حول المؤسسات المانحة
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

حول المؤسسات المانحة

المغرب اليوم -

حول المؤسسات المانحة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

تقوم المنظومة الدوليّة إلى جانب العلاقات الدولية المباشرة وأيضاً المنظمات الحكومية الإقليمية والأممية، على آلية المؤسسات المانحة لتنشيط الروابط الدوليّة من منطلقات مغايرة، تهتم في الأساس بمساعدة البلدان السائرة في طريق النمو والتنمية للالتحاق بالركب.
وتنتشر المؤسسات المانحة بفروعها في شتى بلدان العالم، حيث الحاجة إلى الدعم الفني والمالي ومساندة الهياكل الرسمية، وأيضاً مؤسسات المجتمع المدني، وهي مؤسسات تكرس الجزء الوافر من خبرتها للقيام بدور في مجالات الدفع بمجال الحرية وحقوق الإنسان والدفاع عن قضية المساواة بين الجنسين ومسألة الطفولة وكل القضايا التي تحتاج إلى الوقاية والحماية والتعهد والمعالجة. والمتابع لأنشطة المؤسسات الدوليّة المانحة يلاحظ حجم التركيز على ظاهرة العنف ضد المرأة وبرامج مقاومة هذه الظاهرة التي تنفق فيها ملايين الدولارات.
يمكن القول إن المؤسسات المانحة هي جسم مستقل بذاته في البناء العالمي العام ولكن في الوقت نفسه يتأثر بالعلاقات الدولية. وتتمثل هذه الاستقلالية في طبيعة مجالات التدخل، إذ يبدو مقام تركيزها الأساسي أممياً، أي كيف يتم سد الفجوة بين الشعوب في مجالات المرأة والطفولة والحرية وحقوق الإنسان.
كما يرتبط الحديث عن المؤسسات المانحة عادة بالحديث عن سبل تأمين التمويلات اللازمة للأفكار والمشاريع التي يتعذر عن الهياكل الرسمية والهياكل التابعة للمجتمع المدني توفيرها فيكون اللجوء آلياً للمؤسسات المانحة والترشح لنيل الدعم المطلوب.
طبعاً الأمر ليس بهذه السهولة والبساطة؛ فللمؤسسات المانحة أسس ومقاربات وقيم بعينها تدافع عنها وهي تمول ما يتفق مع القيم التي تنتصر لها وبعثت من أجلها.
أولاً بصراحة وموضوعية فإن هذه المؤسسات المانحة، خاصة منها الواضحة الهوية والمتفرعة عن مؤسسات أممية، قد نجحت في خلق حركية داخل البلدان وساعدت المجتمع المدني على العمل والتحرك وتنظيم الندوات وإجراء الدراسات، وساندت توجهات الدول في المقاربات التي تتفق مع توجهاتها. والملاحظ ونحن نحاول رصد علاقة المؤسسات المانحة بمؤسسات الدول وبالمجتمع المدني في البلدان التي تتحرك فيها المؤسسات المانحة، أن المساندة تحتكم إلى شروط وليست مضمونة في كل الأحوال ومهما كانت الخيارات، بل هي مؤسسات تحتكم إلى مبادئ وشروط تسير عليها. وهذا في حد ذاته في واقع الأمر قد يكون مقبولاً ومفهوماً للوهلة الأولى، ولكن هذا التماشي يفتقد نقطة معينة تتمثل في تقديم المساعدة حسب موضوع الحاجة إلى المساعدة. بمعنى أن المساعدة يجب أن تكون محاطة بكل عناصر البيئة محل المساعدة وإلا فإنها لن تؤتي أكلها ولن تحقق أهدافها، وستكون فقط أنشطة أكثر منها أعمالاً تأسيسية.
طبعاً في هذا الصدد بالذات ومن باب الإنصاف والموضوعية أيضاً من المهم تبيان أن هناك جهداً كبيراً تقوم به المؤسسات المانحة يستحق التنويه والثناء لأنه جهد معمق ويتسم بالجدية وينتصر لقيم تحسن من حال الإنسان والطفولة والنساء المهمشات وذوي الحاجات الخصوصية، وغير ذلك من القضايا الكثيرة الجديرة بالدعم والمساندة والمناصرة.
من جهة ثانية، فإن أداء هذه المؤسسات المانحة يمكن أن يكون أفضل وأقوى وتجني المجتمعات من ثماره الكثير لو استطعنا أن نتوصل إلى إحكام العلاقة معها بشكل أكثر وظيفية، من ذلك ضرورة تمكن كل الأطراف التي تتعامل مع المؤسسات المانحة من تحديد أولوياتها وفق دراسات ومعطيات موضوعية ووثائق شارحة للأسباب. فتحديد كل طرف لأولوياته نقطة نظام قوية في العلاقة، وهي مسألة تجعل المؤسسات المانحة تطوع مجالات التدخل والتمويل والدعم وفق الحاجة والأولوية المعلنة والمرادة.
من المهم أن ندرك أن الآخر في حاجة إلينا أيضاً. لا أحد يعطي مجاناً. من مصلحة الآخر أن يلتحق الجميع بالركب لكي يستطيع أن ينعم بما بلغه من رخاء وتقدم. فهم العالم أن كل رخاء وسعادة وتقدم مهدد بالاحتقان. فهم العالم المتقدم أن احتقان البعيدين عن الركب لن يتركهم ينعمون بشيء.
هكذا يجب أن نفهم علاقات الدعم التي تقوم بها المنظمات والمؤسسات المانحة، فهي تؤسس لما يحقق التعايش العالمي.
من هذا المنطق فإن البراغماتية تقتضي أن نفرض أولوياتنا ونرتب حاجياتنا وأن نعول أيضاً قبل كل شيء على إمكانياتنا كي يشعر الآخر أننا جادون في خياراتنا وأننا قبل أن نعوّل على الآخر فإننا نعوّل على أنفسنا. هكذا نتحكم في العلاقة ونعرض ما نريد من مساعدة ولا نتلقى المساعدة التي يرغب الآخر في تقديمها إلينا.
أيضاً عندما نحدد أولوياتنا يجب أن تكون العملية مدروسة ومسلحة بالحجج والمنطق ولغة الأرقام والمقارنة كي نثبت حرفية في بلورة المشاريع ودراية بعناصر الواقع.
إنّ مصلحة العالم المتقدم باتت تكمن في تقدم الكل وفي نشر الأنسنة في ألا يبقى أحد خلف الركب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول المؤسسات المانحة حول المؤسسات المانحة



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib