوجات الحداثة هو بدوره نتاج العقلنة ومسار تاريخي طويل انطلق من عصر الأنوار واشتغال فلاسفة عصر الأنوار على العقل وصولاً إلى الألماني ماكس فيبر الذي اشتغل على ظاهرة العقلنة واعتبرها خصيصة المجتمع الحداثي.
بيت القصيد: لنشتغل على عقلنة مجتمعاتنا.. فذاك سر التقدم والرخاء وهي أيضاً - أي العقلنة - الحصن الدائم والمنيع للديمقراطية وللحرية وللعدالة وللمواطنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكل عقلنة مشكل عقلنة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib